في كتاب نظرية الفوضى؛ يتحدث المؤلف والصحفي والمحرر العلمي الأمريكي "جيمس جليك" عن نظرية أثر الفراشة Butterfly Effect
أثر الفراشة ونظرية الفوضى
(بقلم: سيرجي كوربوف)
نظرية الفوضى
في كتاب نظرية
الفوضى؛ يتحدث المؤلف والصحفي والمحرر العلمي الأمريكي "جيمس جليك" عن
نظرية أثر الفراشة Butterfly Effect وكيف حاول العلماء على مر السنين فهم هذه
النظرية، ومحاولاتهم كي يستطيعوا الاستفادة من تطبيقاتها في كافة مجالات الحياة..
من شهور قليلة تحدث
الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أثر الفراشة في حياتهم، ورغم كل هذه
الأحاديث الخاضعة للتجارب الشخصية، فقد كان أغلبها يُمثِّل تطبيقات فعلية لأثر
الفراشة في حياتنا اليومية.. فأثر الفراشة عبارة عن حدث صغير جدا يحدث في وقت ما، يتبعه
أحداث أكبر وأكبر، حتى نصل إلى حدث كبير مؤثر أو فارق أو فاصل.
تغييرات عنيفة
في الأحداث الكُبرى
ممكن أن نتحدث كثيرا عن أحداث صغيرة أدت لتغييرات كبرى وعنيفة؛ مثل حرق "بوعزيزي"
لنفسه في أحد شوارع تونس، والذي ترتب عليه سلسلة ثورات الربيع العربي، أو صُدفة
قادت الطالب الصربي "چوسيب برينسب" إلى طريق ولي عهد النمسا
"فرانتز فرديناند" فاستطاع الطالب الصربي إكمال مهمته، فاغتال الأمير
وزوجته.. الحدث الفارق الذي ترتب عليه اشتعال الحرب العالمية الأولى، ومن ثم تورُّط
امبراطوريات وممالك كبرى، مما أدى لانهيارها، ثم إعادة رسم الخريطة الچيوسياسية
العالمية، والذي ترتب عليها أيضا حرب عالمية ثانية، صعد بسببها الوحش الأمريكي المُرعب
إلى قمة السلطة في عالمنا، وتم بعد ذلك استقرار اليهود في فلسطين.
أحداث كبرى
كتاب (نظرية
الفوضى) يتحدث عن علماء الهندسة الاجتماعية والبشرية والسياسيين الذين يحاولون
استغلال أثر الفراشة في إحداث تغييرات كبيرة في أي مكان في العالم، أو في العالم بالكامل.
فِرَق ضخمة من
المحللين النفسيين، وعلماء الهندسة البشرية، والسياسيين، والخبراء الأمنيين،
والمفكرين الكبار، ورجال الإعلام، يعملون في مؤسسات كُبرى على تحديد الحدث الصغير المناسب،
والذي ستتبعه أحداث أكبر، وذلك لإحداث التغيير المطلوب داخل مجتمع من المجتمعات أو
دولة من الدول، بناء على معطيات وأخبار وتحليل سلوك الساسة والجماهير، وأساس عملهم
هو التحكم في الوعي الجمعي للجماهير، ثم تحريك المجتمع في الاتجاه الذي يناسب مشاريعهم.
ليست صدفة
من يتحدث عن
قدرية أثر الفراشة، أي إرجاعه إلى الصُدَف أو الأقدار، فيمكن اعتبار نظرته حقيقية،
وذلك في تفاصيل الحياة اليومية بشكلها العادي.. الأحداث الصغيرة التي يُبنَى عليها
علاقات، أو تنتهي بسببها علاقات أخرى على سبيل المثال..
لكن على
المستويات الكُبرى التي تصل آثارها لمستوى إعادة هيكلة الأنظمة السياسية أو إسقاطها،
والتغييرات الكبيرة في الديموجرافيا والجغرافيا، فبشكل شخصي أعتقد أن أغلب الأمور تكون
مُرتَّبة بشكل ما لم نصل لطبيعته بعد.
COMMENTS