كلنا بلا استثناء أصبحنا نُسَخ مصغرة من آبائنا بشكل أو بآخر، ونرغب في ألَّا يخفق أبنائنا فيما أخفقنا نحن فيه، ونتناسى تماما أنهم نسخ مكررة منا في صغرنا
نسخ مكررة
بقلم: منى فضل
الله
نسخ مكررة |
يعتقد الأبناء في
مراحل عمرهم الأولى أنهم أعلم من آبائهم بسبب تقدُّم الزمن، ومن ثَمَّ معرفتهم
بالتكنولوجيا الحديثة على حسب زمانهم؛ عكس الآباء الذين يُنظَر إليهم على أنهم
أتوا من العصر الحجري.
مع حداثة سن
الأبناء، وانعدام خبرتهم بالحياة، وقلة تجاربهم - إن لم يكونوا بلا تجارب من الأساس
- ينظرون إلى أهلهم ولسان حالهم يقول: "لن نحقق ما لم تستطيعوا تحقيقه..
فلسنا امتدادا لصناعة أحلامكم".
هؤلاء الآباء
قديمًا لم يستمعوا لنصائح آبائهم، وخاضوا غمار الحياة وهم يُغلقون أعينهم تماما
دون العمل بنصائح الكبار.. هناك من أخفق وتملكه الندم، وهناك من نَجَح في العبور
إلى مسعاه، وكلا الفريقين أصبح يدين إلى الأهل بسبب بعض النصائح، أو يعض أنامل
الندم إن لم يستمع مجرد الاستماع.
كلنا بلا
استثناء أصبحنا نُسَخ مصغرة من آبائنا بشكل أو بآخر، ونرغب في ألَّا يخفق أبنائنا
فيما أخفقنا نحن فيه، ونتناسى تماما أنهم نسخ مكررة منا في صغرنا.
الحوار الهادف
الجاد الدافئ داخل الأسرة مع بداية تكوينها كفيل بأن يذيب كل الأفكار داخل جميع
الشخصيات، مع احتفاظ كل شخصية بسماتها بدون أن يتَقَمَّص فرد من الأفراد شخصية
الآخر، أو يتكلم بلسانه، وبالتالي يستطيع الآباء إسداء النصائح دون أن يشعر
الأبناء إنهم مُسَيَّرون لا مُخَيَّرون.
COMMENTS