هذه السلسلة سنتحدث فيها عن وعد الله إلى بني إسرائيل بالعلو الكبير في الأرض وأدوات التمكين له، ونهاية هذا العلو الكبير..
العلو الأول والأخير(1) | بني إسرائيل ووعد الآخرة
(بقلم / مولانا العارف)
صورة تعبيرية لخروج بني إسرائيل من مصر |
هذه السلسلة سنتحدث فيها عن وعد الله إلى بني إسرائيل بالعلو الكبير في الأرض وأدوات التمكين له (أموال وبنين وأكثر نفيرا)، ونهاية هذا العلو الكبير
(أموال وبنين
وجعلناكم أكثر نفيرا)
وَقَضَينا إِلى
بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ
عُلُوًّا كَبيرًا.
فَإِذا جاءَ وَعدُ أولاهُما بَعَثنا عَلَيكُم عِبادًا لَنا أُولي
بَأسٍ شَديدٍ فَجاسوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعدًا مَفعولًا.
ثُمَّ رَدَدنا
لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيهِم وَأَمدَدناكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَجَعَلناكُم أَكثَرَ
نَفيرًا.
إِن أَحسَنتُم
أَحسَنتُم لِأَنفُسِكُم وَإِن أَسَأتُم فَلَها فَإِذا جاءَ وَعدُ الآخِرَةِ
لِيَسوءوا وُجوهَكُم وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَلِيُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبيرًا...(سورة الإسراء)
بدأنا الكلام
بذكر أيات سورة الإسراء وهو للدلالة على أنَّ مرجعنا الأول والأخير في فهم التاريخ
وأحداثه هو القرآن الكريم، وأنَّ مصدرنا الرئيسي في استنتاج حوداث المستقبل هو
القرآن الكريم، فهو كلام الله الغير مخلوق، كلام الإله إلى عباده، بيانه الذي وضَّح
فيه ما كان وما سيكون، وما هو كائن منذ خلق الأرض ومن عليها وحتَّى نهايتها.
هذه السلسلة
سنتحدث فيها عن وعد الله إلى بني إسرائيل بالعلو الكبير في الأرض وأدوات التمكين له (أموال
وبنين وأكثر نفيرا)، ونهاية هذا العلو الكبير.. وهذا ليس تفسيراً لما هو مُفسَّر أساساً
في الآيات، فالآيات واضحة لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، فلا لبس فيها ولا غموض وإنَّما
هي من أوضح الآيات في الكتاب، وأكثرها سهولة على الفهم، ونحن في هذا البحث سنقوم
فقط بتوضيح معنى العلو وأدواته؛ بما تضح به من أحداث تاريخية ومعاصرة مشاهدة
للعيان، ولكن غفل الناس عن فهمها..
سنبدأ البحث من أدوات
التمكين للوعد بالعلو، والتي ستصل بالقاريء إلى ماهية العلو الكبير بدون شرح له،
فقط بشرح أدواته، أمَّا نهاية هذا العلو فسيكون ختام هذا البحث والله من وراء
القصد.
تبدأ الآيات
بقول الله تعالى "وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ لَتُفسِدُنَّ
فِي الأَرضِ مَرَّتَينِ وَلَتَعلُنَّ عُلُوًّا كَبيرًا"
فأول كلمة هي
قضينا وهي من القضاء ومعنى القضاء شرعاً هو: علم الله تعالى الأزلي وتقديره لكلّ
ما في الوجود، وكتابته ومشيئته لكلَّ ما هو كائن إلى قيام السّاعة، أمَّا اصطلاحاً
فتعود أصل كلمة القضاء إلى قضى، وتأتي تلك الكلمة بمعانٍ كثيرة، منها حكم وأتمّ
خلق أمر وأتقنه، ونفذ أمراً لجهته، وقضى رئيس المحكمة بمعنى حكم حكماً ينبغي
إنفاذه وتطبيقه..
باختصار إنَّه أمر
مقضي به واجب النفاذ، غير قابل للتغيير أو التبديل. اذ إفساد بني إسرائيل مرتين في
الأرض وعلوهم الكبير هو أمر حتمي لا مناص منه.
بني إسرائيل |
البنين لغويا هم أولاد الإنسان من الذّكور ممّن يراهم وهو على قيد الحياة، وكل من يُنسبون إليه بعد موته من الذكور الذين يشكّلون امتداداً له
ثم توضح الآيات أنَّ هذا القضاء ورد في الكتاب،
والكتاب هنا هو كتابهم المقدس أي توراة بني اسرائيل، وانَّما أخبرنا الله بذلك في
القرأن الكريم، لعلمه أنَّ اليهود سيخفون هذا الأمر عنَّا وعن أتباعهم و هذا
ديدنهم، إذ يقول الله تعالى عنهم "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ
الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ
قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ
تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي
خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ"
تُلاحظ أنَّ الآية تتحدث حرفياً عن بني إسرائيل
وعن التوراة وعن إخفائهم منها الكثير، وهذا دليل لا يقبل التأويل عن لماذا أخبرنا
الله بوعده لبني اسرائيل بالإفساد والعلو الكبير..
لإتمام هذا
الوعد بالإفساد والعلو كان لابد من إدوات، وتلك الأدوات كما ذكرها الله هي:
المال
(قوة المال
ونفوذه في عقل البشر، وقدرته على تغيير النفس والعادات والدين وتغيير توجهات
الساسة والإقتصاد.. الخ من قوة المال)
سيتركز البحث عن اليهود والمال تاريخياً حتَّى
وقتنا هذا، من كنزهم للمال واستخدامهم له، وكيفية استحواذهم على أموال العالم عن
طريق البنوك وفكرة إنشائها، وأشياء أخرى كثيرة.
بنين
البنين لغويا هم
أولاد الإنسان من الذّكور ممّن يراهم وهو على قيد الحياة، وكل من يُنسبون إليه بعد
موته من الذكور الذين يشكّلون امتداداً له (الذريّة).
فكل الأبناء هم بنين.. وليس كل البنين
هم أبناء.
وهذا يعني أنَّ
الأبناء كلمة خاصّة جداً في حين أنَّ كلمة البنون والبنين كلمة عامّة.
والبنين ليس
شرطاً أن يكونوا بنين بالنسب فقط، فهناك أبناء العقيدة وأبناء الدين، الذين يعتنقون
نفس الفكرة الواحدة من دين وعقيدة، كمن يقول أبناء الإسلام، فكلهم يُنسبون للإسلام
بما توافقه عليه من عقيدة، وأبناء القرية وأبناء القبيلة وأبناء المنهج، ومما يدل
على ذلك قوله "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"، فجعل الأخوة ونسبها
ليس فقط بالدم، وإنَّما قد نكون إخوة في شيء آخر كالدين. وسيتركز البحث هنا على (البروتستنات)
أبناء الصهيونية العالمية، والمؤمنين بفكرتها عرب كانو أو غربيين مسلمين أو غيرذلك.
رجال (الأولاد والأتباع والأنصار) القوة البشرية
القادرة على تنفيذ المهمات الموكلة بها (حروب، إعلام، علماء، أساتذة، نُخَبْ بكل أنواعها).
أكثر نفيرا
النفير هو قيام النَّاس عامّة
لقتال العدوّ، التَّعبئة العامَّة.
نَفَرَ فلانًا
على الشيء، وبه: غلبه على ذلك الشيء.
اِسْتَنْفَرَ القائِدُ
الجَيْشَ : طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَكونَ في حالَةِ تَأَهُّبٍ وَاسْتِعْدادٍ.
والنفر هم أنصار
الرَّجل وعشيرتُه.
والاستنفار: حمل
القوم على أن ينفروا. أي: من الحرب،
والاستنفار أيضاً: طلب النفار.
مما سبق من
تعريف نفيرا، أي القدرة على الحشد للحرب أو غير ذلك، وأدوات النفير لدى اليهود هي
الإعلام (الصحافة، التليفزيون والإنترنت).. الخ من كل وسائل الإعلام وفي هذا البحث
سنركز على امتلاك اليهود لتلك الأدوات، وكيفية السيطرة عليها وتوجيهها في الاتجاه
الذي يخدم مصالحهم..
إلى هنا تنتهي مقدمة البحث ونستكمل بإذن الله
تعالى كل نقطة من نقاطه على حدا في مقال أو مقالات منفصلة.
COMMENTS