حل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية يتطلب حربًا كبيرة يشارك فيها العالم بأسره.
الاقتصاد المتهاوي للعالم والحرب القادمة
يتكرر في كثير
من الأحيان القول بأن حل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية يتطلب حربًا كبيرة
يشارك فيها العالم بأسره.. وسوف أواصل التكرار حتى تحدث هذه الحرب، لأن ما يحدث في
العالم هو أمر غير مسبوق؛ ليس فقط قبل الحرب العالمية الأولى أو الثانية، بل حتى
قبل الكساد الكبير عام 1929.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟!
أولاً، إفلاس
النظام الاقتصادي العالمي في تقديم حلول جديدة تعتمد على الإنتاجية بما يوازي
الطلب، ولكن على العكس من ذلك، فإنه يقدم حلولًا تزيد من الطلب باستمرار وفقًا
لفلسفة الرأسمالية، التي تعتمد على النمط البشري القائم على الحاجة الضرورية، وليس
النمط الاستهلاكي المحض، والذي يتمثل في الاستهلاك بدون دوافع حقيقية، والاستهلاك
لمجرد الاستهلاك.
وعندما يتحول
الإنسان إلى آلة استهلاك، فإن ذلك يتطلب زيادة الدخل لتوفير أموال للأغراض
الاستهلاكية، ولا يتبقى للإنسان سوى الاقتراض.. والاقتراض يعني الديون والأقساط
والفوائد، فتأكل الأقساط الدخل بأكمله، وتحتاج إلى دخل إضافي، والذي يتطلب وظيفة
إضافية.
ولكن في اقتصاد
رأسمالي، يكون من الصعب العثور على وظيفة إضافية، لأن الاقتصاد الرأسمالي يعتمد
بشكل أساسي على إنشاء جيوش من العاطلين عن العمل، ليكونوا أداة في وجه العمال في
حالة طلب زيادة الأجور أو تحسين ظروفهم في العمل.. إذن لا عمل إضافي، ولا دخل
إضافي يوازي الاستهلاك المتزايد، والذي أصبح نمطا حياتيا أساسيا.
إذن لا حلول غير
الاقتراض الذي يرفع القيمة الاسمية للمال، والذي يتحول إلى مجرد أرقام وهمية تؤدي
إلى مزيد من الاقتراض في دوامة لا تنتهي.
وحتى يمكن إعادة هيكلة النظام العالمي من جديد، ومن ثم إسقاط الديون؛ لا بد
من محو المنظومة ككل بإحداث حرب كبيرة، تشترك فيها دول العالم العظمى على أمل أن
تأتي نهايتها بسيطرة أحدها على النظام العالمي الناشئ، ومن ثم فرض شروطه المنتصر.
وفي الحقيقة لو حدثت هذه الحرب؛ فلن يتم محو ديون الدول، بل ستُمحَى دول
وشعوب من على خارطة الأرض.
COMMENTS