أول احتمال هو خروج الإيرانيين بثورة عارمة على الملالي، هذه الثورة سوف تكون دموية بين طرفيها الشعب والنظام، وما يتبعه من أجهزة أمن لا تعرف إلَّا الدم
إيران | النقلة الأخيرة على رقعة الشطرنج
ويكون المقصد النهائي للعقوبات هو المرض والموت للإيرانيين، وليس فقط تأديب نظام الملالي كما كان يظن البعض سابقا.
تكلمنا في
المقال السابق، عن العقوبات الاقتصادية التي دفع صانع اللعبة وواضع الرقعة (أمريكا)
إلى تنفيذها، ولم تكن (أمريكا) قد قررت المزيد من العقوبات الاقتصادية وقت كتابة
المقال الأول، لكن فجأة خرج علينا الرئيس الأمريكي "ترامب" بعقوبات
جديدة وفريدة من نوعها حين قرر ضم البنوك الإيرانية إلى قائمة المؤسسات التي تخضع
لعقوبات أمريكية..
إيران والنقلة
الأخيرة على الرقعة
العقوبات
والعنوان
الرئيسي لتلك العقوبات، هو الجوع والموت للإيرانيين، لأن البنوك هي من تقوم
بعمليات التحويلات النقدية؛ لشركات الدواء والغذاء للحصول على حاجة المواطن، ولم
تكن البنوك الإيرانية ضمن المؤسسات التي فرضت عليها (أمريكا) عقوبات اقتصادية مما
يعني أنه كان هناك باب خلفي لإيران من أجل الالتفاف على تلك العقوبات، ولكن فرض
تلك العقوبة؛ يعني إغلاق هذا الباب تماما وكل الأبواب الأخرى، ويكون المقصد
النهائي للعقوبات هو المرض والموت للإيرانيين، وليس فقط تأديب نظام الملالي كما
كان يظن البعض سابقا.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب |
ونتكلم هنا بشيء
من التفصيل عن الحالة الاقتصادية الإيرانية بعد العقوبات وما ستصل إليه إن استمرت
العقوبات طويلاً، وما هي حلول إيران (طبعا مفيش حلول نهائيا) للخروج من الأزمة.
الآفاق الاقتصادية
في نشرة البنك
الدولي بعنوان: الآفاق الاقتصادية 2020
جاء ما هو نصه
تسارع الركود في
إيران في 2020/2019 مع تشديد العقوبات الأمريكية تدريجياً. وتقلص إجمالي الناتج
المحلي الإيراني بنسبة 7.6% (سنويًا) في الأشهر التسعة الأولى من 2020/2019
(أبريل/نيسان-ديسمبر/كانون الأول 2019) إلى حد كبير بسبب انخفاض قطاع النفط بنسبة
37%. ومنذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018، تضاءل إنتاج النفط ليصل إلى
مستوى قياسي منخفض بلغ مليونا برميل في اليوم في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وعقد التقرير عدة مقارنات بخصوص إنتاج النفط في العشر سنين الاخير.
ثم عرض تقرير البنك التوقعات المستقبلية للاقتصاد الإيراني بالمقارنة بالأعوام السابقة بداية من العام 2017.
الإحصائية |
خلاصة التقرير هو
انهيار الاقتصاد الإيراني التام والشامل، منذ أن تم فرض العقوبات في 2018 بعد
انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني..
مما يعني تحويل (إيران) إلى دولة أشباح من كثرة الوفيات المُتَوَقَّعة؛ نتيحة تجمع عوامل الفقر مع العقوبات الأخيرة مع فيرس كورونا.. يعني كوكتيل خراب.
بدون فذلكة العقوبات الجديدة على البنوك تعني توقف تدفق إمدادات السوق المحلي الإيراني من الغذاء، وليس فقط الغذاء بل الدواء أيضاً، مما يعني توقف عصب الحياة للمواطنين وارتفاع نسب الفقر والبطالة، هذا يعني سرعة تفشي الأمراض بصورة كبيرة، وبالأساس إيران كانت أحد بؤر تفشي فيرس كورونا خلال 2020 في الموجة الأولى، فما بالك بالموجة الثانية وذروتها في ظل هذه الحالة الاقتصادية المنهارة، وأيضاً في ظل انهيار سعر صرف الريال الإيراني.. مما يعني تحويل (إيران) إلى دولة أشباح من كثرة الوفيات المُتَوَقَّعة؛ نتيحة تجمع عوامل الفقر مع العقوبات الأخيرة مع فيرس كورونا.. يعني كوكتيل خراب.
ما سبق بخصوص
الوضع الاقتصادي وما سيئول إليه الوضع مستقبلياً، أما بخصوص الحل، وقد وضحنا أنه
لا حل لذلك وبما أنها (قفلت زي الدومينو)، فأصبح الأن علينا مناقشة الاحتمالات الأكثر
توقعاً خلال الفترة المقبلة.
أول احتمال
هو
خروج الإيرانيين بثورة عارمة على نظام الملالي، هذه الثورة سوف تكون دموية بين
طرفيها الشعب والنظام، وما يتبعه من أجهزة أمن لا تعرف إلَّا الدم لإرواء عطشها، والتاريخ
يشهد على عشرات الأحداث في (إيران) بين الشعب والنظام، والتي راح ضحيتها الكثير.
نتائج الاحتمال الأول هي هلاك النظام والشعب الإيراني.
أمَّا الاحتمال الثاني
جنون نظام الملالي ودخوله لحرب مباشرة، أو عن طريق تنفيذ عمليات ضد
أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط، أو مهاجمة مصالحهما في الخارج وفي أي حالة من
الحالات السابقة يعتبر إعلان حرب ضد أمريكا وإسرائيل، وهو الأمر الذي يُعطي شرعية
قانونية لشعبي أمريكا وإسرائيل لخوض حرب مباشرة مع إيران، والتي سوف تنهي أيضا
نظام الملالي والشعب.
يُلاحظ في
الاحتمالين ارتباط الشعب بمصير نظام الملالي..
وهذه هي النقلة الأخيرة التي أشارنا إليها في المقال السابق والتي يُعلن بعدها صانع اللعبة (كش ميت لإيران).
COMMENTS