إنَّ ما تفعله الخلايا السرطانية البني إسرائيلية من تدمير الجسد البشري بإفساد باقي الأعضاء والخلايا ليس كما تحلم أنه هو ما يضمن لها البقاء منفردة
السرطان البني إسرائيلي
أفعى أم خلايا سرطانية؟
يقول البعض عنه الأفعى اليهودية وأنا أقول لا، كلا ليست أفعى ذات رأس وذيل تلتف حول الضحية فيمكنك قطع الرأس فتموت، إنَّما هو سرطان ينتقل من عضو إلى عضو في الجسد ليدمره بهدوء وبدمٍ بارد عبر الاختفاء في أحد خلايا الجسد، لذلك هو مختلف عن الأفعى ذات العداوة الظاهرة التي يمكن أن تأخذ حذرك وحرصك وتجهز دفاعاتك ضدها أو أضعف الإيمان وهو الهروب منها، أمَّا الوجود البني إسرائيلي فصعب إدراكه و التحوط منه بالغ الصعوبة، بل وصعب المواجهة والهروب أيضًا؛ فكيف لجسم أن يقاوم خلايا منه تقبع بداخله وكانت في يوم ما من أهم خلاياه..
الجسد هنا هو البشرية التي تكوَّنت عبر القرون
والقرون من التاريخ البشري والإنساني، وكانت الخلايا البني إسرائيلية أحد مكوناته،
وفي أحد مراحل التاريخ كانت هي المُتحكم والمفضل من الخلايا داخل الجسد عندما تم
اختيارها لمهمة القيادة والتوجيه لإعادة بناء الجسد البشري وتطهيره من الخلايا
التالفة التي تقوم بمهمة تدمير هذا الجسد، لكن وللاسف الشديد بعد مرحلة وجيزة من
الزمن تحولت الخلايا البني إسرائيلية من لعب دور مُصلح
الجسد إلى لعب دور الخلايا السرطانية المدمرة للجسد.
اقرأ أيضاً: كتاب (الماجريات) | نظرة وتلخيص
التدمير
إنَّ التحول الذي حدث لتلك الخلايا
البني إسرائيلية من خلايا نافعة، قائدة، ومُصلحة للجسد إلى خلايا سرطانية قاتلة
ومدمرة له، إنَّما جاء نتيجة الطبيعة البشرية لتلك الخلايا؛ فهي وإن كانت خلايا
داخل جسد واحد ولكنها ذات طبيعة بشرية خالصة، طبيعة أنانية، ترى أنها ولا غيرها،
ترى أنَّها الأفضل على الدوام بما أوتيت من نِعَمْ وتفضيلات، فبدلًا من أن تعمل مع
الجسد لبنائه وتقويمه بعد اعوجاج، عملت على العمل المنفرد داخله بما يقويها هي فقط
وبما يهلك الجسد، تمامًا مثل أي عضو في الجسد يأخذ أهمية دون باقي الجسد أو يُفَضَّل
على باقي الأعضاء فالوجه إذا رأى نفسه الأجمل والأهم في الجسد، عمل على تحريك
الجسد ككل لما يحافظ على جماله هذا دون الاهتمام بباقي الأعضاء من عقل وقلب وحواس،
والعقل إذا رأى نفسه الأفضل بين جميع الأعضاء ربما دمر الجسد كله حتى يحافظ على
نفسه، هذه مرحلة أولية في الجسد، وأمَّا المرحلة التالية هي مرحلة غرور هذا العضو
غرورًا شديدًا مهلكًا مدمرًا، فقد يرى العقل أنَّه يحتاج إلى غذاء ما ليبقى منتشيًا
كاللجوء إلى المخدرات والخمور، لإشباع غرائزه ورغباته، فيسرع إلى نيلها والتمتع
بها ولو على حساب الجسد ككل، وإن حاول الجسد إصلاح ذلك؛ شعر ذلك العضو بحقد شديد
على باقي الجسد إذ أنَّه يقف أمام رغباته فينتقل إلى المرحلة الأخيرة وهي تكوين
الخلايا السرطانية المدمرة للجسد تمامًا، ظنًا منه أنَّه سوف ينجو ويبقى منفردًا،
ولكنه لا يعلم أنَّه إذا مات الجسد مات هو معه، وهذه هي المرحلة الأخيرة التي وصل
إليها بني إسرائيل، من تدمير الجسد البشري والإنساني، (تاريخيًا، دينيًا، ثقافيا..
إلخ) حتَّى تبقى هي فقط، ولكن للأسف الغرور قد أخذ منهم مأخذًا شديدًا، إذ أنَّهم
(يهلكون أنفسهم) وليس فقط الجسد البشري ككل..
إنَّ ما تفعله الخلايا السرطانية
البني إسرائيلية من تدمير الجسد البشري بإفساد باقي الأعضاء والخلايا ليس كما تحلم أنه هو ما يضمن لها البقاء منفردة، بل هو ما سيكون سبب هلاكها، إذ يقول الله خالق
هذا الجسد،
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ
زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ
تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون
ويقول سبحانه وتعالى لهم تحديدا
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ
لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا
أي إن لم تنتهوا عن الإفساد فإن الجسد سينتفض ضدكم بل ويهلككم
فهل تتوقف الخلايا السرطانية البني
إسرائيلية في التدمير، وتحسن لنفسها؟!
أم ستستمر في التدمير والإفساد حتَّى
ينتفض الجسد ضدها!
لا تحتاج إلى كثير تفكير، فقط تذكر
قول الله
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ
لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.
COMMENTS