تداولت الصُحُف ومواقع الأخبار اللبنانية اليوم 22/09/2020 خبر انفجار في منطقة جنوب لبنان - إقليم التُفاح..
انفجار جنوب لبنان | خطوة في مسار الحرب الإسرائيلية الإيرانية
انفجار إقليم التفاح في جنوب لبنان |
انفجار إقليم التفاح
تداولت الصُحُف ومواقع الأخبار اللبنانية اليوم 22/09/2020 خبر انفجار في
منطقة جنوب لبنان - إقليم التُفاح..
علي ما يبدو أن هذا الانفجار قد استهدف مصنع للدهانات؛ وذلك في الأنباء
الأوليَّة الإعلامية الرسمية..
لكن خَلْف الأنباء الأولية؛ هناك أنباء أخرى عن أن الانفجار كان يستهدف مصنعا
لتصنيع الأسلحة وتخزينها.. هذا المصنع خاص بميلشيا (حزب الله)..
هذه الأنباء الأخرى مؤكدة بالنسبة إلينا؛ وذلك لعدة أسباب..
هذا التفجير في المنطقة الجنوبية التي تُعتَبَر معقِل تنظيم (حزب الله)؛ والتي
يُسَيطر عليها بالكامل فيما يُشبه دَوْلة داخل دَوْلة في لبنان..
فالولاء الشعبي في الجنوب اللبناني فقط للحزب، والأمن بيد الحزب،
واقتصاد المنطقة يُدار بواسطة الحزب ورجاله..
ومن المعلوم بالضرورة أيضا أن (حزب الله) يستخدم أماكن متعددة للتمويه أثناء
تخزين سلاحه؛ حتى يبقي السلاح بعيدا عن أعين وأيدي الكيان الإسرائيلي.
صراع مستمر وحوادث متكررة
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة؛ فالصراع بين الطرفين
أخذ أشكالا عدة على مدار سنوات..
كان آخر الاشتباكات هو إسقاط الحزب لمُسَيَّرة منذ قرابة الشهرين أو يزيد
قليلا داخل الجنوب اللبناني، وفوق الأراضي الخاضعة للحزب.
ومما يؤكد أن هذا الانفجار الذي حدث اليوم ليس بالعادي في قوته؛ من غير
المعقول أن تكون شدة الانفجار بهذا الشكل، عند النظر إليه كانفجار لمصنع بويات.. ولكن
الأقرب للمنطق والعقل ومسارات الصراع في المنطقة، سنرى أنه انفجار لمكان تخزين
مواد أو أسلحة حربية..
ما سبق يؤكده شدة الانفجار وضخامته؛ ويزيد التأكيد في طبيعته هو منع أنصار الحزب للصحافة من الدخول وتغطية الحادث..
قد بات معلوما للغالبية أن انفجارات لبنان الأخيرة؛ من المرفأ في أغسطس
المنصرم، إلى حادث التُفَّاحة؛ هي صناعة صهيونية ببصمات واضحة لا تُخطئها عين
مُتابع..
الخطة الإسرائيلية للقضاء على حزب الله
حسن نصر الله - الأمين العام لحزب الله |
إن الأماكن المُستهدَفة حيوية، ولـ (حزب الله) سلطة في إدارتها، كما أن في
حالة الحرب الحالية بين الحزب وإسرائيل؛ اتَّضَح أن كلَّ شيء يحدث هو فعل إسرائيلي
خالص، يستكمل به الكيان خُطَّة الانقضاض على الحزب في لبنان، بعد الضربات المؤلمة
في سوريا؛ والتي أسفرت عن مقتل مئات من عناصره هناك، وتدمير الكثير من أدواته
العسكرية.
بالتالي انتقلت إسرائيل إلى هذه المرحلة التالية؛ هي تدمير قُدرَات وقوة الحزب العسكرية في معاقله؛ في لبنان.. واليوم تحديدا؛ كانت الهجمة على أشد مراكز تحصيناته وقيادته.. الجنوب.
اعتمد الكيان الإسرائيلي هذه الخطوة؛ أو الخطوات المتتالية؛ للقضاء على حزب
الله بصفته آخر أذرع إيران القوية في لبنان.. يُعتَبَر ذلك جزءا من الحرب
الإيرانية الإسرائيلية الدائرة حاليا؛ والتي يشتد الصراع فيها على أراضي سوريا ولبنان،
مع بعض الضربات الخفيفة في العراق، بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية على بعض
المنشآت الحيوية في إيران نفسها؛ النووية منها أو العسكرية، والتي تم استهدافها
مؤاخر؛ وكان أشهرها منطقة المفاعل النووي في (نطنز).
إيران.. إلى الحرب؟!
حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس نيميتز) |
تتزامن تلك الضربات الاستباقية مع تحضيرات أخرى عسكرية ضد إيران؛ ولكن هذه
التحضيرات أمريكية..
فقد تم إرسال عشرات الجنود والآليات العسكرية إلى سوريا
من قبل أمريكا،.. أيضا دخلت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" إلى
مضيق هرمز مصحوبة ببعض القطع البحرية والفرقاطات؛ وذلك فيما يُشبه التجهيز لحملة
عسكرية موجهة ضد إيران.
وبناء على توقعات الصحف العالمية؛ والمبنية على خبر سرَّبته الإدارة
الأمريكية يتحدَّث عن محاولة إيرانية لاغتيال سفيرة أمريكا في جنوب إفريقيا ردَّا
على مَقْتل "قاسم سُلَيْماني" - الأمر الذي نَفَتْهُ إيران بشدة - ولم تُعلِّق
عليه المخابرات الأمريكية.. توقعت وكالات الأنباء أن هذه المعلومة على ما يبدو ستكون
بمثابة معلومة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق إبان الاحتلال الأمريكي مع
بدايات الألفية.. وقد دَفَعَنا إلى هذا القول أن نفس الظروف تقريبا أحاطت
بالحدثين.. فالأمم المتحدة رفضت تجديد العقوبات العسكرية على طهران، وانتهت المُهلة
بتاريخ 20 سبتمبر الحالي؛ ممَّا دَفَع أمريكا إلى فَرْض عقوبات أُحادية الجانب على
مجموعة من القادة الإيرانيين؛ منهم وزير الدفاع.
دعونا لا نستبق الأحداث إلى ما لا يعلمه إلا الله؛ لكننا نحاول – في ضوء
المعطيات التي لدينا - فك وتركيب، أو تحليل الموقف الحالي لـ (حزب الله) في سوريا
ولبنان، وتحديد ماهية الارتباط الوثيق بين هذا الموقف العصيب وبين إيران وإسرائيل
وأمريكا.
COMMENTS