نناقش هنا صِدق مقولة "ميشال عون"؛ أن لبنان في طريقها إلى الجحيم بالفعل، وسوف نتناول الموضوع من عدة جوانب؛ (اقتصادية وسياسية).
لبنان | رايحين على وين؟ رايحين على الجحيم!!
(بقلم / مولانا العارف)
لبنان - إلى الجحيم؟! |
سأل أحد الصحفيين الرئيس اللبناني "ميشال
عون"، خلال مؤتمر صحفي منذ أيام قليلة:
"رايحين على وين؟!"
فكانت إجابة الرئيس "عون":
إلى الجحيم
الجحيم اللبناني
نناقش هنا صِدق مقولة "ميشال عون"؛ أن لبنان في طريقها إلى الجحيم بالفعل، وسوف نتناول الموضوع من عدة جوانب؛ (اقتصادية وسياسية).
يُعاني لبنان منذ فترة طويلة من عدم
استقرار سياسي، وأيضا الوضع الأمني ضعيف وغير موجود بالأساس، مع تردِّي الأوضاع
الاقتصادية والمالية والاجتماعية..
كل تلك العوامل أدْخَلت لبنان إلى مرحلة حرِجة جداً.
في ظل ارتفاع المخاطر سالفة الذِكْر،
وتراجُع الدعم الدولي من خلال برنامج صندوق النقد بسبب عدم تشكيل حكومة جديدة، ورَفْض
المُرَشَّح الحالي "مصطفى أديب" لتشكيل الحكومة، والحق معه لأن تشكيل
حكومة في لبنان أمر غاية في الصعوبة في الوضع الحالي.. صعوبة تنافس صعوبة بناء
اليابان بعد قنبلتي (هيروشيما) و(ناجازاكي) إبان الحرب العالمية الثانية.
نستعرض هنا الوضع اللبناني عبر نظرات سريعة
اقتصاديا
بلغ الدين العام اللبناني 86 مليار
دولار، أما الناتج المحلي فهو ٥٦ مليار.. بالتالي تصل نسبة الدين للناتج المحلي
١٥٣٪؛ مما يعني أن الدولة مديونة ب ١٥٣٪
من دخلها، لذلك رَفَض البنك الدولي وصندوق النقد إقراض لبنان؛ ثم طلب برنامج إصلاح
اقتصادي لبنان غير قادرة على تنفيذه.. فما هو سبب عدم قدرة لبنان على تنفيذ برنامج
الإصلاح الاقتصادي؟!
بلغ عجز الموازنة ١١٪؛ وهذا يعني أن لبنان
مديونة ب ١١٪ من قيمة كل دولار موجود في الموازنة..
أما بالنسبة لمُعَدَّل الإنفاق؛ والذي
منع الدولة من تطبيق نظام إصلاح اقتصادي؛ فـ ٤٠٪ من الموازنة رواتب، و٤٠٪ خدمة
الدين (الأقساط وفوائد الديون).. أصبح المُتَبَقِّي 20% هي حصة إنفاقات الدولة على
كل أنشطتها المتعلقة بالمواطنين!!
بالتالي؛ الحكومة اللبنانية لا تستطيع
تخفيض الرواتب.. أما بالنسبة للدين، فهي غير قادرة على تسديد المُستحق منه..
بالتالي؛ لا استثمارات، ولا قُروض.. ناهيك عن أن لبنان ترتيبها عالي جدا في مؤشر الفساد العالمي؛ ومع الانهيار الاقتصادي في المنطقة، مع حرب سوريا، مع اللاجئين، مع وقف الدعم السعودي السنوي (حوالي ٣مليار دولار سنويا).
بالنسبة للوضع السياسي (الداخلي)
تركيبة لبنان السياسية عجيبة جدا:
رئيس جمهورية مسيحي - رئيس وزراء مسلم
سُنِّي - رئيس برلمان شيعي.
فما أثر تلك التركيبة على الوضع
السياسي اللبناني؟!
أدى وجود تلك التركيبة إلى صعوبة التوافق
السياسي؛ لأن داخلها تركيبة سُكَّانية أيضا موالية لكل عنصر منها على حدة، كما أن
هناك تكتلات، ومصالح مشتركة، وتشابك مصالح، وتعارضها.. وضع هو أقرب لقصص الخيال..
لك أن تتخيل مثلا أن رئيس الجمهورية تم
اختياره بعد صراع سياسي استمر عامين وخمسة أشهر (٢٩ شهر)، ولمدة ٤٥ جلسة برلمانية
(البرلمان الحالي هو أول برلمان من ٩ سنين).
أما الحكومة فقد تشكَّلت في سنة ونصف (18
شهر)!!
هل تتخيل حجم الفراغ السياسي خلال تلك الفترات الطويلة؟!
الوضع السياسي (الخارجي)
تعتبر لبنان من الدول سيئة الحظ؛ حيث أنها
مُلاصقة للكيان الصهيوني، ومتداخلة معه في حدود جغرافية.. لسنا بحاجة لأن نشرح ما
هي آثار مُلاصقة لبنان للكيان السرطاني؛ الذي يسعى، وتسعى معه كل دول العالم، على إبادة
كل ما يحيط به من دول وقوى سياسية وإقليمية.. بحيث لا تتبقى أي قوة في منطقة الشرق
الأوسط إلا قوة السرطان الصهيوني..
الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة |
من سوء حظ لبنان تقسيمته الطائفية؛ والتي
سمحت بتواجد شيعي ليس له ولاء إلا لـ (قم) و(مشهد) في إيران، ويُعتَبَر أحد أقوى أذرِعة
إيران في تنفيذ مشروعها الصفوي في الامتداد عبر بلاد الشرق الأوسط؛ مما يتعارض مع
مشروع الكيان السرطاني.
فتحدث حرب بالوكالة – أحيانا - على أرض لبنان بين وكيل إيران (حزب الله)، والكيان السرطاني.. حرب تُنتَهَك فيها الأراضي اللبنانية، وينهار اقتصادها، ويُشَرَّد أهلها.
حسن نصر الله - زعيم تنظيم حزب الله |
وجود حزب الله الإيراني في لبنان هو
الذي دفع السعودية (أحد أكبر الداعمين للبنان) في التخلِّي عن دعمها ماديا وسياسيا؛
ليكتمل بذلك الحصار على لبنان برا وبحرا وجوا.
حصار سياسي واقتصادي ومالي وأمني!!
هل ترون الآن صدق مقولة "ميشال
عون"؟؟!
رايحين ع الجحيم
COMMENTS