بالفعل نحن جواهر؛ ولكن هناك من تصون نفسها بالإضافة إلى صيانة أهلها لها، وهناك من لا تصون نفسها..
أنت جوهرة مصونة
منى فضل الله
لم أكُن في يوم
من الأيام من مُحِبَّات الداعية "عمرو خالد"، ولا من ضِمن معجباته، ولكنِّى
في يومٍ ما كنت أمُر من أمام التلفاز منذ أكثر من عشرين عام، واخترقت أذُنَيَّ ومن
ثم قلبي مقولته (أنت جوهرة).
بالفعل نحن
جواهر؛ ولكن هناك من تصون نفسها بالإضافة إلى صيانة أهلها لها، وهناك من لا تصون
نفسها..
وهناك نوع ثالث؛
مَن لا تصون نفسها ومن لم يصُنها أهلها.
أسمع عمَّا
يتناقله الشباب والبنات من مصطلح Date، كنت أعتقد أنه - وعلى حد علمي -
مقابلة البنت بشاب تمت معرفتها به عن طريق الأصدقاء المشتركين.
لم أكن أعلم أن
المقابلة أحيانًا تكون بعلم من الأهل!! وكانت صدمتي الكبرى حين علمت أن هناك أهالي
يذهبون مع بناتهم إلى هذه المقابلات!!
لقد نشأت وترعرعت
على أن هذه المقابلات؛ أو ما يسمى بزواج الصالونات؛ تحدث في بيوت العرائس - في وجود
الأب والأم - كي يتعرفوا على الشاب قبل أن يحدث قبول من عدمه، وبعدها يتم التعرف
على أهله.. وهو أيضًا يتعرف على مستوى معيشتهم، ويسأل عنهم لمعرفة إن كانوا
يناسبونه ماديًّا واجتماعيًّا وفكريًّا، وهل هناك توافق في الفكر الديني أم لا!
اتفاق الزواج
أصبح الآن لا يتخطى حدود العروسين، ومن بعدها يتم إعلام الأهل بما تم الاتفاق عليه
بينهما دون الرجوع لأحد، وبالتالي يستخف الزوج فيما بعد بزوجته، أو تستخف الزوجة
بزوجها، لأن ليس لأي منهما مرجعية أو كبير (كما يُقال) يرجعون إليه وقت الحاجة.
لم يعد الزواج يُبنَى
على أسس ودعائم كما كان في الماضي؛ فالأهل لم يعد لهم رأي، وإن كان لهم رأي في
كثير من الأحيان لا يُعتَد به كما كان يحدث في السابق عندما كانت العائلات تقوم
بمصاهرة بعضها البعض وليس الأفراد المتمثلون في العريس والعروس.
ما يحدث الآن هو
نتيجة خلل في مفاهيم الحياة بشكل عام، واستيراد لمفاهيم غربية غريبة عنَّا، أدى
إلى كثير من حالات الطلاق نتيجة الزواج الذي لم يُبنَى على دعائم وأُسُس لإنجاح
العلاقة الزوجية الوليدة، والسبب هو البُعد عن الدين والعادات والتقاليد، واستيراد
عادات بعيدة كل البعد عن أصل ديننا الحنيف.
أنت جوهرة..
كوني تلك الجوهرة،
وقومي بصيانة نفسك، ومن ثم أهلك..
الجوهرة ليست
مكانها المقاهي ومطاعم العرض؛ ولكن مكانها مُصان داخل بيتها، ووسط أهلها وعزوتها..
ومن يريد أن يتزوج بها لابد أن يدخل من الأبواب وليس عن طريق ساحات الشوارع.
COMMENTS