انهيار صناعة السينما في مصر ليس مُسْتغرَبا؛ خاصة مع الانهيارات التي طالت باقي قطاعات الدولة.. سأتحدث هنا عن واحد من الأسباب وليس جميعها.

دراماتيك | العمل للسينما.. والعمل من السينما!!

(بقلم / صفية عامر)

السينما

لستُ هُنا لرصد كل أسباب الانهيار في أحد أهم مصادر الدخل القومي

الانهيار مستمر

وَضْع السينما المصرية الحالي لا يُرضِي صانعيها ولا جمهورها.. لم يُطلَق على مصر "هوليوود الشرق" عبثا..

البلد الأولى في المنطقة التي قامت بها صناعة السينما، والتي كانت تسير جنبا إلى جنب بجوار السينما العالمية؛ وتنافس بقوة..

الصناعة التي ساهمت بشكل كبير في سيطرة اللهجة المصرية على العالم العربي أجمع؛ للأسف غاب وَهَجُها.

انهيار صناعة السينما في مصر ليس مُسْتغرَبا؛ خاصة مع الانهيارات التي طالت باقي قطاعات الدولة.. ولستُ هُنا لرصد كل أسباب الانهيار في أحد أهم مصادر الدخل القومي؛ لكن سأتحدث هنا عن واحد من الأسباب وليس جميعها.

الزمن الجميل

فنَّاني الزمن الجميل لم يكتفوا بانتظار النُصوص؛ ولكن كانت الأغلبية مُثَقَّفة تختار النص بنفسها، أو الرواية وتُقَدِّمها للمُنْتِج ليتولَّى الباقي، وفي حالة عدم حماس المُنْتِج؛ كان لا يتردد الفنان في إنتاجها بنفسه لنفسه.

ماجدة..

مديحة يُسري..

أنور وجدي..

نور الشريف - التوازُن بين التجاري والفني..

فريد شوقي - كتابة وأحيانا إنتاج..

 كان فناني الزمن الجميل أكثر إخلاصا للصناعة من نجومها الحاليين

في بعض الأحيان كانوا يلجأون للإنتاج لتأخر أدوار البطولة، ورغبة في إثبات الذات؛ بعيدا عن حِصار المُنتِجين لهم في منطقة واحدة خلف البطل أو البطلة.

محسن سرحان

يحيى شاهين

لم يتردد أي منهم كذلك في الإنتاج لزملائه..

أحمد رمزي – لا تُطفئ الشمس..

رشدي أباظة – حلَّاق السيدات..

أفيش فيلم لا تطفئ الشمس

كان فناني الزمن الجميل أكثر إخلاصا للصناعة من نجومها الحاليين..

ماجدة – الأفلام الدينية..

أنور وجدي – الاستعراضية..

فريد الأطرش..

شركات عبدالحليم حافظ – محمد عبدالوهاب – مجدي العمروسي - محمد فوزي..

جمهور المنزل غير جمهور دور العرض؛ وما تقبله السينما لا يجب أن يُتَقَبَّل في التليفزيون

في معظم الدُوَل هناك فصل بين نجوم التليفزيون والسينما؛ لتسير الصناعتين جنبا إلى جنب، وفي حالة انتقال أحد نجوم التليفزيون للسينما تنقطع العلاقة نهائيا بالأعمال التليفزيونية، أو ربما يَحِل كضيف شرف في أحد الحلقات (جورج كلوني مثالا)..

لكن بالنتيجة تنتهي العلاقة تماما.

صناعة السينما في أزمة

أما لدينا فكان العكس تماما؛ فبعد انحدار الصناعة عقد بعد عقد، هَجَم نجوم السينما على التليفزيون.

سعادة من المنتجين..

البيع..

عادل إمام - نجم سينمائي يقوم ببطولة مسلسلات تليفزيونية مؤخرا

فَرْض الشروط: اختيار الكاست المساعد، وأحيانا المخرج، إضافة مشاهد..

كانت النتيجة إحالة عدد لا بأس به من نجوم التليفزيون للتقاعد.

جمهور المنزل غير جمهور دور العرض؛ وما تقبله السينما لا يجب أن يُتَقَبَّل في التليفزيون..

أنت تقتحم المنازل بلا استئذان، فكان القائمين على الجهاز مسبقا أكثر فهما لنوع الجمهور المُستَهدَف، وكانوا حريصين على مراجعة ما يُقَدم على الشاشة من موضوعات، وعند إذاعة الأفلام كان يتم حذف مالا يليق من المشاهد.