ثم بدأت البنوك في الانتشار عالميا على يد اليهود؛ باتحاد كل مجموعة تجار وأثرياء منهم، وتكوين بنك ثم ربط البنوك ببعضها البعض من خلال اتحادات البنوك

 العلو الأول والأخير لليهود (2) | أموالاً

(بقلم / مولانا العارف)

فرسان الهيكل

لنبدأ مجدداً من حيث انتهينا..

توقفنا في الجزءالأول عند المقدمة، وتكلَّمنا بشيء من الإيجاز عن أدوات التمكين لليهود في الأرض، وهي المال والبنين والنفير، وفي هذا الجزء نتحدث عن الأداة الأولى من تمكين اليهود في الأرض وهي:

الأموال

 تحدث الله عن المال في كتابه الكريم

فسمى المال خير "وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ".

وسماه زينة "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".

ووضَّح مدى حب الإنسان له "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا".

 "وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ".. 

وبيَّن طريق التعامل معه "وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ". 

وحدَّد حدود الإنفاق "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".

 وكيفية الانفاق "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".

وطلب الإقرار بنعمته "وأما بنعمة ربك فحدث".

وحذَّر من البخل وكنز المال وعدم إنفاقه في سبيل الله ومصير من يفعل ذلك "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ".

بل ولم يترك لنا في شأن المال شيء إلَّا ووضحه، حتَّى أنه وضَّح من هم المعنيين بالبخل وأكل أموال الناس بالباطل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ".

فحدد الأشخاص، ثم حدد كيفية أكلهم المال "مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".

  "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ".

 وطرقهم الغير مشروعة في أكل اموال الناس "وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا".

"ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا".

من هنا نبدأ بإيراد الأمثلة الحياتية المعاصرة والتاريخية عن اليهود والمال، وسنشرح كيف استولوا على أموال الشعوب، وكيف حكموا تلك الشعوب عن طريق أموالهم التي نهبوها..

أخبرنا الله تعالى عن أشهر وأهم أداة في يد اليهود في السيطرة على أموال الناس وهي الربا المُتمثل في البنوك.

فكرة إنشاء البنوك

البابا كيلمنت الخامس

 بعد طرد اليهود من القدس، أخذوا معهم الفكرة إلى حيثما رحلوا، ويتكلم المؤرخون أنَّ البداية الفعلية لإنشاء البنوك بصورتها الحالية في البندقية في ايطاليا في سنة 1472

 هي فكرة يهودية خالصة قديمة جداً من قبل الميلاد، ولها قصة مشهورة جداً في الإنجيل، وهي قصة تطهير المسيح للهيكل ويرويها العهد الجديد في أغلب أناجيله "كان الهيكل يتالف من فناء خارجي محيطة بالمنطقة المدعوة  رواق سليمان وتدعى فناء الأمم، وكان أحبار اليهود قد أفتوا بعد جواز استعمال النقد الروماني داخل حرم الهيكل لأنه يحمل صورة وثن هو الإمبراطور، فألزموا الشعب الوافد للحج في الهيكل من مختلف أنحاء الإمبراطورية أن يقوم باسبتدال العملات من صيارفة نصبوا خيامهم في فناء الأمم المقابل للهيكل، وغالبًا ما كانوا يتقاضون عمولة مرتفعة لقاء تبديل العملة" التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تاندل للنشر، بريطانيا العظمى، طبعة أولى، ص.  81.

أصل كلمة بنك:

هي نسبة إلى (بانكو) وهي (الطاولة) التي كانوا يقفون عليها أمام الهيكل.

بداية البنوك بشكلها الحالي:

ثم بعد طرد اليهود من القدس، أخذوا معهم الفكرة إلى حيثما رحلوا، ويتكلم المؤرخون أنَّ البداية الفعلية لإنشاء البنوك بصورتها الحالية في البندقية في ايطاليا في سنة 1472 ويسمي

 Banca Monte dei Paschi di Siena‎‏, ‏‎Siena, Italy‎‏. ‏‏

وهو أقدم بنك في العالم مازال موجود، وكان أول بنك أُنشأ فعليا، وأنشاؤه اليهود، وربما تكون أحداث رواية شكسبير.. شيالوك (تاجر البندقية) مبنية على أثار هذا البنك على سكان العالم، والرمزية في مدينة البندقية هي رمزية الاستغلال اليهودي للعالم عن طريق البنوك حيث أقيم هناك أول بنك في العالم..

ثم بدأت البنوك في الانتشار عالميا على يد اليهود؛ باتحاد كل مجموعة تجار وأثرياء منهم، وتكوين بنك ثم ربط البنوك ببعضها البعض من خلال اتحادات البنوك، ثم بعد ذلك السيطرة على إصدار العملة المحلية للدول (البنوك المركزية)، ثم السيطرة على كامل العالم بالبنوك الكبرى (بنك التسويات الدولي، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي).. هذا هو المشهور من تاريخ البنك في العالم.

وقفات صغيرة عبر التاريخ :

وقفة صغيرة للتاريخ الحقيقي للبنوك، وتلك الوقفة نقصدها بالطبع لنربط التاريخ ببعضه البعض، حتَّى نستطيع فهمه جيداً، وكيف كان مسار اليهود عبر التاريخ، لكن دون أن يراهم أحد، وتحت مسميات كثيرة غير كلمة يهود لما كان لتلك الكلمة من أثر غاية في السوء عند سماعها خصوصاً في الغرب المسيحي، أمَّا في ديار الإسلام فلم يعاني اليهود من أي اضطهاد ولا ضرر، وكان أكبر ما تعرضوا له هو الطرد من جزيرة العرب، وذلك بعد نقضهم وخيانتهم للعهود مع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، غير ذلك فكان لهم شأن وقيمة كبيرة، أمَّا من بعد ظهور المسيحية حتَّى نهاية عهد الاضطهاد المسيحي؛ بدأ الاضطهاد الفعلي لليهود في الغرب، وأصبحت كلمة يهود ويهودية عار في جبين من يحملها، بل وتم حصارهم في جيتوهات في أوروبا والحد من حقوقهم الإنسانية.. الخ من الاضطهادات التي تعرضوا لها، مما دفع الكثير منهم للاختفاء عن طريق تغيير الإسم وإخفاء الهوية، أو عبر الدخول إلى المسيحية والاختفاء داخلها مع الاحتفاظ بدياناتهم اليهودية، وهنا يأتي يهود المارنوا واليهود الأخفياء ودورهم الخطير وانتقامهم من مسيحيي أوروبا؛ عبر إتلاف المسيحية والسيطرة عليها، بل وحتَّى السيطرة على الفاتيكان من خلال الوصول إلى البابوية عن طريق ال دي ميديتشي، حيث وصل 3 منهم إلى كرسي البابوبة وهو ليو العاشر وكليمينت السابع وليو الحادي عشر..

 ونفس المسار انتهجوه في الدولة العثمانية، حيث عرفوا ب يهود الدونمة، والذين اتخذوا من مدينة سالونيك الشهيرة مقر لهم لا يتزوجون إلَّا من بعض، ولهم مدارسهم وتعليمهم الخاص وتجارتهم الخاصة، وخرج منهم من أطاح بالدولة العثمانية وخلافتها مثل "مصطفى كمال أتاتورك" و"جمال باشا" و"أنور باشا"، فسياستهم واحدة في الاختفاء والتدمير من خلف الستار، ثم الظهور العلني والإعلان عن أنفسهم بعد أن خربوا ودمروا أوروبا والغرب تحت مسميات مسيحية والاختفاء خلفها، والسيطرة على الاقتصاد والمال.

فرسان الهيكل

 هناك بدأوا في تشريع قوانين تحميهم بحجة الاضطهاد وفعلوا نفس الشيء في بلاد المسلمين، ولكن ليست قوانين فقط تحمي من الاضطهاد، بل بعد تدمير الدولة العثمانية التي كانت حاجزا بينهم وبين التجمع في فلسطين، وبعد إنهاكها وتفتيتها تماما فعلوا ما كانوا يرمون إليه عبر القرون من العودة من الشتات إلى الأرض الموعودة، وإقامة الوطن القومي اليهودي على أنقاض الدولة العثمانية وعلى أقدس الأراضي (فلسطين قبلة المسلمين الأولى).. ولنبدأ أول وقفة وهي البنوك.

ما لم يذكره المؤرخون ولم يلقوا عليه الضوء بشدة؛ لرغبة منهم في إخفاء الحقيقة لاستمرار التجهيل والتضليل، هو قصة فرسان الهيكل، أصحاب أول بنوك العالم وذلل لنفي الصلة بين فرسان الهيكل واليهود والبنوك، حتَّى تظل هناك فجوات في التاريخ، ولكي يُكتب بغير شكله الحقيقي (أحداث مربوطة ببعضها البعض)، وإنَّما أحداث متفرقة للتعمية على العقول، وجعلها تلهث وراء تفاصيل لكل حدث منفرد على حدة بدون ربط؛ حتَّى تظهر الصورة كاملة ويظهر المسار الصحيح للتاريخ..

ففرسان الهيكل هم من اليهود الأخفياء الذين بقوا في فلسطين من بعد طردهم منها سنة 70 م، وظلوا هكذا حتَّى تم تنظيمهم بالشكل المعروف تاريخياً بأنهم حماة الحجاج المسيحيين من قطاع الطرق، وذلك بعد الحملات الصليبية على المشرق العربي واحتلال القدس، فتم تكوين تلك الميلشيات والتي كان هدفها الرئيسي المال الذي يصل بهم إلى السيطرة المطلوبة، والتي حدثت لهم بفعل المال.. وإليك قصتهم.

بدأت كمجموعة من ثمانية فرسان كان هدفهم كما قيل حماية الحجاج المسيحيين من قطاع الطرق؛ فطلبوا من حاكم القدس "بلدوين الثاني"  ذلك وأخذوا منه الموافقة وتعهد بحماية الحجاج، اتخذوا من القدس مركز لهم وشعارهم فارسان على فرس واحد كناية عن فقرهم.

بعد فترة من العمل والثقة وصل صيتهم إلى أوروبا وبدأت الناس في التحدث عنهم، بل والتبرع لهم بالمال، بل والأراضي أيضاً والعطايا الكثيرة، وتم إقرار بعض المزايا لهم من الكنيسة بواسطة البابا "أنوست الثاني" منها عدم دفعهم للضرائب، وليس لأحد عليهم سلطة إلَّا البابا فقط، و تم بناء المقرات لهم في أغلب دول أوروبا، وانتشر التنظيم بشكل كبير لدرجة أنه كان يسيطر على كل طرق التجارة وحمايتها أيضاً، وذلك في مقابل أموال تُدفع لهم، ومن هنا كوَّن التنظيم رأس مال ضخم، وجاءت فكرة النظام المالي لهم فيما يخص الحجاج، فأصبح الحاج يدفع أمواله لأحد فروعهم في الدولة الأوروبية مقابل صك (شيك) بعمولة، ثم يسافر إلى الحج في القدس، وهناك يقوم باستبدال الشيك بأمواله ناقصة العمولة، وبذلك تم تكوين أول نظام بنكي في التاريخ..

انتشرت أفرع تنظيم الهيكل أوروبيا، وكثرت ثروتهم؛ فبدأوا في الإقراض للأمراء والملوك الأوروبيين، وذلك مقابل مزايا إما بأراضي أو مناصب داخل أروقة الحكم، واستمروا هكذا سنين طويلة حتَّى حدثت أول هزيمة لهم، وهي هزيمتهم أمام صلاح الدين في حطين واستعادة القدس وبداية فقدان الثقة فيهم، من هنا بدأ الصراع بينهم وبين ملوك أوروبا، فتوقفت العطايا والهبات، وبدأت تظهر حقيقة التنظيم بعبادة الشيطان والترويج لها، واتضحت حقيقة التنظيم وهدفه الأساسي، وهو إتلاف عقائد المسيحيين في أوروبا والسيطرة على أموالهم، وهو تاريخياً أول محاولات اليهود في السيطرة على الغرب، والانتقام منه فترى الأن الغرب بالكامل رهينة عند اليهود، غيروا في عقيدته ونشروا فيه الإلحاد والشذوذ، الذي لم يكن فيه بل كان يعد جريمة، فالأسلوب واحد لا يتغير ومحاوره ثابتة، سيطرة على المال، استخدام سطوة المال في تغيير العقائد، نشر الشذوذ و الالحاد.. الخ حتَّى يصبح الناس عبيداً لإرادة اليهود، وهو ما قد كان بعد محاولات لقرون، والأن ترى بعينك كيف يستعبد اليهود شعوب الغرب والشرق، لكن بما أنَّها حرب والحرب سجال، فقد تم القضاء على فرسان الهيكل، لكن ليس كليا فهرب منهم العشرات بأكثر الأموال التي نهبوها واستعمروا أماكن جديدة متخفيين في أزياء وأسماء أخرى، ومنها استكلندا وسويسرا التي انتقل رأس المال الذي يملكه فرسان الهيكل (اليهود الاخفياء)  اليها، فتحولت سويسرا من من أفقر بقاع أوروبا إلى أغنى بقاع الأرض وأكثرها أمان، حدث ذلك تحديدا 1315 أي بعد 8 سنوات من إصدار البابا "كلمنت الخامس" قراره بالقضاء على فرسان الهيكل، ففي عام 1315 حاول الدوق "ليبولد" النمساوي السيطرة على تمرد حدث في بعض المقاطعات السويسرية فدخل بجيش قوامه 9000 جندي للقضاء على ذلك التمرد، فما كان من أهل سويسرا إلَّا القضاء علي هذا الجيش! كيف ذلك وهي مقاطعات فقيرة لا تملك قوات عسكرية؟! كان ذلك بفضل الفرسان الذين هربوا اليها من كل أوروبا واختفوا حتَّى حين.

 ونزيدك من الشعر بيت فحرس الفاتيكان حرس البابا الشخصيين هم (الحرس السويسري منذ 1506) أي لم يكتفي فرسان الهيكل بالسيطرة المالية على أوروبا وقتها، بل وصلوا إلى حراسة مقر القيادة الدينية لأوروبا والغرب الكاثوليكي.

 استقرت سويسرا طويلا حتَّى تم توحيدها عام 1815 في مؤتمر باريس، وتم إعلانها دولة محايدة وما أجمل هذا الإعلان، وما أعظم قيمته، فهو سبب تحويل أموال العالم إلى سويسرا؛ لتصبح بذلك هي خزنة العالم كله، والفضل كل الفضل يرجع إلى فرسان الهيكل، ثم بعد ذلك في سنة 1934 تم إقرار قانون سرية البنوك السويسرية.. وهكذا عرفت من أين جاءت سويسرا، ولماذا بنوكها سرية، ولماذا هي محايدة وجنة الله في أرضه، والسبب هو امتلاك اليهود لها عبر قرون، وتحويلهم لها إلى خزنتهم الخاصة، وجلب المال من العالم اليها، عفوا إليهم.

مما سبق عرفنا أصل فكرة البنوك في العالم، ومن هم أول من أسسها وكيف ذلك، وللحديث بقية إن شاء الله.