يجب توضيح معنى "السير الذاتية"، وهي الدراما التي تعتمد على مذكرات الشخص عن نفسه، أما البقية فهي "دراما السير" وفقط

 الضاحك الباكي: دراما السير الذاتية  1/2

صفية عامر

 

نجيب الريحاني - الضاحك الباكي

السيرة - السيرة الذاتية

في البداية يجب توضيح معنى "السير الذاتية"، وهي الدراما التي تعتمد على مذكرات الشخص عن نفسه، أما البقية فهي "دراما السير" وفقط، ومن أمثلة ذلك كتاب "الأيام" لعميد الأدب العربي "طه حسين" والذي تحول لمسلسل بطولة "أحمد زكي"، و كتاب "البحث عن الذات"، للرئيس الراحل "محمد أنور السادات" والتي تحولت إلى فيلم تحت عنوان "أيام السادات" بطولة "أحمد زكي" كذلك.

 تسوق من بين أفضل عطور المحاكاة في مصر

أما بقية الأعمال التي تناولت قصة حياة المشاهير فهي مجرد "سير"، استمد صانعوها مادتهم من خلال ما تداولته الصحف والمجلات الفنية، أو اللقاءات الفنية للفنان نفسه إنه وجدت.

الضاحك الباكي

عودة إلى بدء فإن مسلسل "الضاحك الباكي" الذي يتناول قصة حياة نجيب الريحاني، العمل قوبل بهجوم عنيف طال كل عناصر العمل، بداية من الكتابة التي اعتمد فيها "محمد الغيطي" على خياله وليس على المعروف من حياة "الريحاني"، أو على مذكراته شخصيا، مرورا باختيار الأبطال وهنا تقع على مخرج العمل "محمد فاضل" مسئولية الفشل كاملة، فرغم تاريخه الطويل وكونه علامة من علامات الدراما التليفزيونية إلا أنه لم يقتنع أحد – سوى فريق العمل – بالمبررات التي ساقوها بعد الهجوم الواسع.

 تسوق من بين أفضل عطور المحاكاة في مصر

الحقيقة أن "فاضل" من ناحية اختيار ممثليه لما يكن موفقا بشكل عام في هذا النوع من الدراما من: "مسلسل مصر الجديدة" عن حياة "هدى شعراوي"، فيلم "كوكب الشرق"، ربما كانت "فردوس عبد الحميد" مناسبة شكلا، لكن "محمود يس" في دور شاعر الشباب "أحمد رامي" لم يكن اختيارا سليما بالمرة.

هنا وجب فتح ملف "دراما السير" التي قدمتها الصناعة المصرية على مدار تاريخها، سنمر سريعا على البعض منها، وسنكثف الحديث عن البعض الآخر.

العمل على دراما السير من الناحية الشكلية للشخصية، سهل مع الشخصيات البالغة في القدٍم، أو السابقة على اختراع الكاميرا.

 

أعمال مستمرة

أعمال السير لم تقتصر على نجوم التمثيل أو الغناء، بل أنتجت أعمال عن علماء ورموز من الدين الإسلامي، مفكرين وأدباء، رموز لمقاومة المحتل، رموز وزعماء سياسيين، وسنعود لهذا بالتفصيل، هناك كذلك مسلسل وحيد عن عالم مصري وهو "مصطفى مشرفة"، ورغم إعلان الفنان "خالد النبوي" عن عمل يتناول حياة العالم والأديب المصري "مصطفى محمود"، بل وشارك متابعيه جلسة التصوير التي تناولت استعداده للشخصية من حيث الشكل والآداء، إلا أن العمل لم يخرج إلى النور دون معرفة الأسباب. سبقه عمل آخر وهو مشروع "طلعت حرب" للمخرجة الكبيرة "إنعام محمد علي" منذ عام 2014، حيث كان ضمن خطة "مدينة الإنتاج الإعلامي"، لكن نظرا لعدم توافر التمويل المالي، انتقل العمل إلى "صوت القاهرة" وتعذر إنتاجه أساسا.

في البداية الأعمال الدينية والتي تناولت شخصيات بعينها من الصحابة والتابعين، كان الطرح أقرب لما درسناه في طفولتنا، طرح ساذج عبارة عن محطات في مشوار الصحابي من الكفر للإيمان.

 تسوق من بين أفضل عطور المحاكاة في مصر

مع تجنب كامل للحديث عن "الفتنة الكبرى" والتي بدأت أحداثها مع تولي "عثمان بن عفان" الخلافة. هل الأسباب تتعلق بتضارب المعلومات؟ أم انحياز المؤرخين؟ هل لتجنب الجدل؟، لا أعلم لكن بقناعتي البسيطة فإن عدم التعرض لتلك الفترة دراميا أحدثت أثرا سلبيا وليس إيجابيا، كان من الأولى طرح وجهات النظر باختلافها على لسان الشخصيات وترك المشاهد للحكم، لإن ما ظهر لاحقا كان استيقاء المعلومات من مصادر كان لها أغراض خبيثة، هذه واحدة.

 تسوق من بين أفضل عطور المحاكاة في مصر

الثانية إظهار الصحابة والتابعين كملائكة، رسخ في ذهن المشاهد أنه من الصعب الاقتداء بهم وهو على عكس المراد من سيرتهم في المقام الأول، والثالثة اعتقاد كاتبي تلك الأعمال أن إبراز مواقف الصحابة – حتى لو كانت سلبية – هو تقليل منهم وإهانة. تلك الرؤية أحدثت صدمات لاحقة تسببت فيها كتابات العديد من المستشرقين، وتم دس السم في العسل حيث تم إلصاقها بالدين الإسلامي نفسه، ولم يتم وضعها داخل إطار الخلاف السياسي المشروع، وأنهم بشر يصيبون ويخطئون ولا يقلل منهم، ولهذا أحدثت تأثيرها داخل ضعاف النفوس وهم كثير مع الأسف.

لم يختلف الأمر بحال عند تناول حياة الفقهاء والأئمة، مع ذكر بعض الموافق أظهرت التصادم مع خلفاء زمانهم. وفي حالة "إمام الدعاة" و "الشيخ المراغي" لنفس البطل "حسن يوسف" كنوع من استثمار نجاح الأول ولكن لم يشعر به أحد، كما مر مسلسل "محمد عبده" كان الطرح وكأنهم من أولياء الله الصالحين بلا مثالب، في متلازمة خالية من المنطق وظهر تأثيرها السلبي لاحقا.

 تسوق من بين أفضل عطور المحاكاة في مصر

في التدوينة الثانية والأخيرة، نناقش المسلسلات التي تناولت الرموز السياسية، والأدبية، ونجوم التمثيل.

اقرأ أيضا

الهروب: داعش بعيون تركية