إن الحديث عن عملية ٧ أكتوبر وفهم دوافعها وأسباب حدوثها والنتائج التى ستؤول إليها، قد يستغرق من الوقت أشهر طوال متواصلة

السابع من أكتوبر: طوفان الأقصى - المستقبل والمكاسب

بقلم (مولانا العارف)

 

طوفان الأقصى

عملية غير مسبوقة

إن الحديث عن عملية ٧ أكتوبر وفهم دوافعها وأسباب حدوثها والنتائج التى ستؤول إليها، قد يستغرق من الوقت أشهر طوال متواصلة.. هذا لأن العملية وتوقيتها وحجمها كانت أمورا غير مسبوقة فى تاريخ الصراع بين الفلسطينيين واليهود..

فلا سابقة تاريخية تقارب ما حدث في ٧ أكتوبر، ولا مؤشرات أو صدامات كانت توحي بوقوع أي صدام فى هذا التوقيت، وبهذا الشكل.

كذلك كان رد الفعل الإسرائيلي على هذا الحدث الفارق، بل ورد الفعل العالمي ككل غير مسبوقين، لذلك لا يمكن تكوين فكرة كاملة دقيقة عن الحدث، ولماذا وقع!!

هذا الأمر قد يدخلنا فى جدالات طويلة لا طائل منها.. لذلك علينا أن نتقبل فكرة أن ما حدث قد حدث، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لتقول لنا عن أسباب قد نموت قبل أن نصل إلى حقيقتها.

إن المعلَن عن سبب العملية لا يساوي حجمها، ولا يساوي ردة الفعل عليها..

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

حسنا، فنحن أمام واحد من أكبر وأخطر الأحداث منذ عقود فى الصراع؛ وحدث بمثل هذه الضخامة وهذا الأثر لا يمكن اختزاله فيما تم إعلانه أنه لتبييض السجون من الأسرى، أو رد على اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى، فتلك أمور معتادة، بل وهناك تعايش كبير من الفلسطينيين وتحديدا المقاومة مع هذه الأمور، ودائما ما كانت ردود أفعالها عمليات قصف صاروخي لمدة زمنية بسيطة سرعان ما تنتهي بوقف إطلاق النار بين الطرفين.

لكن لم يصل الأمر قبل ذلك -ولم يكن يتوقع أن يصل- إلى ما وصل إليه الآن إلا بسبب قوي وهدف أقوى؛ سبب قوي للمقاومة وهدف أقوى لإسرائيل من خلف رد فعلها؛ لا أقول المبالَغ فيه، بل هو طبيعي وفق طبيعة وعقيدة هذا الكيان الدموي.

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

الأسباب الحقيقية

ولذلك فالبحث في الأسباب الحقيقية خلف عملية ٧ أكتوبر لن يقودنا إلى شيء، فلا منطق مبني على التاريخ يقول بوقعها، ولا إرهاصات سابقة لها تقول بحدوثها.

الأمور كانت تسير كما كانت عليه منذ عقود، وحتى التضييق على غزة لم يصل إلى مرحلة توحي بهذا الانفجار الكبير.

على الجانب الآخر؛ فالواقع يقول أن العملية ما كانت لتخلف كل تلك الخسائر لإسرائيل، صاحبة الإنذارات المبكرة والسيطرة الأوتوماتيكية على الحدود، والمراقبة على مدار اللحظة لكل شاردة وواردة على حدودها بأقوى أجهزة التصنت والمراقبة، والدعم بالأقمار الصناعية.. الأمر على هذا النحو غير طبيعي بالمرة، فماذا حدث؟!

دعك مما حدث وأسبابه، وانظر إلى المكاسب المتوقعة من خلفه!!

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

أراك قد اعتلتك دهشة من كلمة مكاسب، واسمع تمتمة شفاهك وهي تقول عن أي مكاسب يتحدث هذا الأخرق وقد سالت الدماء وهُجّر الناس ودُمرت البنية التحتية، والمجاعة في الطريق، والكل يحاصر غزة وأهلها!!

لا تتعجل يا صديقي، فحساباتك للمكاسب ليست كحساباتي.

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

حسابات المكسب

أنت تنظر من الزاوية الضيقة للأمور؛ أي تنظر تحت أقدامك، وأنا أنظر إلى الأمر بزوايا أخرى أكبر وأوسع، فالمكاسب التي أتحدث عنها ليست هي النصر للمقاومة وبقاء أهل غزة وإعادة إعمارها، فهذه ليست إلا مكاسب وقتية لا قيمة كبيرة لها مستقبلا للأمة، وإنما هي تخص أهلها فقط، أما ما أبحث عنه من مكاسب هو ما سأقوله لك الآن في سطوري القادمة.

 تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

يعيش العالم حالة من الزيف والخداع منذ عقود طويلة، يقود هذا الزيف النظام العالمي الحاكم للأرض الآن، والذى مارس الخداع على البشرية جمعاء أنه يسعى إلى حقوق الإنسان (كل الإنسان) يسعى إلى نشر العدل والخير وعدم التفرقة أو التمييز بحسب اللون والعرق.

النظام العالمي يروج لأكاذيب مستمرة من دعمه للحرية ودعمه لحق الحياة وحقوق المرأة وقد انطلى خداعه هذا على البشر قاطبة؛ اللهم إلا فئة قليلة كذّبته، لكن ضعفها وقلة عددها لم يساعداها في الوصول إلى أكبر عدد من البشر لإثبات كذب وخداع هذا النظام الذي يقود الأرض إلى نهايتها، والبشرية إلى كارثة محققة بتفرقته واستبعاده لها.

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

 

جاءت أحداث ٧ أكتوبر، لتطلق صرخة مدوية من هؤلاء الضعاف يسمعها القاصي والداني، لتحفز الأذهان إلى حقائق هذا النظام الاستعبادى الآكل للحقوق الطبيعية للبشر في الحياة وفق مراد الله، ووفق ما كتب لهم من حقوق وحريات، والذي أثبت ويثبت كل دقيقة أنه ما قام إلا للتمييز بين البشر وبعضهم البعض، ولإعلاء أعراق وأجناس على غيرها، ولمص دماء وحقوق البشر قاطبة، وتغذية أحبابه على تلك الدماء وهذه الحقوق.

 تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

جاءت الأحداث لتصدر صدى صوت كبير أسمع آذان الكثيرين من البشر، ولفت انتباههم، وحفّز أذهانهم لكثير وكثير من حقائق هذا النظام الدراكولي.

هل هذا مكسب؟!

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

المكسب الهائل

نعم؛ مكسب وكبير جدا، وأثره سيظهر مستقبلا في المواجهات القادمة مع هذا النظام في كل دول العالم والمتوقعة بشدة، وذلك لما آلت إليه الأمور من سوء وكارثية بسبب أفعال هذا النظام من تدمير للشعوب والبني التحتية الاجتماعية للبشرية قاطبة، فكل عقلاء الغرب والعالم يعلمون أن سقوط هذا النظام العالمي بات وشيكا لفشله وعجزه عن تقديم قيم جديدة للبشرية كي تحيا بها، فالبشرية لا تحيا بالمادة كما يظن الكل، وإنما تحيا بالقيم الإنسانية، وما قدمه هذا النظام من قيم إنسانية وهمية وغير حقيقية، إذ أنها قائمة على التفرقة المستمرة.

أصبحت تلك القيم لا تسمن ولا تغني من جوع البشرية للقيم والمبادئ والأخلاق التي تُعتَبَر أكسجين وماء الحياة على الأرض، ومادة البقاء للبشرية (أرقى مخلوقات الإله).

أما ما قدمه هذا النظام من قيم فقد حولت هذا الرقي إلى بهيمية، وأنتجت بشر لا يفرقون عن البهائم كثيرا، اللهم فقط القدرة على القراءة والكتابة والنطق، وتلك المعضلة وهذه القيم هي ما تقود المجتمع البشري إلى حتفه، إن لم يعاد إنتاج أو العودة إلى القيم الإنسانية الحقيقية بصورتها وشكلها وآليات عملها التي أنزلها الله بها.

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

فما كان من الأحداث التي وقعت إلا أن أيقظت هذا الضمير مرة أخري في عقول وأذهان كثير من البشر.. نعم قد لا يكون هذا مهم لك ولا تعتبره مكسب ولكن كما قلت لك فزوايا رؤيتي للأحداث تختلف كثيرا عن زوايا رؤيتك، وأنا لا أنظر تحت قدمي ولا يهمنى مكاسب عاجلة الآن، ولكن يهمني المكسب الآجل الكبير، والذي يفيد وينفع البشرية في رحلتها العابرة عبر طرقات الحياة.

فنحن مسلمون لا نعيش لأنفسنا وإنما نعيش لله، والله قد أمرنا أن نعالج أمراض البشر، لا أن نعالج أمراضنا فقط كمسلمين، كما أن لنا رسالة عالمية، إن لم نفكر من خلالها فلا قيمة لنا عند الله لأننا لم نؤدِّ ما علينا من أدوار، ولم نفعل ما أمرنا به.

أعلم أنها فلسفة زائدة.. لكن صدقني، إن صلاح البشرية وعودتها إلى جادة الصواب هو أهم ما ينبغي علينا العمل من أجله والتفكير فيه.. فالبشرية ككل تمثل آدم وصراعها يمثل صراع آدم مع إبليس، وأنا وأنت والغربي والشرقي أجزاء داخل هذا الجسد.. جسد آدم في صراعه وحربه الحقيقية مع إبليس ورجله..

أدعوك مجددا لفهم رسالتك كمسلم، وكيف أنها رسالة عالمية عابرة للحدود والقوميات والأعراق وكل شيء..

وأدعوك لنهج نبيك الذي حزن يوما لموت نفس على غير الإسلام.

تسوق أفضل عطور المحاكاة في مصر

اقرأ أيضا

هل يتجه العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟!