تملَّكنى الرُعب حينما طالعت وثائقياً؛ يتحدَّث عن تورُّط جهات علمية وصروح دوائية ضخمة مثل روش، جى اس كيه، وحتَّى سانوفى، وفضائح تصنيع عقار التامفليو
العلم | أقوى عقيدة زائفة؟!
ميشيل كريمو |
تملَّكنى هذا الإحساس وتأصَّل عندي، وتحول إلى هاجس مؤلم كلما تصورت تجليات ذلك الانحياز فى الواقع.
هل يمكن مراجعة العلم؟!
"العلم تراكمى" هذه الجملة التى طالما استخدمها معلمونا لتحفيزنا على النجاح، وعلى أن يكون لنا دور وإسهام فى المجالات العلمية، وقد تجرأ بعض الأساتذة بإضافة جملة "لا مسلّمات فى العلم" وأنَّ كل النظريات خاضعة للنقد، للبحث و للتحقيق والدراسة.
وللأمانة! فإن للجملتين تأثير لذيذ و وقعٌ قوى فى تحفيزنا. إلا أنَّ الجملة الثانية كانت تأتى وبصحبتها حالة من الارتباك كلما تذكرتها و تفكرت فيها. إلا أنَّ قصور الذهن والفكر حينها لم يكونا سوى عائق منيع أمام كشف سر هذا الارتباك!
مع مرور السنوات، تحول مبدأ تراكمية العلوم وخضوع منتجاتها للمراجعة الدائمة، من دليل على عدالة العلم فى الفرص التى يتيحها أمام جميع البشر بالتساوى؛ إلى دليل على الانحياز الكامل والشر المتجذر فى نوايا كل من تملك باباً للعلم، أو صار حاكماً لميزان القوى العلمية سواء كانت قوة عسكرية أو معامل ومختبرات أو حتَّى مواد خام.
تملَّكنى هذا الإحساس وتأصَّل عندي، وتحول إلى هاجس مؤلم كلما تصورت تجليات
ذلك الانحياز فى الواقع.
مسلمات
"ليس فى العلم مسلمات"
تقولها بعض القوى العلمية، لكن بإضافة بسيطة فى الخفاء " إلا ما نعتبره نحن
مسلّما به".
"العلم تراكمي" ينطق بها لسان حال علماء كثيرون ينتمون لجهات ما، مع إضافة بسيطة فى العلن "ومعيار النقد والتحليل هو رؤية جهتى "!
عالم مُتكامل من الألم سيحيط بك لمجرد أن تتصور أثار تلك الإضافات البسيطة.
من يضمن العدل والحيادية فى صناعة الدواء؟! من يضمن أن فاعلية هذا الدواء غير
منقوصة لغرض جهوي ما؟! من يضمن عدم وجود أدوية ناجحة لأمراض مستعصية؟! ولكنها لا
تُتاح حتَّى يستمر سوق الدواء فعلاً بأرباحه فى هذا المرض؟!
شركات أدوية مجرمة
تملَّكنى الرُعب حينما طالعت وثائقياً؛ يتحدَّث عن تورُّط جهات علمية وصروح
دوائية ضخمة مثل روش، جى اس كيه، وحتَّى سانوفى، وفضائح تصنيع عقار التامفليو، والتجارب
السريرية السرية التَّى أجرتها هذه الجهات فى دول العالم الثالث حول أدوية تُعطى
للمرضى دون علمهم، وذلك لمعرفة الأثار الجانبية لتلك الأدوية التجريبية، ومن ثَمَّ
تعديل الدواء فى المنتج النهائي ثم طرحه للبيع فى العالم الأول.. أولا.
لكن أنا بصدد عرض نموذج آخر أكثر رعباً، ولن يكون مقبولاً معه استخدام نفس المبرر السابق.
مَنْ صَنَعَ هذه الأدوية علماء! ومن أجرى الاختبارات علماء! ومن تحمل النتائج الأخلاقية ووافق على ذلك علماء! ومن يراجع التجارب ونتائجها علماء! فمن يضمن نقاء الصورة الكاملة فى ذلك الجو الضبابي؟
قد يرى البعض أنَّ الدافع وراء ذلك الأمر؛ هو التنافس التجاري وتوسع المنافسات بين الشركات الكبرى. ولا أجد غضاضة في قبول تلك الرؤية على الرغم من سذاجتها؛ إلا أنَّ قبولها هو من باب إدخال الطمأنينة على قلبي، بأنَّ هناك أمل وأنَّ الانحياز فى العلم استثناء وليس أصل.
لكن أنا بصدد عرض نموذج آخر أكثر رعباً، ولن يكون مقبولاً معه استخدام نفس
المبرر السابق.
هذه الورقة تضرب الأصول التي يعتمد عليها التطوريون في مسألة تقدير أعمار الكائنات الحية، والتي غالبا ما تكون بملايين السنين.
الأركيولوجيا المحرمة
"ميشيل كريمو" أحد علماء
الأثار الأمريكان، نشر كتاباً أثار الجدل بعنوان "الأركيولوجيا المحرمة
"، وقد صدر الكتاب سنة ١٩٩٣ فى أكثر من ٩٠٠ صفحة. كان الكتاب بمثابة صدمة علمية
عنيفه تكشف التحيز العلمى والإقصاء الممنهج، وتحوّل الداروينية إلى منهج سياسي
وليس مجرد نظرية علمية "تخضع للنقد والتحليل والدراسة"، وكيف أصبح
مؤيدوها مسيطرون إقصائيون متعسفون، وذلك عندما تحدَّث عن أنَّ أعمار الأعراق
البشرية تمتد بشكل أكبر وأطول زمنياً من ذلك المعروض في التاريخ الرسمي. وذلك كله
بدلائل موثَّقة واكتشافات صادمة وكثيرة، وكيف أنَّ كل من يخالف
ذلك يتعرض للإقصاء والقمع الممنهج، وليس النقاش العلمي والأخذ والرد الجدلى.
من يقوم بذلك علماء! من يضطهد العلماء .. علماء أيضاً! فمن إذن يضمن الحيادية وإبقاء المعنى الخيّر لمبدأ «لا مسلمات فى العلم»؟!
مارك أرميتاج |
مارك أرميتاج
واقعة أخرى صادمة ولن أطيل فى أثارها، مكتفياً بعرض أحداثها؛ ذلك الذي حدث مع "مارك أرميتاج" حينما تم فصله من جامعة كاليفورنيا قسم البيولوجيا، والسبب هو قيامه بنشر "ورقة علمية بحثية" تحدَّث فيها عن وجود بقايا أنسجة لينة في بعض عظام ديناصور! هذه الورقة تضرب الأصول التي يعتمد عليها التطوريون في مسألة تقدير أعمار الكائنات الحية، والتي غالبا ما تكون بملايين السنين.
لماذا لم تخضع ورقة "أرميتاج" لمبدأ التحليل العلمي والنقدي وليس الإقصاء والمنع؟ لماذا يفعل العلماء ذلك وهم المنَّوط بهم إبقاء مبدأ التراكمية والتنقيح ميزاناً عادلاً ينشر الطمأنينة فى نفوس العامة!
إلى هنا وصلت لآخر ما استجمعته قوتي على التفكُّر في هذا الأمر حتى حينه، وربما للكلام بقية إن كانت لدى القوة على التوغل فى تصور الأثار التي تحدث أو ستحدث.. فالأمر مرعب حقا!
COMMENTS