بدأت فكرة البنوك في السطوع، وبما أن اليهود هم من يملكون الذهب في خزائنهم، وهم أصحاب البنوك المركزية وسادتها في أغلب دول العالم
العلو الأول والأخير (3) | البداية الحقيقة للاستعمار المالي
قصة الاقتصاد والمال
اتصال العالم
قديماً كان قائماً على فكرة المقايضة، سلعة مقابل سلعة، وخدمة مقابل خدمة، ولم يكن
معروف فكرة النقود إلَّا أنَّ الناس في القديم حاولت تجاوز مرحلة المقايضة إلى استخدام
شيء ذو قيمة؛ يصلح كعملة للمقايضة؛ لحل مشكلة المقايضة، وهي أنَّ شخص لا يملك سلعة
أو خدمة ويحتاج إلى سلعة، فبدأ التفكير والاتفاق على شيء ذو قيمة لتحويله لعملة.
وبما أن العالم
قديما كان قائماً على الرعي والزراعة قبل اكتشاف المعادن، تم اتفاق على اتخاذ الأغنام
كعملة مبادلة، والطريف هنا أنَّ كلمة نقد أصلها نقدي، وهو أحد أنواع الأغنام ذات
الأرجل القصيرة.
مع التطور واكتشاف
المعادن بدأ الناس بالتحول التدريجي إلى المعادن ذات القيمة؛ فظهرت الفضة ثم تلاها
الذهب، واحتل المرتبة الكبرى، وتم صكه ومن هنا كانت أول عملة في التاريخ، وهي
العملة الذهبية والفضية، وبدأت التجارة تعتمد عليها بشكل رئيسي بدلاً من المقايضة.
بهذا ظهرت فكرة
النقود، ولمَّا كثرت معها التجارة والتنقل؛ احتاج التجار والأثرياء إلى مكان آمن
لحفظ تلك الأموال واستردادها في أي وقت، مقابل قيمة تُدفع لصاحب المكان الآمن من أجل
الحفاظ عليها.
مع تكدس الأموال لدى أصحاب الأمكان الآمنة، وإصدارهم
الصكوك المالية الضامنة للوديعة؛ بدأ أصحاب تلك الأمكان في التفكير باستغلال تلك
الأموال، وبدأوا في عملية الإقراض بفائدة، و بدأ النظام الربوي، الذي كان محرماً
في الشرائع السماوية.
اليهودية
"لاَ
تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِبًا، رِبَا فِضَّةٍ، أَوْ رِبَا طَعَامٍ، أَوْ رِبَا شَيْءٍ
مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِبًا، سفر التثنية"
(23 :19).
المسيحية
"اقرضوا وأنتم لا
ترجون شيئًا فيكون أجركم عظيما" أنجيل لوقا 6، 34-35)
والإسلام
"يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
, فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"
اصدار العملات الورقية
حسناً كيف تغلَّب أصحاب الأماكن الآمنة على تلك المعضلة؟! كان لابد لذلك من مخرج، وبما أنهم (أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) فلم يكن هناك من يصلح لهذه المهمة سواهم، وبما أنهم (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)، و( يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، وبما أنهم قالوا (قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) وقَالُوا (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) فكانت المهمة غاية في السهولة، على الرغم أنَّ كتابهم ينهاهم عن ذلك، لكنهم ملوك التحريف فوجدوا هذه الآية البديعة ( لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِبًا، وَلكِنْ لأَخِيكَ لاَ تُقْرِضْ بِرِبًا، لِكَيْ يُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا)، والتي هي من صنعهم وما كتبت أيديهم.
فبدأ الأمر في
غاية السهولة بتكوين رؤوس الأموال عن طريق الربا.. ومن هنا بدأوا في كنز ثروات
العالم والسيطرة عليها.
ثم بدت فكرة اصدار
الصكوك القديمة فكرة بالية عفى عليها الزمن فبدأوا في تطوير فكرة البنكنوت، وذلك بسبب
المشاكل المتعلقة بتكلفة تخزين ونقل النقود السلعية (التي كان من أهمها معدني
الذهب والفضة)، ومن هنا تم ابتكار العملة الورقية؛ لتكون بمثابة وعد من الجهة
المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية إذا أراد حاملها ذلك.
بعد ذلك تطورت الأوراق النقدية؛ فأصبحت قيمتها
ليست نابعة من القدرة على تحويلها إلى نقود سلعية إنما أصبحت تستمد قيمتها من
ضمان الحكومة المصدرة لها، وبهذا أصبحت تدعى (النقود القانونية) حسب تعريف
ويكيبيديا.
فتلاحظ من تعريف
ويكيبيديا مراحل تطويرهم للعملة الورقية، وإجبار الحكومات على ضمانها، والتي
بدورها تجبر المواطنين على استخدامها فهي مضمونة بالحاكم ذاته، هكذا بدأوا في جني
ذهب العالم والحكومات، وإعطائهم ورق بدلاً منه. لنضرب مثل بسيط (تكلفة إصدار الدولار 6 سنت فقط)، أي ان قيمة
الدولار الواحد ب 6 سنتات فقط ويقرضه بنك الاحتياطي الفيدرالي ب 1.10 دولار يعني
1100 سنت.
وقيمة جرام
الذهب 35 دولار بالنسبة للمواطن العادي، أمَّا بالنسبة لمن يصدر النقد تساوي 5.83
سنت.
فلك أن تتخيل حجم المكاسب التي يحصل عليها البنك
من إقراض الدولار إلى الحكومات والأفراد.
هل عرفت الأن لماذا اخترعوا العملة الورقية؟!
وكيف كنزوا الذهب؟!
بدأت فكرة
البنوك في السطوع، وبما أن اليهود هم من يملكون الذهب في خزائنهم، وهم أصحاب
البنوك المركزية وسادتها في أغلب دول العالم؛ فهم الذين يُصدرون العملة الورقية ويتحكمون
في سعر صرفها وقيمتها..
هل عرفت الأن
معني (أممدناكم بأموال)؟!
في القادم إن
شاء الله سنتكلم عن البنوك باستفاضة، وكيف تحكم اقتصاد العالم الذي بدوره يحكم السياسة..
COMMENTS