كانت أحلام أحمد خالد توفيق هي تحويل وعرض أعماله على الشاشة وبالتحديد كان يريد أن يرى رفعت إسماعيل بطل روايات ما وراء الطبيعة مجسداً أمامه

 ما وراء الطبيعة | هل يظهر رفعت إسماعيل مُقنعاً على شاشة نتفليكس؟!

(بقلم / عطار نيسابور)

رفعت إسماعيل كما تخيله أحمد خالد توفيق

  "أنا أعتقد أن من يقرأ رواية أكثر حرية ممن يشاهد فيلما"

جابرييل جارثيا ماركيز

"لا أريد أن أرى الرواية كفيلم لأنني أريد أن يستمر القُرَّاء في تخيُّل الشخصيات كما يرون، وهذا مستحيل في السينما، الصورة في الأفلام محددة جداً لدرجة أنَّ المشاهد يتوقف عن تخيل الشخصية كما يريد، لكن فقط كما تُعرِّفُها الشاشة عليه، وعندما درستُ صناعة الأفلام أدركت أن هناك حدوداً في القالب السينمائي، لا توجد في الأدب، وأصبحت مقتنعاً بأن عمل الروائي هو أكثر عمل حر على ظهر الأرض، فأنت هنا سيد نفسك تماماً، رفضي لتحويل «مئة عام من العزلة»، ورواياتي عموماً إلى أفلام يعود إلى رغبتي في الاتصال المباشر مع القرَّاء عن طريق الحروف، أنا أكتب وهم يتخيلون الشخصيات كما يرغبون، دون تدخل وجه ممثل مستعار".

"أنا أعتقد أن من يقرأ رواية أكثر حرية ممن يشاهد فيلما"

"لا يمكنني التفكير في فيلم واحد أضاف إلى رواية جيدة، لكن يمكنني التفكير في أفلام جيدة كثيرة صنعت عن روايات سيئة".

جابرييل جارثيا ماركيز

هذه الاقتباسات المذكورة في الأعلى؛ هي رأي أحد أعظم الأدباء في مسيرة البشرية "جابرييل جارثيا ماركيز" عن تحويل الروايات إلى أفلام سينمائية، فالبرغم من أنه قام بصنع أكثر من 50 سيناريو سينمائي إلا أنه رفض تحويل أعماله وعرضها على شاشة العرض السينمائي. وهذا ما تم تجاهله تماما من قِبَلْ ورثته عقب وفاته، فبدأت منصة نتفليكس في تحويل رواياته إلى أفلام ومسلسلات.

ما وراء الطبيعة هي سلسلة رعب وإثارة بدأ الدكتور "أحمد خالد توفيق" بنشرها عام 1993 ولاقت رواجاً رهيبا في الأوساط الشبابية

 

أحمد خالد توفيق

أحمد خالد توفيق

على الجانب الأخر كان أحد أحلام الروائي والكاتب المصري "أحمد خالد توفيق"، هي تحويل وعرض أعماله الروائية على شاشة السينما والتلفزيون وبالتحديد كان يريد أن يرى  شخصيته المُفضلة "رفعت إسماعيل" مُجسده أمامه، لكنه انتقل جوار ربه قبل حدوث ذلك. فيحمل المخرج المصري "عمرو سلامة" مهمة إظهار وإخراج "رفعت اسماعيل" للنور، وتتبنى شبكة نتفيلكس القيام بعملية الإنتاج.

ما وراء الطبيعة

ما وراء الطبيعة هي سلسلة رعب وإثارة بدأ الدكتور "أحمد خالد توفيق" بنشرها عام 1993 ولاقت رواجاً رهيبا في الأوساط الشبابية، و بطلها دكتور أمراض الدم "رفعت إسماعيل"  تحظى بشعبية جماهيرية كبيرة بين أوساط الشباب في مصر والوطن العربي. وهذا يضعها أمام تحدي مزدوج، فيجب عليها أولا أن تكون في نفس جودة الروايات المكتوبة. ثانيا يجب أن تكون مألوفة للجمهور، فلا يشعر معها بإلاغتراب وهذا عن طريق التقييد والحركة في إطار العمل الأصلي.

 

أحمد أمين في دور رفعت إسماعيل

 عن نفسي أنا أثق في الممثل "أحمد أمين" فهو موهوب ويتناسب مع الشخصية، لكني لا أثق في المخرج "عمرو سلامة" كثيراً، ولا جودة السيناريو والحوار.

رفعت إسماعيل

فمثلا شخصية "رفعت إسماعيل" شخصية محافظة وساخرة من كل شيء على طريقة الكوميديا السوداء، انطوائي ولا يحب العلاقات الإجتماعية، يُدخن كبرلين يوم دخلها الحلفاء. فهل سيظهر على شاشة السينما بنفس الطريقة التي تكونت في مخيلة القارئ؟! عن نفسي أنا أثق في الممثل "أحمد أمين" فهو موهوب ويتناسب مع الشخصية، لكني لا أثق في المخرج "عمرو سلامة" كثيراً، ولا جودة السيناريو والحوار.

شهرة هذه الروايات إما ستكون جحيم على المخرج؛ بسبب ما سيحدث دائما من مقارنات بين النص الأصلي وبين المشاهد المعروضة. وإما ستكون زيادة في شهرته ونجوميته، فقط إذا استطاع إرضاء المشاهد الذي ينتظر "رفعت إسماعيل" على أحر من الجمر.

يُعتبر هذا العمل هو أول عمل مصري تقوم شبكة نتفيلكس بإنتاجه والترويج له عالميا، وربما هذه البداية فقط لبدء إنتاج أعمال أخرى كثيرة وهذا ما سيظهر مع مرور الوقت.