حذر توماس فريدمان من أن أمريكا قد تكون مُقبِلة على حرب أهلية ثانية، وذلك مبني على رؤيته لسلوك الجمهوريين، واستعدادهم لرفض نتائج الانتخابات
الطريق إلى حرب أهلية أمريكية جديدة | من وحي مقابلة توماس فريدمان مع CNN
(بقلم / مولانا العارف)
الكاتب والصحفي الأمريكي توماس فريدمان |
انتخابات عصيبة
أيام قليلة
وتبدأ الانتخابات الأمريكية، وتبدأ معها سلسلة جديدة من الأحداث العالمية، والتغيُّرات
الداخلية الأمريكية..
ويبدو أن
انتخابات 2020م لن تمر بسهولة ويُسْر وانتقال سلمي للسُلطة كما هو المعتاد قبل
العام 2016م؛ العام الذي انتهت فيه الولاية الثانية للرئيس الأمريكي "باراك أوباما"..
حيث فاز "دونالد ترامب"، ولكن خرجت ضد فوزه بعض التظاهرات الكبيرة، والتي
كان يقودُها أنصار الحزب الديمقراطي (كأغلبية)، مع بعض أنصار الحزب الجمهوري،
وكبار الشخصيات العامة والإعلامية الأمريكية..
لكن هذه
التظاهرات لم تستمر طويلا، أو تُحدِث أثرا أو أي فوضى.. لكن كان هذا في العام 2016م..
إذن ما الجديد
في انتخابات 2020م؟!!
وما هو المتوقع
من ردّة فعل أنصار الحزب الجمهوري في حال خسر "ترامب"؟!
وما هي ردّة فعل أنصار الحزب الديمقراطي إن فاز "ترامب" بالانتخابات القادمة؟!
فوضى كبرى؟!
يبدو أن الأمور
لن تسير كما هو معتاد؛ وقد تأخذ منحنى شديد الانحدار هذه المرة، فكل المؤشرات تقول
أن أمريكا تتجه إلى فوضى كُبْرى (ربما مؤقتة) في حال خسارة أو فوز "ترامب".
الأمور تتصاعد؛
وأنصار "دونالد ترامب" يزدادون تعصُّبا له؛ بل يرفعونه إلى مكانة غير
مسبوقة في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة..
معلوم أن الشعب
الأمريكي ينظر إلى رئيسه بصفته موظف لا أكثر ولا أقل.. موظف له دور يقوم به، ويُحاسَب
إن أخطأ..
لكن هذه المرة أنصار
الرئيس الأمريكي المثير للجدل ينظرون له من منظور مختلف؛ فمنهم من يصفه بالمسيح
المُخَلِّص، ومنهم من يصفه بكذا أو كذا من الصفات التي لم يوصف بها رئيس أمريكي من
قبل..
ومعلوم أيضا أن أنصار
"ترامب" ينتمون لليمين واليمين المسيحي (يبلغ عدد أنصار اليمين المسيحي
الأمريكي قُرابة ال 62 مليون شخص).
ترامب والإنجيليون |
وأنصار اليمين
المسيحي هم البروتستانت الإنجيليون؛ أصحاب العقيدة الألفية التي تؤمن بعودة المسيح
(راجع مقالات عودة المسيح)..
عودة المسيح (1) | هرمجدون ونهاية التاريخ
عودة المسيح (2) | البروتستانت والإنجيليون ومقدمات التأسيس للكيان الصهيوني
اليمينيون من أشد
فئات الشعب الأمريكي تعصبا، وعنصريون بلا حدود.. (عنصرية ضد كل ما هو ليس أبيض أو
بروتستانتي)..
ومن الأمور
الخطيرة؛ والتي تُعتَبر مؤشرا مُرعبا على قابلية الأمور إلى الانجراف لحرب أهلية؛
هو أن أغلب الشعب الأمريكي مُسلح (يسمح القانون الأمريكي بحيازة السلاح رسميا، ويُصنع
مسدس في الولايات المتحدة كل 10 ثوان).
ملخص سريع عن الأسلحة في يد الأمريكيين، واستخدامها
في كل صباح يحمل
مليون أمريكي سلاحهم ويذهبون إلى أعمالهم، وهناك 2 مليون آخرون يحتفظون بسلاح في
سياراتهم دائما.
12% فقط من الأسلحة الموجودة في الولايات
المتحدة تحمل ترخيصا.. وباقي الأسلحة المملوكة للشعب الأمريكي غير مرخصة.
أكثر من نصف
المسدسات التي تُصنَع في العالم كله؛ أي ما يزيد عن نسبة 50% من تلك المسدسات؛ تُصنَع
في الولايات المتحدة.
الولايات
المتحدة هي الدولة الأولى في العالم في عدد المسدسات والأسلحة الموجودة بين
المدنيين، وهي الدولة الأولى في العالم في نسبة السلاح إلى عدد السكان..
اليمن هي الدولة
الثانية في العالم في تلك الإحصائية.
يتم إطلاق النار
على 75 طفلاً في الولايات المتحدة كل يوم، ويموت منهم (9)، وهناك (6) أطفال
يتعرضون يوميا إلى إصابات وعاهات مستديمة.
يتعرَّض نحو 100
ألف أمريكي كل عام لإطلاق النار.. وهناك (12791) من جرائم القتل سنويا، و(16883) من
حالات الانتحار، و(642) حالة إطلاق نار بالخطأ.
تزايدات الجرائم في بعض الولايات بدرجة (300%) عندما تم تحجيم حق الأفراد في حمل السلاح؛ منها العاصمة الأمريكية واشنطن، ومدينة نيويورك (ويكيبيديا).
توماس فريدمان يحذر من الكارثة
مما سبق؛ نجد أن
الخطر محدق، والانفجار وشيك، وقابلية الشارع الأمريكي للدخول في حرب أهلية ثانية
جاهزة..
هذا ما حذَّر منه
الكاتب السياسي "توماس فريدمان" يوم الخميس الماضي؛ فقد حذر من أن أمريكا
قد تكون مُقبِلة على حرب أهلية ثانية، وذلك مبني على رؤيته لسلوك الجمهوريين،
واستعدادهم لرفض نتائج الانتخابات الأمريكية المُقبلة في حال خسر الرئيس الأمريكي "دونالد
ترامب"، وهذا ما يتضح للمتابعين بعد تصريحات "دونالد ترامب"
الأخيرة؛ حينما سُئِل عن تسليم سلمي للسلطة في حال خسارته؛ فجاء الرد بالتسويف
الذي يدل على رفضه ذلك التسليم السلمي.
ويبقي السؤال..
هل تتجه أمريكا إلى حرب أهلية جديدة؟!
COMMENTS