"أبو تريكة" دائما ما كان حالة خاصة في أذهان الجماهير المصرية؛ فعلى مستوى الرياضة كان المُنقذ وصاحب الأهداف والتمريرات الحاسمة..

عم الناس | محمد أبو تريكة وكرة القدم وأشياء أخرى

 (بقلم: زيتون)

محمد أبو تريكة

أمَّا في كرة الجماهير؛ فـ (الماجيكو) تتغنى به الجماهير على صعيد الجانب الأخلاقي الإنساني، بالإضافة إلى الإبداع الكروي المهارى

الماجيكو

إذا كان هناك اختبار بمعايير ومقاييس محددة لتحديد شعبية شخصية ما؛ فبكل ثقة ستجد "محمد أبو تريكة" مطابقا لكل المعايير والمقاييس المطلوبة لهذا الاختبار؛ كرويا وإنسانيا!

يحلو للبعض أن يتداول التغريدة الشهيرة للأسطورة الإيفوارية "ديدييه دروجبا" عن "أبو تريكة" حينما وصفه بأنه أسطورة إفريقية (لم تجد التقييم اللائق بها)، ولكن لا أحب تداول هذه التغريدة، إلا مع إضافة لازمة من وجهة نظري، وهي أن "أبو تريكة" لم يلقَ التقييم اللائق به (في إعلام الكرة الحديثة)! أمَّا في كرة الجماهير؛ فـ (الماجيكو) تتغنى به الجماهير على صعيد الجانب الأخلاقي الإنساني، بالإضافة إلى الإبداع الكروي المهارى.

يمكنك أن تجري استفتاء على شعبيته في أي وقت من العام، وأنا واثق من أنك ستجد شعبيته في تزايد وبقوة؛ حتى بعدما اعتزل!

كل ما في الأمر أن "أبو تريكة" اعتاد الظهور بقوة في المواجهات الكُبرى، ويسهم بنصيب وافر من الإبداع، حتى اعتاد الناس على تألقه

 

تاريخ صنعه تريكة

ثالث هدافي النادي الأهلي في الدوري المصري، والهداف التاريخي للأهلي في دوري الأبطال، وثاني هدافي الأهلي في تاريخ البطولات الإفريقية عموما، والهداف التاريخي للمنتخب المصري في التصفيات الإفريقية، والهداف التاريخي لديربي القاهرة الأشهر، والهداف التاريخي للأهلي في كأس العالم للأندية!!

هذا غيض من فيض تاريخ "أبو تريكة" الكروي؛ حتى أن البعض يندهش متى حقَّق "أبو تريكة" كل ذلك؟ هل في غفلة منا؟!

حسنا!!

كل ما في الأمر أن "أبو تريكة" اعتاد الظهور بقوة في المواجهات الكُبرى، ويسهم بنصيب وافر من الإبداع، حتى اعتاد الناس على تألقه، فصار إبداعه شيئا معتادا، ولم يلاحظوا ما يسطره من تاريخ..

فليس هناك أذكى من المشجع المصري على الرغم من تعصبه، وقد كُشفت نماذج حاولت أن تسلك هذا الدرب بنفاق أمام جماهير الكرة؛ فسقطت بلا رجعة

 

حالة خاصة

قصة انضمام "تريكة" للأهلي لا تخفى على أحد، و قصة كفاحه أيضا لا تخفى على أحد.. كذلك مواقفه الإنسانية والأخلاقية.

لكن الرابط بين كل هذه الجوانب هو شيء واحد - حسب ظني - تربَّى عليه وكان في معدنه الأصيل؛ هو الصدق!

لا يمكن لمشجع مصري فضلا عن المشجع الأهلاوي أن يتنكَّر لسِمَة الصدق والنقاء في طبيعة "أبو تريكة" وتفاعلاته، فإن فعل منافقا؛ فليس هناك أذكى من المشجع المصري على الرغم من تعصبه، وقد كُشفت نماذج حاولت أن تسلك هذا الدرب بنفاق أمام جماهير الكرة؛ فسقطت بلا رجعة!

"أبو تريكة" دائما ما كان حالة خاصة في أذهان الجماهير المصرية؛ فعلى مستوى الرياضة كان المُنقذ وصاحب الأهداف والتمريرات الحاسمة.. ولن تجد موقفا وضعت الجماهير فيه ثقتها بـ "أبو تريكة" ثم خذلها أو تخاذل عنها.

أما ما تفرّد به (عم الناس حسب ما يحلو للبعض مناداته)؛ فهو التفاعل الاجتماعي مع الجمهور وقضاياه وهمومه؛ حتى أصبح واحدا خرج منهم، ثم صار حاملا لواء أفكارهم وسط النُخبة الرياضية بلا مواربة أو خجل..

هذا ما جعله يدفع الكثير ثمنا لذلك! لكنك لن تجده مُبديا ندمه على أي من مواقفه، فقد كان منطقها صدقه وعفويته.

هم حقا يصفقون لمن يمطر شباكهم بكل لمسات فنية وأهداف حاسمة، لكنهم يعلمون أنه الحامل الأوحد للواء أفكارهم على المستطيل الأخضر، أيا كانت توجهاتهم

 

تريكة الإنسان

الكلام عن أمير القلوب وتاجر السعادة يطول؛ لكنه يستحق! فهو إنسان لعب كرة القدم ولم يكن يوما مجرد لاعب كرة قدم ساهم ببعض اللقطات الإنسانية!

لا؛ بل هو جبل من الإنسانية أخذ الرياضة إلى محيطه، فصارت كرة قدم "أبو تريكة" لها طابع خاص متفردٌ هو به!

لم ولن يرسم هكذا مواقف إلا أبو تريكة: مداعباته لنجوم الزمالك بكل عفوية فى القمة لتخفيف الاحتقان..

مواقفه الإنسانية فى أفريقيا..

لحظة إظهاره قميص التعاطف مع غزة أثناء قصفها من قِبَل العدو الإسرائيلي..

تضامنه مع الجماهير برفض اللعب بعد حادثة بورسعيد.. وغيرها الكثير من المواقف الإنسانية التي خطفت قلوب جماهير المؤيد والمنافس، حتى صار مشهد التصفيق والتحية له من جماهير المنافسين؛ أمرا معتادا.. ولِمَ لا؟!

هم حقا يصفقون لمن يمطر شباكهم بكل لمسات فنية وأهداف حاسمة، لكنهم يعلمون أنه الحامل الأوحد للواء أفكارهم على المستطيل الأخضر، أيا كانت توجهاتهم.

فإلى أمير القلوب فى عيد ميلاده:

كل سنة وانت طيب يا (عم الناس).

اقرأ أيضا: الأهلي | شغف على 6 بوصة