كانت تلك نظرة سريعة على أخر مستجدات الوضع الصحي لـ"ترامب"، وأثره في التصويت في الانتخابات
كورونا | مسمار جديد في نعش دونالد ترامب
(بقلم / مولانا العارف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب |
إصابة ترامب
بات الشغل الشاغل للمواطن الأمريكي والصحف العالمية، هو صحة الرئيس "دونالد ترامب"، بعد الإصابة بوباء كورونا، وهو الذي قلل من خطره قدر الإمكان، وجاء تعامله معه على أسوء ما يمكن أن تُدار به أزمة كبرى في بلد يُعتبر أقوى دولة في العالم، ولم يُدرك "ترامب" أنَّ أخطائه في التعامل مع الجائحة قد ترتد عليه وعلى حملته الإنتخابية، بل و تُقلل من حظوظه في الفوز بالسباق.
استطلاع رويترز
في آخر استطلاعات الرأي المنشورة على "رويترز"، فقد صوت ٦٥٪ من المشاركين فيها أنَّ "ترامب" ما كان ليُصاب بكورونا، لو أنَّه اتَّبع قواعد التباعد الاجتماعي، واستعمل الكمامة الطبية، وهذا مؤشر خطر في حد ذاته؛ إذ بالنظر إلى ما وراء تلك الآراء، ما هو أكبر من مجرد إصابته، فالتصويت هنا إن كان عن إصابة "ترامب" بالمرض، فانعكاساته ومردوده ينعكس على سوء إدارة "ترامب" للأزمة على المستوى الصحي والاقتصادي لأمريكا، فهذا هو الانطباع الأول الذي تراه من خلف هذا التصويت، أنَّ المشاركين فيه يلاحظون سوء إدارة كبير، لأحد أخطر الأزمات الصحية، التي ضربت أمريكا والعالم، ويرى المصوتون ذلك من خلال إصابة الرئيس ذاته بالمرض، وقد ذكرنا في المقال السابق، أنَّ بمجرد إعلان إصابة "ترامب" تعددت الآراء فيها، ورجحنا الرأي القائل إنَّ إعلان اصابة الرئيس، هى تمهيد لخسارته الانتخابات القادمة، وهذا ما ظهر أيضاً بصورة جيدة من خلال هذا الاستفتاء الأخير.
جو بايدن - المرشح الرئاسي في الانتخابات الأمريكية |
جو بايدن منافس ترامب
تُشير المؤشرات، أنَّ المرشح الرئاسي المحتمل "جو بايدن" قد تقدَّم ولأول مرة على "ترامب" بما يُقدَّر بعشر نقاط دفعة واحدة، وهو مؤشر جيد له في الفوز بالسباق الانتخابي.
وإن كان تفوق "بايدن" الحالي لا يضمن له الفوز بالسباق، إلَّا بعد الحصول على أصوات الولايات المرجحة، إلَّا أنَّ المؤشرات أيضاً تشير بتقارب شعبية "بايدن" و"ترامب" في تلك الولايات، وإن كان هذا مؤشر على تساوي الحظوظ في الفوز إلا أنه يؤشِّر بشكل خاص على تقدم "بايدن"، الذي لم تكن شعبيته بنفس مقدار شعبية "ترامب" في تلك الولايات في بداية السباق وبداية حملته الانتخابية.
الأضرار الاقتصادية
بنك الاحتياطي الفيدرالي |
هذا من جانب الحالة الصحية وأثرها على التصويت،
أمَّا من جانب الأضرار الاقتصادية التي تسببت فيها إصابة "ترامب" بكورونا؛ نَذْكُرْ هنا أخر تقرير لبنك "اوف أمريكا" والذي جاء فيه تَوَقُّعْ فوز كاسح للمرشح الديمقراطي "جو بايدن" على حساب "ترامب".
فقد جاء في التقرير أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد يتدخل ويضخ سيولة قوية؛ لدعم الأسواق في حال حدوث نزاع بشأن نتيجة الانتخابات، وهذا يصب في مصلحة "جو بايدن"، إذ في الشهر السابق أعلم "ترامب" عن احتمالية رفضه تسليم السلطة إذا خسر، وهو ما سبب ارتباك للأسواق، وفي حال قيام الاحتياطي الفيدرالي بضخ السيولة المطلوبة؛ فإن ذلك سيكون دعماً قوياً لفوز "بايدن" ..
كانت تلك نظرة سريعة على أخر مستجدات الوضع الصحي لـ"ترامب"، وأثره في التصويت في الانتخابات، التي تبقى عليها أقل من شهر، تحديداً في الثالث من نوفمبر القادم.
خلال تلك الفترة؛ سنجد الجديد دائماً في هذا السباق، والذي يعد بدوره أصعب السباقات الانتخابية التي مرَّت على تاريخ أمريكا والعالم على مدار٧٠ سنة، وعلي أثره سوف تتحدد الكثير من ملامح وخريطة السياسة العالمية والاقتصادية.
ولنا متابعة مستمرة إن شاء الله.
COMMENTS