خرج علينا طفل الإليزيه "إيمانويل ماكروه"؛ عفوا "ماكرون"؛ بتصريحات مفادها أن الإسلام يعيش أزمة حادة في العالم..
طفل الإليزيه | ماكرون والإسلام والنفوذ الفرنسي الضائع
(بقلم / مولانا العارف)
طفل الإليزيه - إيمانويل ماكرون |
طفل الإليزيه
خرج علينا طفل الإليزيه "إيمانويل ماكروه"؛ عفوا "ماكرون"؛ بتصريحات مفادها أن الإسلام يعيش أزمة حادة في العالم..
ذكَّرني ذلك بما يصدُر من الأطفال في الشوارع عندما يخسرون
في اللعب، فلا يجدون إلّا هَدْم اللُعبة كلها، واستفزاز كل اللاعبين؛ وحتى الجمهور.
إن ما صَدَر من طفل الإليزيه ما هو إلا محاولة عبثية أخيرة لاستفزاز
مشاعر المسلمين؛ وذلك بعدما خسرت فرنسا على يديه كثير من قواعدها السياسية ونفوذها
الاستعماري في كثير من الدول.. الدول التي كانت تحت سطوتها وسيطرة ساستها لعشرات –
بل مئات – السنين.
الفشل الفرنسي المستمر
ها هي فرنسا اليوم؛ تخسر واحدة من أهم قواعدها في إفريقيا (مالي)؛ وذلك بعدما خسرت نفوذها في ليبيا بعد هزائم الجنرال "خليفة حفتر" المستمرة أمام قوات حكومة السرَّاج المدعومة تُركيَّا..
ثم تفشل مرة جديدة في إعادة نفوذها المفقود إلى لبنان؛ بعدما فشلت في إيجاد حل للأزمة السياسية هناك.
وأيضا فشل آخر؛ فالدولة الاستعمارية القديمة تخسر حاليا نفوذها في
البحر المتوسط، بعدما دخلت بثقلها مع اليونان في أزمتها الأخيرة في شرق المتوسط..
لقد خسرت الرهان أيضا على يد الأتراك الصاعدين سياسيا بقوة.
ما سبق جزء بسيط جدا من خسائر فرنسا على مستوى النفوذ والسيطرة في مستعمراتها
القديمة، أو مع حُلَفائها.. ومن العجائب في ذلك المشهد أن كل خسارة
لفرنسا تكون في دولة إسلامية (ليبيا – مالي – لبنان)، كما أن خسارتها الأخيرة لتحالفها مع اليونان المسيحية كان أمام تركيا التي
تُعَد دولة إسلامية.
فرنسا والإسلام
الآن وَضَح أن نفوذ فرنسا بدأ يتقلص على يد دولة مُسلِمة في أغلب
معاركها ومناطق نفوذها؛ فما كان من طفل الإليزيه إلا أن قرَّر
هدم اللعبة، واستفزاز الجميع بحركة طفولية قد تتسبب في خسارته للمزيد والمزيد، وبالتبعية
خسارة فرنسا لنفوذ أكثر وأكثر.. هذا من جانب؛ أما الجانب الآخر
لتصريحات "إيمانويل ماكرون" فهو التوجه
الحقيقي والتاريخي لدى فرنسا، وهو معاداة الإسلام تحت مُسَمَّى (العلمانية)، فلمَّا
خسرت سياسيا معاركها الأخيرة في مناطق نفوذها؛ ما كان من طفلها إلا أن صرَّح بعقيدة الدولة الرسمية في معاداة
الإسلام وأهله.
المشهد الأخير
بقي في المشهد شيء بسيط فقط لتكتمل فصول الهجمة العنصرية التي أطل
علينا بها "ماكرون"..
أن يخرج العلمانيون العرب ليُطلقوا علينا التبريرات التافهة بأن طفل
الإليزيه لم يقصد الإسلام بوجه عام؛ وإنما قصد الإسلام السياسي.. وتلك عادتهم في
تبرير أي فعل قد يُسبِّب لهم أي حَرَج..
وأما نحن فنقول: "ليس هناك إسلام سياسي وآخر اقتصادي؛ إنما هو
لفظ واحد فقط نعرف معناه جيدا، ونعرف استخداماته، ونَعِي جيدا أن من يستخدمه يقصد
الإسلام في مُطلَقه، ولا يقصد شيء آخر.. فوفروا مجهودكم في التبرير، لأن المشهد
اكتمل تماما.. حتي لو لم تضيفوا تبريركم".
COMMENTS