بدأت الأخبار تتوارد من البيت الأبيض عن صحة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بعدما تم تشخيصه بكورونا، وبدأت المواقع الإخبارية في تداول الأخبار الخاصة به
كورونا ترامب | باب مفتوح أمام كل الاحتمالات
ترامب يموت في كارتون سيمبسون |
الرئيس - هل يموت؟!
بدأت الأخبار تتوارد من البيت الأبيض عن صحة الرئيس الأمريكي
"دونالد ترامب" بعدما تم تشخيصه بكورونا، وبدأت المواقع الإخبارية في
تداول الأخبار الخاصة به في تسارُع غريب يُدخِل الريبة في النفس..
ففي خبر عاجل يوم ٣ أكتوبر ٢٠٢٠م؛ صرَّح "جيم أكوستا" مدير شبكة
سي إن إن الإخبارية المشهورة بـ (تدهور حالة الرئيس ترامب الصحية)؛ وذلك بناء على
ما تلقَّاه من مستشار "ترامب" الشخصي..
وهذا الخبر مُقلِق للغاية، ومثير للريبة بشدة؛ فالرجل كان منذ يومين
بكامل صحته في مناظرته الأولى مع المُرَشَّح الرئاسي المُحتَمل "جو بايدن"..
في هذه المناظرة قدم "ترامب" أداء قويا ليس على المستوى
السياسي، وإنما على مستوى صحة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.. فكيف في
٤٨ ساعة تصل حالته الصحية إلى ذلك الحد الذي يستدعي دخوله مستشفي (وولتر ريد)
العسكري لإجراء فحوصات؟!
وكيف تتسارَع وتيرة المرض في توقيت ضئيل جدا؛ إلى هذا الحد؟!
أسئلة
أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة.. هذه الإجابات أصبحت ذات شقين:
الشق الأول
يتبناه أنصار نظرية الدعاية الانتخابية لـ "ترامب"؛ وأصحاب
هذه النظرية يقولون أن "ترامب" قام بتلك التمثيلية للهروب من المناظرات
التالية مع "بايدن" نظرا لخسارته في أول مناظرة؛ بحسب استفتاءات المواقع
الإخبارية العالمية، فأراد الرجل الهروب من مناظرات أخرى كما أشار عليه مستشاريه
في البيت الأبيض، أو الحزب الجمهوري.
هؤلاء أيضا يقولون أنه (الرئيس) سوف يتعافى سريعا ليعود في صورة البطل
القوي السليم بدنيَّا، هازم الكورونا - هذا الفيروس اللعين القاتل..
هذا الرأي يُمكِن الرد عليه بأنه كيف لـ "ترامب" - الرجل
الذي حارب إجراءات كورونا من الإغلاق التام للاقتصاد، وأيضا الحجر الصحي؛ بل وقلَّل
من قيمة وخطورة المرض أكثر من مرة - كيف له أن يتخذ من هذا المرض ذريعة تخدمه في
حملة إعادة انتخابه؟!
هل من المنطقي أن أحارب شيء، وأقلِّل من خطره، ثم في أشد اللحظات
الحرجة أستخدمه كسلاح في يدي؟!
يبدو الأمر غير منطقي أبدا بما علمناه من طبيعة "ترامب"
العنيدة الفوضوية، لأن مثل تلك الورقة قد يستخدمها خصومه ضده لتكون خنجر يطعن به
نفسه؛ لذا نستبعد هذا الشق من الإجابة علي السؤال.
نأتي لشق الإجابة الثاني
الشق الثاني هو لأصحاب فكرة موت "ترامب" أو تنحِّيه بسبب خاص
بصحته، ليُفسِح المجال كي يفوز "بايدن" لرأب الصدع الذي حدث بسبب وجود
"دونالد ترامب" في السُلطة منذ العام ٢٠١٦م وحتى الآن.. وأنه في حال
فوزه مرة أخرى - أو حتى خسارته - قد يقود أمريكا إلى حرب أهلية (اقرأ مقال: الطريق إلى حرب أهلية أمريكية جديدة).
الدولة العميقة
من هنا اتفق أنصار الدولة العميقة الأمريكية على إخفاء الرجل من
المشهد لرأب ذلك الصدع، ومن ثم الحفاظ على أمريكا بلا انقسامات داخلية - هذا الرأي
قد يكون صوابا، وقد يكون له ما يؤيده من شواهد؛ فالدولة العميقة الأمريكية راسخة وقوية
جدا مُنذ القِدَم، وسياستها واحدة لا تتغير، ومجئ "ترامب" إلى رأس
السلطة فيها غيَّر كثيرا من سياستها الخارجية والداخلية في كثير من القضايا؛ التي
نشأ وتربَّى عليها أجيال وأجيال من قادة وأبناء الدولة الأمريكية القوية التي
يحاربها "ترامب" منذ صعوده.
أمريكا جديدة
هناك محاولات مستمرة لتكسير العظام؛ كلها خرجت عن الأطر السياسية المُتعارَف
عليها داخل الغُرَف المُغلقة، وتحولت إلى الشارع وبين الجمهور، وهذا أمر لم يمر على تاريخ أمريكا
منذ قيامها في ١٧٧٦م.
ونحن نتوقع إن استمر "ترامب" على أسلوبه هذا إلى فترة رئاسة
ثانية، فغير مستبعد أن يُحوِّل سياسة أمريكا القديمة إلى سياسة جديدة؛ أكثر انغلاقا
وانعزالا؛ مما يؤثر على قوة هذه الإمبراطورية.
لذا؛ من المُرَجَّح أن يكون (كورونا) هو السبب والذريعة التي قد تُستَخدم
في تنحية "ترامب" من المشهد الأمريكي نهائيا.
COMMENTS