وأكتشفت وقتها الحقيقة الصادمة أنَّ إحسان عبدالقدوس روائى محترم عفيف القلم ذو أسلوب راقٍ يخاطب العقول البريئة ويتناول القصص من واقع المجتمع
إحسان عبدالقدوس | ما بين الوقاحة وعفة القلم
![]() |
إحسان عبدالقدوس |
إن العواطف أشبهَ بقطع الحجارة التى تقع بين تروس العقل فتحطمها، وتفسد الآلة المنتظمة الدقيقة.. ومعظم مصائب الناس تقع من تأثير العاطفة على العقل.. إن العقل وحده لا يُخطئ إلا نادراً
لا أنام
منذ صغري، وأنا اقرأ ميكى وميكى جيب والمغامرون
الخمسة، مروراً بزهور وروايات عبير، إلى أن وَقَعَتْ في يدى رواية إحسان عبدالقدوس"لا
أنام"، وكنت وقتها أناهز الثالثة عشر من عمري، قرأت الرواية وفهمت ملخصها
بحكم سني، إلى أن جاء يوم حصة اللغة العربية فى الصف الثانى الثانوى، وكانت الحصة
عبارة عن تدريب عملي لمدرس طالب فى الجامعة، وتكلَّم يومها عن الكاتب والروائى
إحسان عبدالقدوس ووصفه بالكاتب الوقح، ولم أفهم بالطبع لماذا؟!، ولكنَّي بعدها
اكتشفت أنه من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا فى قصصه الحب البعيد عن
العذرية، كما كان يُعتقد وقتها، وبحكم سني فقد أخذت كلام المدرس الطالب على أنه
أحد المسلمات، بعدها بدأت اقرأ إصدارات مكتبة الأسرة إلى أن تعرفت على معرض الكتاب،
واكتشفت أن هناك ما يسمى بدور النشر وهناك روائيين عظماء لم أكن أعرف عنهم وقرأت
لهم، وأكتشفت وقتها الحقيقة الصادمة أنَّ إحسان عبدالقدوس روائى محترم عفيف القلم
ذو أسلوب راقٍ يخاطب العقول البريئة ويتناول القصص من واقع المجتمع الذى لم يعرفه
النَّاس كثيراً، فكل طبقة تعيش فى "جيتو" لا تعرف عن الطبقة الأخرى
شيئاً، فنقل لنا الكاتب جانباً من ما كان يحدث من المخفى عنَّا.
الركاكة والازدهار
![]() |
رواية لا أنام |
نعم.. إنه الحب.. نوع غريب من الحب.. إن تفاعل الشهوة، مع غريزة الإمتلاك، مع الإحساس بالفشل، مع محاولة مقاومة النفس.. كل هذا، يُنتج نوعاً من الحب.. حب شرير قاسِ لا يرحمنى، ولا يرحمكِ
ما بين العفة والوقاحة خرجت علينا الركاكة الأدبية؛ لتعلن ظهور عصر الإضمحلال الأدبى، وأصبحت هناك دور نشر متخصصة لطباعة كل ما هو ركيك عديم المحتوى لمعدومي الموهبة، فبعد إنطفاء وهج عصر الإزدهار الأدبى ورحيل قاماته الكبيرة، وعدم الإحتفاء بالقامات الموجودة على قيد الحياة بما لهم من ثقل فى المجتمع الأدبى والمجتمع ككل، نجد أنه يتم الإحتفاء بمطبوعات تافهة لكتاب تافهين لو طلبنا منهم كتابة موضوع إنشائى لوجدنا العجب لغوياً وإملائياً.
![]() |
إحسان عبدالقدوس |
إنى أحبكِ.. وإنى أريدكِ.. لم أعد أريد إلا أن آخذكِ.. إلا أن تكونى لى.. ثم أروى لكِ القصة كلها.. وأقول لك إنى إنسان ضعيف.. وأنت أقوى منى..وأنا أريد قوتكِ.. أريد أن أسيطر عليكِ.. أريد أن أحطمكِ.. أحطم هذا الشئ الذى يُشعرنى بضعفى
COMMENTS