فتاريخ الحزب الإسلامي التركستاني في النزاع المسلح مع (الصين) طويل جداً؛ يبدأ منذ بداية سيطرة (الصين) على (تركستان) عام 1960
أمريكا والصين | التحضيرات الأمريكية لحرب الصين
(بقلم / مولانا العارف)
![]() |
الحزب الاسلامي التركستاني |
رفع من على قوائم الإرهاب
في زحمة أخبار
الانتخابات الأمريكية، والصراع المحتدم والمحموم؛ الذي كما يعتقد البعض أنه سوف
يحدد مصير (أمريكا)، فهناك إنذار شديد اللهجة بحرب أهلية أمريكية وفقدان (أمريكا) إمبراطوريتها
التي ظلت تحكم العالم نصف قرن..
اقرأ أيضاً: صناعة الأعداء والحروب الكبرى | أمريكا وصناعة الصين
وسط كل هذه الأحداث المثيرة والمُقلقة؛ التي إن
حدثت في أي دولة في العالم فإنها سوف تشغل تلك الدولة تماماً داخلياً فيما يجري، إلَّا
أنَّ هذا لا ينطبق على (أمريكا)، فالسياسة الأمريكية الخارجية لها مسار تاريخي
قديم يسير عبر تاريخ هيمنة (أمريكا) على السلطة العالمية فلا يتأثر بأحداث داخلية
ولا تغير الرئيس أو آليات عمله، فالشأن الأمريكي الخارجي طريق ومسار واحد لا يختلف
باختلاف سياستها الداخلية أو رئيسها.
خرجت علينا
وزارة الخارجية الأمريكية بقرار غاية في الأهمية والخطورة وسط زحمة الأحداث، والقرار
الصادر بتاريخ 4-11-2020 تحت رقم 11252، ينص
على رفع إسم الحزب الإسلامي التركستاني من قوائم الإرهاب الأمريكية.
حسناً وما هو
الخطير في ذلك؟!
أولاً لابد أن
تعرف ما هو الحزب الإسلامي التركستاني!
الحزب الإسلامي التركستاني
هو حزب سلفي
جهادي مسلح، خاص بالأقلية الإيغوراية المسلمة في الصين، هدف الحزب الأساسي هو
إقامة دولة إسلامية في إقليم تركستان الشرقي، في إقليم شيناينغ، ذو الأغلبية الإيجورية
المسلمة. يرتبط الحزب ارتباط وثيقاً بتنظيم القاعدة، بحسب التقارير الأمريكية قادة الحزب هم:
"زيدان يوسف" و"حسن
محسوم" و"عبدالله منصور التركستاني" وآخرين.
تأسس الحزب في
عام 1993 ونادى بتحرير الإقليم التركستاني من الصين الشيوعية، وإقامة دولة مسلمة
على منهج أهل السنة والجماعه والفكر السلفي، والحزب يمثل حركة استقلال (تركستان)..
دخل الحزب في
صراعات مسلحة كثيرة مع (الصين) في الأراضي التركمانية وخارجها، واتهمت (الصين)
بقتل مسؤول كبير لها بسيارة مفخخة في دولة (قيرغيزستان) عام 2002.
وقام الحزب
بحوادث وصدامات عنيفة ومسلحة ضد (الصين) داخل الإقليم، منها ما وقع تحت إسم تفجير
حافلة أورمكي عام 97 , و أحداث 2009 و 2011 وهجوم مسلح على أورمكي عام 2014 ,
كونمينغ 2015, وإضرابات باشو 2013 .
فتاريخ الحزب
الإسلامي التركستاني في النزاع المسلح مع (الصين) طويل جداً؛ يبدأ منذ بداية سيطرة
(الصين) على (تركستان) عام 1960، ولكن لم تتشكل
قاعدة الحزب وإسمه كما هو الحال سوى عام 93 بإعلان الحزب رسمياً.
اقرأ أيضاً: عم الناس | محمد أبو تريكة وكرة القدم وأشياء أخرى
وفي عام
2002 ضغطت (الصين) على (أمريكا) والأمم
المتحدة لإدراج الحزب ضمن قوائم الإرهاب، وقد كان لها ما تريد وذلك بعد عام واحد
من توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع (أمريكا) والغرب، لكن وقد ولى الزمان واختلفت
المصالح الأمريكية الصينية عن سابقاتها في مطلع القرن الواحد والعشرين عن العقد
الحالي؛ فقد قررت (أمريكا) الأن رفع اسم الحزب من قوائم الإرهاب، لتبدأ مرحلة
جديدة في تاريخ العلاقات الأمريكية الصينية وتاريخ الصراع بينهما، فبعد أن كان
الصراع تجارياً واقتصادياً؛ بدأ في التحول التدريجي إلى الصراع العسكري، وسياسة (أمريكا)
العسكرية لها محورين.
![]() |
مقاطعة شينجيانج |
طريقة المواجهة
محور المواجهة المباشرة:
وهذا مؤجل قليلاً
الأن، لكن التحضيرات له مستمرة على قدم وساق فيما يحدث من أحداث في بحر الصين
الجنوبي، وتعزيز (أمريكا) لقواعدها العسكرية في جنوب شرق (آسيا) و(اليابان)، وتدعيم
تلك القواعد القريبة من (الصين) بالأسلحة المتطورة قتالياً وأجهزة الرصد.. لكن وقت
بدء الصراع العسكري مؤجل قليلاً.
المواجهة الغير مباشرة ضد الصين:
بدأت في الظهور للعلن، فمنذ أيام قليلة مضت في أكتوبر 2020 وقَّعت (أمريكا) ثاني أكبر صفقة سلاح مع (تايوان)، بقيمة 2.7 مليار دولار؛ تُشكل أنظمة هاربون الصاروخية ذات القدرات القتالية المختلفة، والتي اعترضت عليها (الصين) بشدة نظراً لأنَّ ذلك يدعم موقف (تايوان) في صراعها المسلح المنتظر مع (الصين)، وفرضت (الصين) عقوبات على شركات توريد السلاح الأمريكي مثل (لوكهيد مارتن) و(بوينج بوينج)، لكن ذلك لم يغير من الموقف الأمريكي.
هناك أنباء عن صفقات سلاح أمريكية جديدة لـ(تايوان) في الطريق، ام الطريق الثاني للدعم الأمريكي العسكري الغير مباشر ضد (الصين)، فهو ما سبق ذكره من رفع إسم الحزب الإسلامي التركستاني من قوائم الإرهاب الأمريكية، الأمر الذي يعني أن (أمريكا) ستعتبر الحزب حركة مقاومة لعرقية مضطهدة ضد (الصين) الشيوعية، مما سيتتبعه دعم عسكري قوي للحزب على كافة الأصعدة المعلوماتية أو التسليح والتدريب، أيضاً الضغط على كافة الدول الحليفة لـ(أمريكا) في رفع إسم الحزب من قوائم الإرهاب، بل والدعم العسكري له حيث يتمركز الحزب في أكثر من دولة على حدود (الصين) منها (أفغانستان) و(باكستان)، مما يعني أننا سنرى الحزب يقوم بعمليات ضد (الصين) في الداخل والخارج؛ بهدف تحقيق الاستقلال وبدعم عالمي أمريكي، كجزء من سياسة أمريكية تجاه (الصين) في الأيام المقبلة.
ولنا عودة قريبا في استكمال سلسلة الصراع الأمريكي الصيني.
COMMENTS