الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!

SHARE:

تبدأ قصة المسيحية الأمريكية مع ظهور البروتستانية في أوروبا الكالثوليكية مع ظهور "مارتن لوثر"، وبداية الثورة على الكنيسة الكاثوليكية

 الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!

(بقلم / مولانا العارف)

الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
الحزب الجمهوري والحزب الديقراطي

الصراع بين الأحمر والأزرق

في ظل الصراع الانتخابي الذي كان مشتعلاً بين الأزرق الديمقراطي مُمثلاً في "بايدن"، والأحمر الجمهوري مُمثلاً في "ترامب"، وفي ظل اشتداد المنافسة التي حسمها "بايدن"، كان لابد من وقفة لتوضيح سر الرغبة المحمومة من كلا المرشحين وكلا الحزبين للفوز بالسباق لدرجة قد تصل إلى إشعال حرب أهلية..

وقفتنا هنا مخالفة تماماً عن كل المألوف المُتناوَل عن سبب الصراع،

فالمألوف هو أنَّ الصراع  صراعاً سياسياً بين الحزبين؛ رغبة في الحصول على السلطة السياسية لتنفيذ برامج الحزب المنتصر، وهذه المصالح مختلفة باختلاف أيديولجية كل حزب، فالأزرق الديمقراطي معروف عنه توجهه الليبرالي والعلماني، والأحمر الجمهوري معروف عنه توجهه المحافظ الديني ويسعى إلى استكمال الصحوة الدينية الكبرى(الثالثة) التي بدأت مطلع السبعينات، وكلا الفريقين يسعى لفرض أجندته الخاصة داخل المجتمع الأمريكي وأيضاً في السياسة الخارجية، فيظهر أنَّ الصراع بين تيار علماني و تيار ديني، وأنَّ هذا الصراع يؤثر على السياسة الأمريكية الخارجية فيما يخص القضية، هذا هو المألوف المتناول..

لكن حقيقة الصراع الأمريكي بين الأزرق والأحمر ليست كما يبدوا في الظاهر، صراع ديني علماني، فالصراع الأمريكي هو صراع ديني ديني وليس علماني ديني.

 قد يندهش البعض أو ربما الجميع من قُراء هذا المقال، لكن هي وجهة نظر مبنية على أسس ومصادر وليست مجرد افتراضات بلا أدلة.

اقرأ أيضاً: العاشقان.. تاريخ لعبة السلطة والجماهير | (حكايات من دفتر الوطن) 

 الصراع الديني الديني في أمريكا

الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
جون كينيدي

إن كان دستور (أمريكا) علماني، فالمجتمع الأمريكي مجتمع ديني (مختلف الثقافات الدينية) والغلبة فيه للمسيحية، لأنَّ أغلب السكان هم مسيحيون، والغلبة داخل المسيحية في (أمريكا) هي للبروتستانت، إذ أنَّ أكثر بقليل من 62% من الأمريكيين بروتستانت، وهذا ما يظهر في ديانة الرئيس الأمريكي دائماً، فمن بين 45 رئيس أمريكي لم يأتي إلَّا واحد فقط من خارج البروتستانت، وهو جون كيندي الكاثوليكي الوحيد، لكنه أُغتيل بعد سنتين من توليه الحكم.

ومعدلات التدين داخل المجتمع الأمريكي تعتبر الأعلى بين الرجل الأبيض الغربي، فإن كانت في أوروبا في انخفاض ملحوظ حتَّى وصلت إلى 5% لمن يمارسون الشعائر الدينية، فإنها في (أمريكا) لا تقل بأي حال عن 50% فالأساس الذي قامت عليه (أمريكا) هو أساس ديني بحت، فالأزرق الديمقراطي متدين والأحمر الجمهوري متدين، لكن لكل منهم وجهة نظر في الدين لكنَّها لا تخرج عن القواعد الأساسية للدين المسيحي الأمريكي (المسيحية اليهودية)، وقد تندهش كيف يكون تأسيس (أمريكا) على أساس ديني بحت!! انتظر قليلاً ثم ستزول الدهشة..

علمونا في كتب التاريخ أنَّ مؤسسين (أمريكا) هم من قطاع الطرق واللصوص الذين لفظتهم أوروبا ورمت بهم في عرض البحر إلى قارة جديدة؛ ليعيشوا هناك ويتركوا أوروبا تنعم بالسلام والأمان.

هكذا علمونا في كتبهم التي درسوها لنا، لكن القصة الحقيقية لتكوين (أمريكا) مختلفة تماماً سنحكيها من أفواه أهلها ومن كتبهم ..

البروتستانتية ( المسيحية اليهودية )

الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
مارتن لوثر

تبدأ  قصة المسيحية الأمريكية مع ظهور البروتستانية في أوروبا الكالثوليكية مع ظهور "مارتن لوثر"، وبداية  الثورة على الكنيسة الكاثوليكية، وصياغة العقيدة المسيحية البروتستانية.

كتب "مارتن لوثر" عام 1523 كتاب (المسيح وُلد يهودياً) الذي أعيد طبعه سبع مرات فى العام نفسه، ومؤيدا للمواقف اليهودية، مُدينا اضطهاد الكنيسة الكاثوليكيه لليهود محتجاً بأن المسيحيين واليهود ينحدرون من أصل واحد قال فيه:

 "إن اليهود هم أبناء الرب ونحن الضيوف والغرباء وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يتساقط من فتات مائدة أسيادها تماماً كالمرأة الكنعانية "

ويُعتبر الأساس وراء تحوُّل "لوثر" من الكاثوليكية إلى البروتسنتانية، هو الدور التاريخي الذي لعبه اليهود المتحولين، ففى بداية القرن السادس عشر أدخلوا ضمن السجالات الدينية الاعتقاد بأنَّ العناية الإلهية متضمنة فى حضور الرب فى التاريخ الإنساني، وأنَّه سرعان ما سيبدأ التاريخ الإلهي بمجيء المسيح مع بدايه الألف عام السعيدة (الألفية)؛ فظهرت بين اللاهوتيين والمفكرين الدينيين تفسيرات جديدة لسفر دانيال (العهد القديم)، وسفرالرؤيا (العهد الجديد)؛ يتصور تحول اليهود إلى المسيحية وعودة القبائل الإسرائيلية المفقودة باعتبارها الخطوات الأخيرة لنهاية التاريخ الإنساني، ومن ثم أصبحت الأحداث العظمى المرتبطة بذلك هي عودة اليهود إلى أرض صهيون، وإعادة بناء المعبد وإعاده تأسيس الحكم الإلهي للأرض من أورشليم.

لذلك رأى المسيحيون اليهود الذين يعتقدون بقرب الألفية أنَّ اليهود الموجودين شركاء لا غنى عنهم في الأحداث العظيمة المقبلة قبل مجيء المسيح، بيد أنَّ الانطلاقة الكبرى للمسيحية اليهودية ترجع إلى حركة الإصلاح الديني في أوروبا فى القرن السادس عشر، وعرف ما يوصف بأنها بعث عبري يهودي جديد على يد "مارتن لوثر" مؤسس البروتستانتية، بعد أن كانت أوروبا قبل عهد الإصلاح الديني تعتبر اليهود مارقين قتلة المسيح، ومثلما كان "قسطنطين" المؤسس السياسي للديانة المسيحية، والمؤسس الديني القديس "بولس"، كان "هنرى الثامن" المؤسس السياسي للبروتستانتية فى بريطانيا وكنائسها..

اقرأ أيضاً: ما قبل الزمان والمكان | رحلة وراء أستار الغيب

الكلفينية

الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
جون كالفن

 ظهرت حركة جديدة أكثر تطرفاً في المسيحية البروتسنانية وهي البيورتانيين؛ أو التطهيرين.. وهي حركة نشأت في إنجلترا خروجاً على الكنيسة الإنجليكانية، وتتمسك بتعاليم "جون كالفن" أحد مؤسسي البروتستانتية والكالفينية المضادة تماما للُّوثرية..

الكالفينيون لهم نظام ديني صارم ومتزمت في التمسك بالأخلاق والدين؛ مع تأثر شديد بالأدب العبري (اليهودي)، وقاد نادت الحركة بتطهير المذهب البروتستانتي في 1564م من كل أثر للكاثوليكية..

ونتيجة آراؤهم هذه، وخروجهم على الكنيسة الإنجليكانية، لاقوا اضطهادا شديداً من الملكة "إليزابيث" التي أصدرت عدَّة تشريعات هدفها القضاء عليهم وإنهاء وجودهم؛ مما دَفَعَهم للهجرة إلى أمريكا التي كانت حينئذ قارة بِكر؛ لا دين فيها ولا مذهب ديني مُعتَمَد، ولا حاكم.. لذك وجد البيوريتانيون فرصتهم الكبيرة في أمريكا كي يفرضوا آراءهم وأفكارهم ويمارسوا شعائرِهم؛ بما يتوافق مع مذهبهم واعتقادهم.. حتَّى أنَّه وصل الأمر بهم إلى اعتبار أنفسهم شعب الله المُختار، وأن أمريكا (إنجلترا الجديدة) هي أرض الميعاد (إسرائيل) التي فروا إليها هروبا من فرعون (إليزابيث) - (قصة موسى وبني إسرائيل مع فرعون في مصر).. وبذلك تكون الرؤية الدينية للمستوطنين؛ بتأسيس أول مستعمرة على ساحل فرجينيا التي صيغت قوانينها ونظمها من قداس ديني بكنيسة جيمس تاون سنة 1619، وهم يأملون في إنشاء مملكة الرب ونشر البروتستانتية البيوريتانية بعيداً عن أنظار كنيسة انجلترا الأنجليكانية، وتحكم العائلة الملكية في انجلترا.

من هنا اعتبر القادمون الجُدد سكان الأرض الأصليين هم القبائل الكنعانية والفلسطينية؛ فأمعنوا فيهم القتل، كما فعل أسلافهم من بني إسرائيل عند دخول فلسطين؛ فأبادوا أهلها وأهل القُرى المحيطة بها.

يقول ليونارد شتاين (مؤرخ يهودي انحليزي) عندما وصل المهاجرون الأوائل إلى (أمريكا) اعتبروها (أورشليم) الجديدة وشبهوا أنفسهم بالعبرانيين القدماء حيث فروا من ظلم فرعون.

ويقول سيليج أدلر (مؤرخ يهودي أمريكي) منذ فجر التاريخ الأمريكى كان هناك ميل قوي للاعتقاد بان مجيء المسيح المنتظر لاحق لعودة الدولة اليهودية.

مما سبق تجد أنَّ الأرضية والأساس الديني لأمريكا هو البروتستانية البيروتانية أو المسيحية  اليهودية، وهي الأساس والأصل في إنشاء (أمريكا)، وبناءاً عليها قامت السياسة الأمريكية وكانت البداية مع الأباء المؤسسين لـ(أمريكا) والدستور الأمريكي الذي أقر؛ بمبدأ علني هو فصل الدين عن الدولة، وقد تستغرب أنَّ هذا مبدأ علماني صرف، لكن كيف يتحول إلى مبدأ ديني؟!

يجيبك "جيمس ماديسون" أحد الأباء المؤسسين وواضع الدستور الأمريكي فيقول أنَّ السلطة المدنية يجب إبعادها عن تقرير المسائل المتعلقة بالاعتقاد والعبادة، وأن أعضاء المجلس التشريعي لا يملكون الحق أو افتراض الحكمة لوضع أنفسهم كقضاة للحقيقة الدينية.. و بناءاً عليه قام توماس جيفرسون أحد الأباء المؤسسين بوضع عبارة،  لا دين رسمي ولا كنيسة رسمية، في الدستور الجديد؛ وبذلك التعديل  تم منع الدولة من التسلط على حرية الفرد الدينية وحريته في الاعتقاد من خلال السماح بأقصى حرية للفرد في ممارسة دينه وعقيدته وهذا عكس الدساتير والدول العلمانية القح (بل و الدول ذات الدساتير الاسلامية بل والمبنية على الشريعة كما يقولون) التي تتسلط الدولة فيها على دين الأشخاص وحرية معتقدهم، بل وتفرض عليهم بموجب القوانين عدم ممارسة شعائر معينة أو استخدام الرموز الدينية في حياتهم أو حتى حرية المعتقد الفكري الديني مثل (فرنسا) وهذا ما لا تجده في (أمريكا) نهائياً حيث يوجد متشددون دينيون وحركات(الأغلبية الأخلاقية جيري فالويل)، وجماعات دينية غاية في التشدد، ومنظمات متطرفة مسلحة (كو كلوكس كلان- منظمة أبناء الحرية- حراس الحريات الأمريكية)، لكن لا أحد يستطيع حظرها أو محاربتها أو قصر أنشطتها بموجب الدستور، ويصل من المتشددين لأعلى المناصب في الدولة وأروقة الحكم، ولست بحاجة إلى ذكر أسماء وأشخاص في السطلة الأمريكية سابقاً والأن، فالأمثلة أكبر من أن تُحصى على وجود المتدينين المتطرفين في أعلى سلطات الحكم في (أمريكا).

شواهد أخرى

أيضاً لا يوجد رئيس أمريكي إلَّا ويُقسم على الإنجيل عند توليه المنصب، وجميعهم يستخدمون عبارات من الكتاب المقدس في خطاباتهم.

من أشهر الأمثلة ما رأيته بعينك في مظاهرات (حياة السود مهمة) أمام البيت الأبيض وخروج "ترامب" في مشهد أمام العالم كله وتوجهه إلى الكنيسة ورفعه للإنجيل.

الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
فرانكلين روزفلت

أيضاً ما قد شاهدته بعينك وسخرت منه حينما قامت المرشدة الروحية للرئيس "ترامب" بعمل صلوات للرئيس للفوز بالانتخابات ونادت على الرب والملائكة وشاهدتهم يؤيدون الرئيس، هذا ما شاهدته بعينك وسخرت منه لكنه هو الركن والأساس في العلاقة الأمريكية السياسية بالدين، فهو جزء لا يتجزأ من السياسية الأمريكية منذ ميلاد تلك الدولة إلى يومنا هذا، وما (كوبا) و(فيتنام) عنا ببعيد، إذ اعتبر الأمريكيين أنَّ الغزو لتلك الدول هو أمر من الرب للتبشير بدينه  لكن في شكل توسعية إمبريالية..

ريجان:

أؤمن من كل قلبي أن الوقوف من أجل أمريكا يعني الوقوف من أجل الله.

 

 

أعلن أن 1983م هو (عام الكتاب المقدس)، ودعا الأمريكيين للإستجابة لهذه الدعوة بِاعتبار أن (الإيمان بالله هو الصخرة التي تأسست عليها هذه الأمة العظيمة)

بوش:

في احد اللقاءات الصحفية لرئيس بوش هذا اللقاء الذي جمعه في البيت الأبيض  بكتاب وصحفيين، والذي اعتبر فيها أنَّ الولايات المتحدة تشهد الصحوة الدينية الثالثة في تاريخها، وأنَّ المناخ الثقافي العلماني الذي كان سائداً في الولايات المتحدة في الخمسينات والستينات قد ولى، هي المؤشر الوحيد على التغيرات الثقافية التي يمر بها المجتمع الأمريكي منذ سبعينات القرن العشرين وحتى الآن، والتي يحلو للبعض أن يطلق على هذه الحالة إجمالاً وإختزالاً عودة أمريكا إلى ربها..

بل إنَّ الغزو الأمريكي لـ(العراق) والذي دمرها تماماً قال عنه "بوش" أنَّ الرب جاء له وأمره باحتلال (العراق) و(أفغانستان).. واعتبر حرب (العراق) محطة من (معركة هرمجدون) السابقة للقيامة.

قد يرى البعض أنَّ ما سبق من أمثلة هو للمحافظين (أحمر) والمعروفين بتشددههم الديني، وأنَّ الأمر يختلف تماماً مع الديمقراطيين، ولإنهاء هذا الجدل الدائر في عقل البعض إليك بعض من أقوال الديمقراطيين عن الدين وأثره في حياتهم وتحركاتهم السياسية.

فرانكلين روزفلت:

لا نستطيع قراءة تاريخ صعودنا وتطورنا كأمة، دون حساب المكان الذي احتله الإنجيل في صياغة تطور الجمهورية.

هاري ترومان:

(أمريكا) أمة مسيحية تأسست من قِبَل رجال يؤمنون بالله.

جيمي كارتر:

لا توجد طريقة يمكن أن أفصل فيها معتقداتي المسيحية عن واجباتي كضابط بحري، أو حاكم أو رئيس. لا أستطيع أن أقول إن التزاماتي كرئيس كانت خالية من معتقداتي..

خاتمة

وهكذا بعد استعراض الدين في حياة (أمريكا) وفي حياة السياسيين الأمريكيين سواء ديمقراطي أو جمهوري؛ فنري أنَّ الدين هو محور حركة الحزبين في معاركهم السياسية فكلا منهما متدين ولا يبعد عن الدين قيد أنملة في سياسته وتصرفاته، لكن الدين الأمريكي (المسيحية اليهودية) أو كما يطلق عليها البروتستناتية مطاطة بشدة في تفسير الدين؛ فالمعتقد البروتنستانتي ليس له رجال دين كسلطة لاهوتية عليا تفسر الكتاب المقدس كما هو الحال مع الباباوات في (روما) أو في (الأسكندرية) أو في (القسطنطينية) فهم والسلك اللاهوتي فقط المسؤلين عن تفسير الكتاب المقدس، ولا يسمح لأي أحد مهما كان علمه من القيام حتَّى بمناقشة أو مجرد فهم النص بغير ما شرحه الباباوات، وهذا عكس البروتنستانية التي تسمح لأي شخص بمجرد القراءة والإطلاع وشيء من الدراسة أن يصبح مفسراً للكتاب المقدس ويضع تصوراته الخاصة فيه وأراؤه الشخصية، ويبني على ذلك التفسير طرق التعامل الحياتية والسياسية، ولذلك تجد العشرات من التفسيرات للكتاب المقدس بل المئات وعليها تجد المئات من الجماعات التي التزمت بتلك التفسيرات وكلها مختلفة حول موضوعات متعددة مثل التأكيد على القيم التقليدية (دور الأسرة، التمييز بين الرجل والمرأة، فرض قيود على الإجهاض، الحد من حقوق الشواذ، تقييد التدخل الحكومي في تنشئة الأبناء)، وقضايا التعليم (إقامة الصلاة في المدارس العامة، تدريس علوم الخلق كما وردت في العهد القديم، وليس كما جاءت في نظرية التطور، عدم إخضاع المدارس الدينية للنظم الحكومية)، والقضايا العسكرية (تأييد وضع الولايات المتحدة كقوة عظمى أولى في العالم مدافعة عن القيم والإيمان، وناشرة لهما)، والقضايا الاقتصادية (خفض التدخل الحكومي فى تنظيم الأعمال الخاصة، والصناعة، ونقل المسؤولية عن الرفاه الاجتماعي من الدولة إلى القطاع الخاص)، قضايا الولاء (إصدار التشريعات التي تحمى قدسية العلم الأمريكي، ويمين الولاء لدولة موحدة تخضع لمشيئة الرب) لكنها في النهاية متفقة علي قدسية الكتاب و ضرورة العمل به في حياتها و في السياسة لكن كل طرف بحسب تفسيره للكتاب و وجهة نظره.

لذلك فالصراع الأمريكي ليس كما يتخيل ويؤمن البعض أنَّه صراع بين علمانية ودين، ولكن في حقيقة الأمر صراع بين الدين وتفاسيره وكيفية استخدامه؛ فتجد الأحمر الجمهوري متزمت ومتعجل وصريح في ولائه لليهود، وتجد الأزرق الديمقراطي هادئ ومتأني، ويبيح الكثير من الأمور الغير أخلاقية داخل المجتمع حسب فهمه للكتاب المقدس، لكنه يظل يدور في فلكه وفي قيمه الأساسية ونبوءاته والتي من أهمها على الإطلاق نهاية التاريخ ودور (أمريكا) في قيادة العالم إلي نهاية التاريخ وعودة المسيح في المجيء الثاني..

COMMENTS

الاسم

اتجاهات وأفكار,8,أحداث من التاريخ,4,أخبارعلمية,1,أسرار تاريخية,12,أعمال مترجمة,3,اقتصاد,8,اقتصاد عالمي,7,الشرق الأوسط,12,أمام العدسة,11,تاريخ,24,تحليلات إخبارية,16,ترجمات علمية,2,ثقافة وأدب,38,حكايات أدبية,4,دراسات ثقافية وأدبية,6,دراماتيك,11,روايات وكتب,12,رياضة,9,سياسة,47,سينما,13,شؤون مصرية,3,شخصيات تاريخية,7,شعر ونثر,17,علوم وتكنولوجيا,11,فلك وفضاء,3,فنون وسينما,32,قضايا معاصرة,19,كرة قدم,9,كمبيوتر وإنترنت,3,مسارات مختلفة,3,مساهمات القراء,39,مقالات وتحليلات,51,ملفات سياسية,42,
rtl
item
صفحة أخيرة: الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي | هل هو صراع ديني علماني؟!
تبدأ قصة المسيحية الأمريكية مع ظهور البروتستانية في أوروبا الكالثوليكية مع ظهور "مارتن لوثر"، وبداية الثورة على الكنيسة الكاثوليكية
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiSj1o1AjFwhGuT3FkcwE3plYHgiTldApr-1rngVzmJ5lijzVucuTr_Gzphq8GCzRGkNj4c7uQina-5Ugq_z6EdeFtOuZnZ8oOT0OkmvrEao7wxmN93GWi_YyBy9jJOTGc5GxJWyXfSWcri/w640-h426/82FA35C3-67CA-4DF9-84B2-D20B0B959076.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiSj1o1AjFwhGuT3FkcwE3plYHgiTldApr-1rngVzmJ5lijzVucuTr_Gzphq8GCzRGkNj4c7uQina-5Ugq_z6EdeFtOuZnZ8oOT0OkmvrEao7wxmN93GWi_YyBy9jJOTGc5GxJWyXfSWcri/s72-w640-c-h426/82FA35C3-67CA-4DF9-84B2-D20B0B959076.jpg
صفحة أخيرة
https://www.saf7a-a5era.com/2020/11/republicans-democrats.html
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/2020/11/republicans-democrats.html
true
4387532385212111926
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content