الهروب.. أول عمل درامي تركي بنص أصلي، افتتحت به "ديزني+" منصتها داخل تركيا
"الهروب" | داعش بعيون تركية
الهروب..
أول عمل درامي
تركي بنص أصلي، افتتحت به "ديزني+" منصتها داخل تركيا..
ركَّز العمل على
ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بحق الأيزيديين تحديدا، والتي
وصفتها منظمات المجتمع المدني الدولية بأنها أشبه بإبادة جماعية، ومحاولة تغيير
ديموغرافي بالقوة للمنطقة والتي جرت أحداثها في 4 أغسطس 2014م.
"محمد يوجال" مراسل ومصور حربي، ورغم شهرته في مجاله، إلا أنه
يعاني من عدم التكريم، يقرر التسلسل إلى أكثر الأماكن توترا على الحدود السورية
التركية، مع مجموعة من الصحافيين من جنسيات مختلفة، ليجد نفسه وحيدا تصاحبه دمية،
مطالب بالحفاظ على حياته بعد اختفاء باقي المجموعة بالقتل أو بالأسر، منتحلا شخصية
أحد الإرهابيين دون أن يدري، فتضمه إحدى الفصائل التي تسببت في مذابح عدة للأيزديين،
بجانب سبي النساء وبيعهن في سوق الجواري، هذا غير استغلال الأطفال في عمليات نوعية
تحت زعم أنها الطريق المضمون للجنة، ولا تتوقف محاولاته للبحث عن زملاؤه والتخطيط
للهرب بنفسه وبهم والعودة إلى تركيا.
المسلسل يقع في
ثمان حلقات متاحة ومترجمة على الإنترنت، وجاري الإعداد لموسمه الثاني..
يُحسب للعمل أنه
ركز على جرائم "داعش" بحق السيدات والأطفال، ولم يقع العمل في فخ التحيز
أو الدفاع عن أي طرف شارك في عمليات الإبادة بشكل مباشر أو بغض البصر، سواء من
الدول الحدودية أو الدولية.
فكان "أبو
عابدين" مثال للاستعانة بالقوى الخارجية ليستمر القتل والتدمير وتجارة
السلاح، و"أبو ظالم" فهو مثال للجهل بصحيح الدين وفقه الدعوة.
كعادة الأعمال
الفنية المقدمة على المنصات، فقد خلا من التكرار والقص واللزق، وقصص العشق
والثنائيات المعتادة التي تمتلئ بها الدراما التركية، الإضاءة التي اعتمدها المخرج
في معظم المشاهد كان ضوء الشمس الطبيعي، فجاءت مناسبة تماما لجو العمل، النقلات
السريعة والقطع في الوقت المناسب، جعلت الأحداث قوية تخطف الأنفاس، وساهمت في عدم
الشعور بالملل أو التمطيط.
طاقم العمل من
الممثلين أجاد كل في دوره، صاحب النص الأصلي والمشرف على السيناريو بجانب دور
البطولة "إنجين أكيوريك"، وكان واضحا بشكل جلي أنه درس وبحث بشكل مكثف
حتى يوثق ويسجل الوقائع بشكل درامي، كذلك "إيرام هالواجي أوغلو" في دور
"زينب" ، والاكتشاف كان "ليلى تانلار"، والشكر واجب ل
"آراس آيدين"، الوحيد من بين الممثلين الذين لعبوا أدوار العرب في
الأحداث الذي أجاد التحدث باللغة العربية، على خلاف الباقين فكانت أبرز مساوئ
العمل، ومن الملاحظات الأخرى هو إجادة معظم شخصيات العمل للغة التركية، قد يكون
متقبلا بين بعض جنود الدولة، لكن حتى الطفلة الصغيرة كانت تجيدها!!
يأتي المشهد
الختامي للموسم الأول كأسوأ تنفيذ، البطل مع إحدى السيدات التي بيعت له، يركضان في
منطقة مفتوحة ومكشوفة، يتعرضان لوابل من الرصاص، من قبل جنود الدولة محترفي القنص،
وتصاب هي فقط بطلقة واحدة!!
أخيرا في انتظار
الموسم الثاني وما ستسفر عنه الأحداث.
أما بخصوص الأيزيديين
أنفسهم فهم مجموعة دينية، يعيش أغلبها قرب الموصل وجبال سنجار في العراق، فيما
تعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وإيران، وجورجيا، وأرمينيا.
ونتيجة للسِرِّية
التي تكتنف معتقداتهم، فإن الكثير من المفاهيم الخاطئة أفادت بأن معتقد الأيزيدية
مرتبط بعبادة الشمس، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية
من المسيحية والإسلام، بالرغم من أن أضرحتهم تزين برمز الشمس، وتشير إلى جهة الشرق
في اتجاه الشمس أيضا.
COMMENTS