نتفليكس Netflix هي البديل لهوليوود، والإبنة الشابة التي ستكمل مسيرة الأم اللعوب؛ لكن بحماس وتحرر أكبر، وبلغة وانتشار يناسبان مستخدمي الشبكة العنكبوتية

نتفليكس.. شاشة تأخذك إلى جهنم (1) | هوليوود والنشأة

(بقلم / مولانا العارف)

شبكة نتفليكس - مستقبل السينما

يمكننا القول بأن حرية الإنسان مقيدة في حركاته بما يرسخ في اللاوعي؛ وذلك بحسب عالِم الأعصاب الأمريكي "بنجامين ليبيت"

الوعي واللاوعي

.فكرة اللاوعي وأثره في الوعي هي نفس الفكرة التي استخدمتها الميديا العالمية في ترسيخ مفاهيم فاسدة داخل لاوعي الإنسان..

إن أحد أقدم أفكار علم النفس هي امتلاكنا لـ (اللاوعي)، وهو الذي يتحكَّم في أفعالنا الواعية مهما اتضَّح لنا أننا نتحكم فيها عن طريق الوعي.

بحسب دراسة حديثة في مجال العلوم العصبية – الدراسة منشورة في مجلة "أبحاث المخ" الألمانية - فإن الحركات التي يقوم بها الإنسان تتم في البداية بتوجيه من اللاوعي، ولا يكون أمام المرء سوى وقت قصير لوقفها.. وانطلاقا من هذه الحقيقة؛ يمكننا القول بأن حرية الإنسان مقيدة في حركاته بما يرسخ في اللاوعي؛ وذلك بحسب عالِم الأعصاب الأمريكي "بنجامين ليبيت" نهاية سنوات السبعينات من القرن الماضي،

وأكد عالم الأبحاث العصبية في جامعة بريمن الألمانية "جيرارد روث" أن النتائج الحديثة التي تم التوصُّل إليها بخصوص علاقة السلوك بالمخ، تؤكد ما ذهب إليه العالم الأمريكي "بنجامين ليبيت" منذ عقود.

تأثير اللاوعي على الوعي هي نفس الفكرة التي استخدمتها الميديا العالمية في ترسيخ مفاهيم داخل اللاوعي بالتدريج، وذلك حتى تصبح هذه المفاهيم مقبولة، فتُشَكِّل العقل والوعي المجتمعي

(اللاوعي) - باختصار شديد - هو طريقة تستطيع من خلاله تثبيت أفكار ومعتقدات كثيرة داخل الشخص والمجتمع، وذلك بالتدريج في صورة رسائل غير مباشرة؛ حتى لا يدركها الوعي فيرفضها؛ وهذا هو أسلوب الشيطان مع البشر في زرع أفكار ومعتقدات فاسدة.. هذه الأفكار والمعتقدات تنمو تدريجيا لتصبح دينا يُقاتل الإنسان من أجله.

الميديا وزرع الأفكار

وكما أسلفت؛ فإن تأثير اللاوعي على الوعي هي نفس الفكرة التي استخدمتها الميديا العالمية في ترسيخ مفاهيم داخل اللاوعي بالتدريج، وذلك حتى تصبح هذه المفاهيم مقبولة، فتُشَكِّل العقل والوعي المجتمعي..

الميديا هي السلاح الناعم الفتَّاك في أيدي الأنظمة التي تستخدمه للقتل الهادئ الصامت، والسيطرة المخفيَّة على الشعوب والدول.

نناقش هنا أحد تلك الأدوات والأسلحة الخطيرة التي يستخدمها النظام العالمي في ترسيخ مفاهيم وأفكار من تصميمه.. أفكار يسهل عن طريقها توجيه والسيطرة على الشعوب.

 إنها تُكمِل مسيرة الأم؛ مسيرة التشويه والتزوير والتضليل عبر أفكار كانت أداة استخدمها النظام العالمي في إعلاء شأن الرجُل الأبيض فوق باقي المخلوقات؛ فهو المخترع، وهو السوبرمان، وهو الجُندي الذي لا يُقهَر

أول الأدوات هي شبكة نتفليكس Netflix العالمية؛ وهي البديل الجديد أو الابنة الشابة المُدَللة لهوليوود.

الأم والإبنة

هذه الشابة هي التي تُكمِل مسيرة الأم بما تربَّت عليه من أفكار وعقائد؛ وتُنفِّذها بِلُغة الشباب وحماسته.. إنها تُكمِل مسيرة الأم؛ مسيرة التشويه والتزوير والتضليل عبر أفكار كانت أداة استخدمها النظام العالمي في إعلاء شأن الرجُل الأبيض فوق باقي المخلوقات؛ فهو المخترع، وهو السوبرمان، وهو الجُندي الذي لا يُقهَر..

وهي التي حطَّت من قَدْر العَرَب والمسلمين في أعمالها؛ فهُم الهمج القَتَلة البربر؛ أصحاب الذقون المُفخخين الحاقيدن على الغرب وحضارته..

وهي التي أنارت لك الطريق؛ لترى إلى أي مدى اضطهد العالم اليهود؟! وكم من المذابح التي ارتُكِبت ضدهم؟! وكم من عشرات المحارق والمقاتل التي تم تنفيذها في حقهم؟!

وهي التي رسَّخت في الأذهان أن الرجل الأسود لا يحق له الحياة حُرَّا؛ وإنما هو العبد الهمجي الغبي القاتل..

هوليوود هي التي رسخت مفاهيم الشذوذ والمِثلية؛ حتى أصبحت تلك القاذورات شرطا أساسيا للحصول على أعلى الجوائز الفنية العالمية بداية من العام 2024م

وأما الهنود الحمر؛ السُكان الأصليين؛ فهم قبائل الهمج القَتَلة المتوحشين آكلي لحوم البشر.. على الرغم من أن الرجل الأبيض اغتصب أرضهم، وقتل منهم ما يقرب من 100 مليون إنسان؛ لكن هوليوود قررت عكس ذلك.

وهوليوود هي التي رسخت مفاهيم الشذوذ والمِثلية؛ حتى أصبحت تلك القاذورات شرطا أساسيا للحصول على أعلى الجوائز الفنية العالمية بداية من العام 2024م (الأوسكار)؛ فلم تكتفِ هوليوود ببث تلك الأفكار داخل العقول على مدار عشرات السنين؛ بل شرعنتها، وخصَّصت لها أعلى الجوائز العالمية التي يتمنى كل فنان الحصول عليها؛ حتى وإن كان أفشل الفاشلين؛ مثل "فلان".. ذلك المصري الذي حازها عن دوره في فيلم يُجَسِّد شخصية أحد أشهر الشواذ التاريخيين..

وهي التي رسَّخت مفهوم الإلحاد في الكثير من أعمالها.

أما عن تاريخ تأسيس هوليوود؛ فلا يهمنا في شيء الآن بقدر ما يهمنا أثرها.. لذلك لن نتوقف عند تاريخ إنشائها؛ لكن سنتوقف عند صانعيها، والمؤسسين الفعليين لها.

هؤلاء هم صانعي هوليوود  ومؤسسيها

"كارل لاملي" - يهودي ألماني؛ مؤسس شركة يونيفرسال.

"دولف زوكور" - يهودي مجري؛ مؤسس شركة بارامونت.

"ويليام فوكسكان" - يهودي مجري؛ مؤسس شركة فوكس.

"لويس ب. ماير" - يهودي روسي؛ مؤسس شركة مترو.

"بنيامين وارنر" - يهودي بولندي؛ مؤسس شركة وارنر براذر.

"ميشيل إيزنر" - مالك شركة ديزني.

"سومنر ردستون" – مالك 76% من فياكوم.

 

أما عن الأبطال في هوليوود؛ حدِّث ولا حرج.. فمنهم من كان مسيحيا وتحوَّل إلى اليهودية؛ مثل "مارلين مونرو" بعد زواجها من "آرثر ميلر"، و"إليزابيث تايلور".

وأما من كان يهوديا واحتفظ بيهوديته؛ لكن تحت اسم غير يهودي:

"كيرك دوجلاس" وابنه "مايكل" - "وودي آلان" – "إرنست بورغناين" – "تشارلز برونسون" – "بوب ديلان" – "كيفين كوستنر" – "هاريسون فورد" – "داستن هوفمان" – "ستيفن سيجال" – "سارا جيسيكا باركر" – "ليونارد نيموي" – "سكارليت جوهانسون" – "سارا ميشيل جيلار" – "سارا سيلفرمان".

وأما المُخرجين:

"ستيفن سبيلبيرغ" – "ستانلي كوبريك" – "رومان بولانسكي" – "سيدني بولاك".

الآن؛ وبعد معرفتك من أسَّس وامتلك ومثَّل وأنتج وأخرج؛ عليك أن تسأل نفسك: لماذا هوليوود؟! ولمصلحة من تعمل؟! ومِن الإجابة سوْف تعلم من هم سادة النظام العالمي..

الآن بعدما عرفنا من هي الأم؟! وما دورها في تربية الإبنة؟!

نترككم قليلا، ونعود إليكم لاحقا بمعلومات عن الإبنة اللعوب التي ستكمل المسيرة..

في مقال قادم سأتحدث عن امتداد تأثير هوليوود وصانعيها عبر شبكة نتفليكس Netflix العالمية واسعة الانتشار..

فانتظرونا.