معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه

SHARE:

من أشد من دارت عليهم رُحى التشكيك والإتهام بالباطل؛ فبدأوا بـ "عثمان" حتى قتلوه من جديد، ثم توالى الهجوم على العظام مثل "أبي هريرة" وصولاً إلى "معاوية

معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه

 (بقلم / مولانا العارف)

معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه
فصول من حياة معاوية بن أبي سفيان


الرعيل الأول من الرجال

إن من الأمور الخطيرة؛ بل شديدة الخطورة عند أهل الإسلام؛ هو الجهل العميق الذي تفشَّى بين الكثير منهم، وقادهم إلى الخوض فيما لا يفهمون ولا يَقدرون أن يحكموا عليه من غير مصادر مُوَثَّقة المصدر.. بل خاضوا فيها بما عُرِض عليهم من أعمال زبالات المستشرقين، أو من كُتُب أئمة الضلال الشيعة، أو من المنافقين بين أظهرنا، ويتَسَمّون بأسمائنا.

تلك الأمور التي خاض فيها الناس بجهل لها بالغ الأثر في هذا الدين، ومسيرته التاريخية منذ أن أرسل الله نبيه صلَّى الله عليه وسلم بالرسالة؛ فنجد أصوات تتعالى بالنباح على الأفاضل والسادة، الذين رسَّخ الله بهم دينه في الأرض، وأنشأوا دولة الإسلام التي كان لها عظيم الأثر في حضارة وتاريخ الإنسانية جميعاً، فقدمت ما لم تقدمه حضارة أخرى، فهي التي نقلت العباد إلى عبادة رب العباد، بعدما كانوا أهل شرك، منهم من يعبد الحجر، والشجر، ومنهم من يعبد السلطان والملك، فأخرجت هذا العفن من الرؤوس، وهي التي قدمت العلم في كافة مجالته بما أراد الله، وليس بما أرادت الأهواء، فقدمت العلم النافع لدنيا الناس، ودينهم، وآخرتهم، ولم تقدم علماً هدَّاماً باعثاً على إرتكاب أبشع الجرائم بإسمه، علماً لم يراعي أخلاق، ولا دين، ولا احتياجات الناس.

تلك هي حضارة الإسلام التي بُنيت على أكتاف الرعيل الأول من الصحابة الكرام وتابعيهم، والتشكيك والخوض فيهم ليس عن حق ولا عن جهل، وإنما عن عمد لهدم أعمدة الحضارة الإسلامية، ومن ثمَّ هدمها هي ذاتها، ومحو آثارها، والنور الذي بُعثت به.

ومن أشد من دارت عليهم رُحى التشكيك والإتهام بالباطل، الكبار من صحابة الرسول؛ فبدأوا بـ "عثمان" رضي الله عنه حتى قتلوه من جديد، ثم توالى الهجوم على العظام مثل "أبي هريرة" وصولاً إلى "معاوية"، فـ "البُخاري"، ثم "ابن تيمية" إلى آخره من قائمة كبيرة وضخمة، انتقت أصحاب الأثر القوي، والعلم القويم، والريادة السياسية والإدارية؛ طالت أصحاب البصمات التي ما كان لتشوبها شائبة إلا بفعل هؤلاء.

نحن هنا لا للرد على أحد؛ لكن ما سنقوم به هو إيضاح الصورة الحقيقية عن هؤلاء الرجال من المصادر، والكتابات التي حُجِبت وتم تصديرغيرها، وبث صورة مشوَّهة.

فما سنقوم به هو عرض سيرة رجال عظماء، وأعمالهم، ثم كشف الزيف الذي أحاط بهم، ومحو الأكاذيب التي بُثَّت عنهم؛ وذلك كي يعرف الناس مَن هؤلاء، وما قدَّموه لدين الله من خدمات لو اجتمع أهل الأرض جميعاً ما استطاعوا أن يقدموا ما قدمته تلك الحفنة القليلة من الرجال.. فرحمهم الله ورضي عنهم أجمعين.

حديثنا هنا عن "معاوية بن أبي سفيان"؛ أول ملوك الإسلام..

ولكي نبدأ؛ لابد أن نبدأ بواضع البذرة "أبي سفيان بن حرب"، والتربة التي نمت بداخلها؛ السيدة "هند بنت عتبة" رضي الله عنهم جميعا.

"أبو سفيان بن حرب"

هو "أبو سفيان بن صخر بن حرب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب".

كان من أعتى المشركين في الجاهلية، ثم نال السيادة بعد (بدر)، بعدما قُتِل كبار قريش فيها، مثل "أبي جهل" و"عتبة" و"شيبة"..

كان "أبو سفيان" حتى في كُفرِه صادقا لا يكذب؛ فيشهد له التاريخ أنه وفي حضرة "هرقل" عظيم الروم لم يكذب في حق النبي، ولم يكذب مخافة أن تُحمَل عليه كذبة يُعايَر بها أنه كذب، على الرغم من أن النبي كان خصمه وعدوه، وكان "أبو سفيان" أمام ملك لا يعرف عن "محمد" شيء، وكان يحق له تضليل الملك والكذب عليه؛ لكنه أبَى ذلك.. هؤلاء هم السادة في الكفر أو الإسلام.

أسلم "أبو سفيان" قبل فتح "مكة" بقليل، وقد شرَّفَه الرسول - صلَّى الله عليه وسلم - أن جعل داره آمنة عند دخوله إلى "مكة" فاتحاً؛ وفي هذا من التشريف والتكريم ما لم يناله أحد.. فالرسول صلَّى الله عليه وسلم هو المعلم الأكبر لهذه الأمة، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، وهو الذي يعرف منازل الرجال، وكيف يضعهم فيها.. فكان تكريم "أبي سفيان" بأمان داره لمن دخلها؛ تشريفاً له، وتقديراً لمقامه، وعرفان من الرسول بقيمة وقدر ذلك الرجل، وأثره في قومه، وأثر إسلامه فيمن بعده من أهله، ومن قومه، والرسول لا يحتاج إلى مُداهنة أحد، ونعوذ بالله أن نفكر حتى مجرد هذا التفكير؛ فقد كانت له من القوة عند فتح مكة أن يقتُل، ويأسر، ويُحَقِّر من أهلها، فهم المشركون، وهو المأمور بقتالهم؛ لكنه لم يفعل لأنه المُبلَّغ من ربه كيف يربّي، وكيف يُعلّم الإسلام للناس.

حَسُنَ إسلام "أبي سفيان"، وشهد مع الرسول (حُنَيْن)، فأبلى فيها بلاء حسناً، وكان ممن ثَبُتَ، ولم يفر أمام المشركين، ولم تفارق يده لجام بغلة الرسول- صلى الله عليه وسلم - حتَّى انصرف الناس.. وقد أعطاه الرسول من غنائمها الكثير عرفاناً له بدوره، وإغناء لرجلٍ هو من سادة القوم، وسادة القوم لابد لهم من مالٍ وفير لأنهم كثيروا النفقات على أقوامهم وعشائرهم.

شارك "أبو سفيان" في حصار الطائف، و فقد إحدى عينيه، فأتى الرسول- صلى الله عليه وسلم – وقال:

"هذه عيني أصيبت في سبيل الله"

فقال له الرسول-عليه الصلاة والسلام:

"إن شئت دعوت فرُدَّت عليك.. وإن شئت فالجنة"

فقال "أبو سفيان":

"الجنة"

ثُمَّ جاهد - رضي الله عنه - يوم (اليرموك)، وفقد عينه الأخرى.. يقول "سعيد بن المسيب":

فقدت الأصوات يوم "اليرموك" إلا رجلٍ وهو يقول: "يا نصر الله اقترب"، والمسلمون يقاتلون الروم؛ فذهبتُ أنظر إليه، فإذا هو "أبي سفيان" تحت راية ابنه "يزيد"

معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه
موقع معركة اليرموك

ورُوِي أنه يوم (اليرموك) كان يقول: "الله الله إنكم سادة العرب والمسلمين، وهم سادة الروم وأنصار الشرك.. اللَّهمَّ هذا يوما من أيامك.. اللَّهمَّ انصر عبادك".

مات "أبو سفيان" وهو في عمر الثلاثة والثمانين أو الواحد والتسعين، وصلَّى عليه "عثمان"؛ وقيل بل صلَّى عليه "معاوية"..

أبو سفيان وعمر

كان هذا نذرٌ يسيرٌ من سيرة "أبي سفيان بن حرب" رضي الله عنه، ولكن بقي درسٌ بسيط لابد أن يتعلمه كل أب نحو أبنائه.. كيف يرعاهم وينصحهم حتَّى بعد بلوغهم واشتداد قوتهم؟!

كان من أشهر المواقف التي تُثبِت قوة إيمان الرجل وثباته على الإسلام، وقبوله بأحكام الدين في طاعة؛ ما حدث من "عمر بن الخطاب" معه في مكة، فقد رُوِي أنَّ الخليفة "عمر بن الخطاب".

نَهَى "أبا سفيان بن حرب" عن رش باب منزله، لئلا يمر الحجاج فينزلقون، فلم ينتهِ، ومرَّ "عمر" يوما فانزلق؛ فعلاه بالدَرَّة وقال: "ألم آمرك أن لا تفعل هذا؟!"

فوضع "أبو سفيان" سبابته على فيه، فقال "عمر":

"الحمد لله الذي أراني أبا سفيان ببطحاء مكة أضربه فلا ينتصر وآمره فيأتمر"؛ فسمعته "هند بنت عتبة" فقالت:

"احمده يا عُمَر؛ فإنك إن تحمده فقد أوتيت عظيماً"

 

نصائح أبو سفيان وهند لمعاوية

عندما تولى معاوية إمارة "دمشق" و"بعلبك" خلفاً لأخيه "يزيد" الذي مات عام 18هـ في طاعون عمواس؛ بعث له "أبو سفيان" يقول:

"يا بُني إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا، فرفعهم سبقهم عند الله وعند رسوله، وقصَّر بنا تأخيرنا فصاروا قادة وسادة، وصرنا أتباعاً، وقد ولُّوك جسيماً من أمورهم، فلا تخالفهم فإنك تجري إلى أمد فنافس فيه، فإن بلغته أورثته عقبك".

هكذا الأب المعلم ينصح الإبن، حتى وإن علا شأنه، وكَبُرَتْ مناصبه.

أمَّا أم "معاوية" فهي "هند بنت عتبة بن ربيعة".. أسلمت عام الفتح، وحَسُنَ إسلامها، وقد كانت من السادة في الجاهلية وفي الإسلام.

فيُذكَر لها مواقف عدة في الجاهلية، أشهرها ما حدث مع "زينب" بنت النبي صلَّى الله عليه وسلم، وكان ذلك بعد "بدر"، وقد فقدت "هند" في بدر أبيها وأخيها وعمها.. وما كان يشغل "هند" في تلك الأيام إلا البكاء والنواح على أهلها، وتأجيج نار الحرب؛ لتنتقم لمقتلهم.

وقد أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلم في طلب "زينب" وهي يومئذ مع زوجها "العاص بن الربيع" بمكة.. مرت "هند" بـ"زينب" وقالت: "أي بنت محمد؛ بلغني أنكِ تريدين اللحاق بأبيكِ.. أي بنت عمي فإن كان لكِ حاجة بمتاع ممَّا يعينك في سفرك، أو بمال تبلغين به إلى أبيك، فعندي حاجتك فلا تستحي مني، فإنه لا بين النساء ما يكون بين الرجال".

تروي "زينب" رضي الله عنها: "والله ما أراها قالت إلا لتفعل".

وفي أثناء خروج "زينب" من مكة تعرَّض لها بعض الرجال من قريش؛ يريدون إرجاعها، فسقطت من على ناقتها، وكانت حاملاً فنزفت، وتسمع "هند" فتخرج مسرعة، وترفع عقيرتها في وجه قومها:

"معركة مع أنثى عزلاء!! أين كانت شجاعتكم يوم بدر؟! وتحول بينها وبينهم، وتُضَمِد جراح "زينب" رضي الله عنها، حتي خرجت من مكة".

وكانت "هند" إمرأة شاعرة ذكية، رَثَتْ أهلها بعد بدر، وحضَّتْ على الثأر حتَّى نالته بمقتل "حمزة" رضي الله عنه على يد "وحشي"؛ العبد الذي استأجرته؛ ثم أكلت من كبد أسد الله، ولكن بعدما فعلت هذا؛ هل - بعد إسلامها - لم يقبل الله توبتها؟! ولم يقبل الرسول إسلامها؟! بل قَبِلَ، وبايعها، وفي قصة بيعتها للنبي - صلى الله عليه وسلم - مثال أعلى على شرف النساء في الجاهلية، أو في الإسلام.

ثَبُتَ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما قال:

"على ألا يشركن بالله شيئاً"

قالت "هند بنت عتبة" - وهي منتقبة خوفا من النبي صلَّى الله عليه وسلم أن يعرفها لِما صنعته بحمزة يوم أحد:

"والله إنك لتأخذ علينا أمراً ما رأتك أخذته على الرجال"

كان بايع الرجال يومئذ على الإسلام والجهاد فقط..

فقال النبي: "ولا يسرقن".. فقالت هند: "إن أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وإني أصيب من ماله قوتنا".. فقال أبو سفيان: "هو لكِ حلال، فضحك النبي وعرفها، وقال: "أنت هند؟".. فقالت: "عفا الله عما سلف".. ثم قال: "ولا يزنين".. فقالت هند: "أو تزني الحرة؟!".. ثم قال: "ولا يقتُلن أولادهن، ولا يسقطن الأجنَّة".. فقالت هند: "ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً يوم بدر، فأنتم وهم أبصر".. فها هي صُعِقَتْ عندما بايعها الرسول على ألَّا تزنين النساء، وكأنما صُرِعَتْ من هول كلمة لا تزني، فكان ردها "أو تزني الحرة؟!" معبرة عن هوْل الصدمة من واقع الكلمة فكيف للحرائر أن يزنين!! وفي الحديث أيضاً تشريعات كثيرة ليس هذا وقتها.

هذه "هند" في الجاهلية؛ سيدة من سادات قريش، حسباً ونسباً، وفخراً وعزةً؛ وها هي بعد الإسلام بنفس العزة والفخر والشرف.. فرضي الله عن "هند".

وأما عنها مع ابنها "معاوية"؛ فيُروَى أن "معاوية" وهو في صغره سقط على الأرض؛ فقالت له إنهض، وعنَّفَته، فمرَّ رجل وقال لا تُعنِّفيه فإنه يسود قومه، فقالت ثكلته أمه إن ساد قومه فقط..

فها هي الأم منذ الطفولة تزرع في طفلها القيادة، والسيادة، ويذكُر التاريخ أنه لمَّا تولَّى "معاوية" إمارة دمشق كتبت له تقول:

"يا بُني؛ قَلَّ أن تلد أم مثلك، وإن هذا الرجل قد استنهضك في هذا الأمر، فلا تخالفه، واعمل بطاعته فيما أحببت وكرهت"..

هي تحثه على السمع والطاعة، في المنشط والمكره لأمير المؤمنين "عمر" رضي الله عنه.. فتلك هي الأم التي تَحُثُ ابنها مهما كبر على طاعة قائده، والانصياع له.


هذا الأب وتلك الأم؛ بما حازوا من سيادة وريادة في جاهليةٍ وإسلامٍ، فماذا يكون النسلُ الذي خرج منهما؟!

COMMENTS

الاسم

اتجاهات وأفكار,8,أحداث من التاريخ,4,أخبارعلمية,1,أسرار تاريخية,12,أعمال مترجمة,3,اقتصاد,8,اقتصاد عالمي,7,الشرق الأوسط,12,أمام العدسة,11,تاريخ,24,تحليلات إخبارية,16,ترجمات علمية,2,ثقافة وأدب,38,حكايات أدبية,4,دراسات ثقافية وأدبية,6,دراماتيك,11,روايات وكتب,12,رياضة,9,سياسة,47,سينما,13,شؤون مصرية,3,شخصيات تاريخية,7,شعر ونثر,17,علوم وتكنولوجيا,11,فلك وفضاء,3,فنون وسينما,32,قضايا معاصرة,19,كرة قدم,9,كمبيوتر وإنترنت,3,مسارات مختلفة,3,مساهمات القراء,39,مقالات وتحليلات,51,ملفات سياسية,42,
rtl
item
صفحة أخيرة: معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه
معاوية رضي الله عنه (1) | فصول من حياة أبيه وأمه
من أشد من دارت عليهم رُحى التشكيك والإتهام بالباطل؛ فبدأوا بـ "عثمان" حتى قتلوه من جديد، ثم توالى الهجوم على العظام مثل "أبي هريرة" وصولاً إلى "معاوية
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9MBWEBliTYI-YOrktHleNAS65J2KUXtRvhk2vN13Si23PeoBB4W4DPlK73QzZj4S-tWYoEZnKb9SQi6imZm2bz5AdG12htfKlx5v4CMrccI8y4a-ZoC3bccZOHczWQGtRtqST8U4FwdQ/w450-h640/%25D9%2585%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A8%25D9%2586+%25D8%25A3%25D8%25A8%25D9%258A+%25D8%25B3%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2586.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg9MBWEBliTYI-YOrktHleNAS65J2KUXtRvhk2vN13Si23PeoBB4W4DPlK73QzZj4S-tWYoEZnKb9SQi6imZm2bz5AdG12htfKlx5v4CMrccI8y4a-ZoC3bccZOHczWQGtRtqST8U4FwdQ/s72-w450-c-h640/%25D9%2585%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2588%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A8%25D9%2586+%25D8%25A3%25D8%25A8%25D9%258A+%25D8%25B3%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%2586.jpg
صفحة أخيرة
https://www.saf7a-a5era.com/2020/10/moaweya-1.html
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/2020/10/moaweya-1.html
true
4387532385212111926
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content