بداية متابعتى للكرة وتشجيع الأهلي كانتا بعد انتهاء مقاطعة الأهلي للبطولات الإفريقية فى بداية الألفينيات، وفي قلبى غَيْظ لم يذهب من وقتها حتى الآن

الأهلي | شغف على ٦ بوصة

 (بقلم / زيتون)

هدف أبو تريكة القاتل في مرمى الصفاقسي التونسي - نهائي دوري أبطال إفريقيا 2006

تُهْنا في الشوارع نبحث عن أي صوت لمذيع، أو أصوات تشجيع جماهير هنا أو هناك؛ حتى نتلصَّص عليهم ونشاهد المباراة

رادس 2006

نوفمبر ٢٠٠٦م؛ خَرَجْت أنا وصديقي في قريتنا نبحث عن شاشة نُشاهِد عليها إياب نصف النهائى الإفريقي بين نادي الصفاقسي التونسي والنادي الأهلي المصري بالمعلب الأوليمبي في مدينة (رادس) التونسية؛ وذلك بعد انتهاء مباراة الذهاب في القاهرة بالتعادل الإيجابي ١/١.

وعلى غير العادة؛ أتى الشتاء ببرده القارص علي أنا وصديقي فقط!!

تُهْنا في الشوارع نبحث عن أي صوت لمذيع، أو أصوات تشجيع جماهير هنا أو هناك؛ حتى نتلصَّص عليهم ونشاهد المباراة؛ فلم تكُن المقاهي قد وصلت إلى قريتنا، ولا حتى اشتراكات القنوات المُشَفَّرة.. إلا أن موضة كابلات (الدِّش المركزي) قد بدأت فى غزو بعض القُرى على استحياء.

نبحث فى الشوارع، والوقت يمر مسرعا، ولا أمل في مشاهدة المباراة!

أنا وصديقي والدكان

وصلنا لمحل (دُكَّان) صديق لنا؛ يعمل بأدوات السباكة؛ فسألناه عن مكان قريب؛ ليرد: "أنا عندي اشتراك دِش مركزي هنا فى المحل.. تعالوا نتفرَّج!"

"يا الله! فُرِجَت، وهناخد راحتنا!!"

هكذا قال صديقي؛ لنُفَاجَأ بأن التليفزيون الموجود بالمحل ٦ بوصة!

كَتَمْنا الحسرة؛ وانطلقنا في المشاهدة.

حاولت طمأنة نفسي بتصريح قرأته لمدرب الأهلي الأشهر والأعظم "مانويل جوزيه" قبل المباراة عن ضعف الصفاقسي خارج ملعبه

هواجس مع صافرة الحكم

طوال الأسبوعين الماضيين بعد مباراة الذهاب كنت أفكر في مباراة العودة؛ حتى انْطَلَقَتْ.. وما إن سمعنا صافرة الحكم حتى بدأت الهواجس تتلاعب برأسي!

ينقصنا في المباراة "محمد بركات" و"عماد النحاس" و"محمد شوقي" و"أسامة حسني"!

لا حول ولا قوة إلا بالله..

الفرحة الهيستيرية بعد هدف تريكة في الصفاقسي

حاولت طمأنة نفسي بتصريح قرأته لمدرب الأهلي الأشهر والأعظم "مانويل جوزيه" قبل المباراة عن ضعف الصفاقسي خارج ملعبه (الطيب المهيرى)، وأن (رادس) هو ملعب الغريم التقليدى للصفاقسي؛ وأن ذلك أمر مهم لنا.

بداية متابعتى للكرة وتشجيع الأهلي كانتا بعد انتهاء مقاطعة الأهلي للبطولات الإفريقية فى بداية الألفينيات، وفي قلبى غَيْظ لم يذهب من وقتها حتى الآن

بدأت أتابع المباراة، ولكن تعود الهواجس مرة أخرى لتسرقني من المتابعة!!

هجوم "أسامة خليل" الدائم على الأهلي وعلى "جوزيه" وشماتته في النادي الذي أعشقه بعد نتيجة مباراة الذهاب!!

هو "جوزيه" يبقى جوز أم "أسامة خليل"؟!

أردت أن أسأل صديقي عن هذا الأمر؛ لكن سكت لساني..

و لمدة ثوان؛ قررت أن أنتبه إلى المباراة، ولكن هيهات!! تستمر الهواجس في التلاعب برأسي..

بداية متابعتى للكرة وتشجيع الأهلي كانتا بعد انتهاء مقاطعة الأهلي للبطولات الإفريقية فى بداية الألفينيات، وفي قلبى غَيْظ لم يذهب من وقتها حتى الآن.. حينما فاز (جان دارك) السنغالي على الأهلي فى إحدى البطولات الإفريقية ذهابا وإيابا ٢/١..

يسارية قادرة

فجأة!!

انتبهت لأجد أن المباراة قاربت على النهاية، وبالتحديد أثناء كرة "فلافيو" التي ارتطمت بالعارضة!! قلت لنفسي: "لو خسرنا المباراة؛ سنعود لنفس المعاناة أيام جان دارك وغيره!!

قرر صديقنا صاحب المحل إغلاق دكانه، والعودة للمنزل قائلا: "خلاص دا إحنا في الدقيقة ٨٨، يعني خسرنا خلاص"

لم يكن بأيدينا شئ سوى مساعدته فى جمع الكراسى والبضاعة من أمام المحل، وتخزينها بالداخل، ونساعده فى غلق الباب.. كل ذلك ونحن نسترق السَمع على التليفزيون الصغير ذو ال6 بوصات؛ لعل وعسى!!

وبينما نحن نسحب باب المحل لأسفل إذ بنا نسمع صوت المذيع يتعالى مع صخب جماهير!!

ما الأمر؟!

كانوا قد رسموه راكعا يسلم الكأس لقائد الصفاقسي، ولاعبوهم يستفزون الأهلي وجماهيره قبل دقائق من الهدف لأن الأمر انتهى، والبطولة للصفاقسي

فزعنا نحو التليفزيون؛ لنرى "حسام البدري" يحاول احتضان "أبو تريكة"!!

ظللنا صامتين لم نفهم، حتى أتت لحظة الإعادة، وشاهدنا الكرة أمام منطقة جزاء الصفاقسي! جون للأهلى؟!

احتفلنا بهيستريا، ولم نُكمِل مشاهدة لقطة الإعادة.

"أبو تريكة" اللى جاب الجون!!

كانوا قد رسموه راكعا يسلم الكأس لقائد الصفاقسي، ولاعبوهم يستفزون الأهلي وجماهيره قبل دقائق من الهدف لأن الأمر انتهى، والبطولة للصفاقسي..

انصرفنا فى غاية الفرح والصدمة!!

صديقي يسترجع تفاصيل المباراة، وهدف ملغي للصفاقسي، وركلة جزاء للأهلي، وكرة "فلافيو" وغيرها!.. وأنا لا أتذكر سوى الهواجس؛ وأبتسم.. وتحديدا "أسامة خليل" وصدمته المؤكدة بعد فوز الأهلي.

قطار الأهلي

لم أشاهد هدف الأهلي إلا بعد المباراة بيومين!! لكن حينما شاهدت المباراة كاملة؛ قلت لنفسي أن الهواجس وتفاصيلها قد ذهبت إلى حيث اللا رجعة.. فقد انطلق قطار الأهلي ليدوس الصعوبات وجان دارك و"أسامة خليل".

إلا أنني انقطعت عن متابعة الكرة من ٢٠١٠ حتى ٢٠١٥؛ وعُدت بعدها للمتابعة بشكل سريع.. لكن عندما تابعت الأهلي مُجدَّدا، عاد هاجس جان دارك إلى واجهة الهواجس.

اقرأ أيضا: عم الناس | محمد أبو تريكة وكرة القدم وأشياء أخرى