يُعد الراحل "عمرو فهمي" رحمه الله من أبرز الوجوه الشابة التي كان لها عميق الأثر في حركات روابط مشجعي الأندية المعروفة بإسم "الأولتراس".
عمرو فهمي | القفز على الإرث الحر.
عمرو فهمي| القفز على الإرث الحر |
للموت قدسية وأراها تسمو فوق كل اختلاف أيّا كانت طبيعته، لا سيّما لو كان خلافاً رياضياً. إلَّا أنَّ أهل الإعلام الرياضي تراهم وقد تعاهدوا على كسر كل قيد أخلاقي ومهني في تناولاتهم للأمور الخلافية، وقصة اليوم مثال صارخ على ذلك.
اقرأ أيضاً: النسوية والأمراض النفسية والعقلية | السيكيولوجيا
سيرة موجزة
يُعد الراحل "عمرو
فهمي" رحمه الله من أبرز الوجوه الشابة التي كان لها عميق الأثر في حركات
روابط مشجعي الأندية المعروفة بإسم "الأولتراس". فهو أحد مؤسسي "أولتراس
أهلاوي" UA07 والتي صالت وجالت خلف النادي الأهلي محلياً وقارياً، وبالطبع لم يغب "عمرو
فهمي" عن غالبية هذه الترحالات.
بالإضافة
لتخصصه في مجال إدارة الأعمال بعد التخرج من الأكاديمية البحرية؛ فقد حصل "فهمي" على ماجستير الإدارة
الرياضية من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA واجتاز دبلومة الإدارة والتسويق في كرة القدم من الجهة ذاتها عام
2006.
استمرت رحلة "عمرو فهمي" لتنمية خبراته ودراساته في مجال الإدارة الرياضية ما بين إيطاليا وسويسرا وبريطانيا حتَّى نجح في عام 2007 وحتَّى عام 2015 في أن يُصبح مساعد مدير إدارة البطولات الدولية في الإتحاد الأفريقي لكرة القدم CAF.
تنوعت أعمال ومهام
"عمرو فهمي" ما بين البطولات الأفريقية والدولية وحتَّى الأولمبياد؛ حتَّى
أصبح السكرتير العام للإتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 2017.
رحل "عمرو فهمي" عن عالمنا في فبراير الماضي عن عمر يناهز 37 عامًا بعد معاناة مع مرض السرطان.
كسر الطوق
بعد تعيينه
سكرتيراً عامًا للإتحاد الأفريقي لكرة القدم، أُتيحَت الفرصة لـ"فهمي"
لأن يكون مطّلعاً على كواليس خفيّة في
أروقة الإتحاد الأفريقي؛ ما دفعه بعد سنتين فقط من توليّه المنصب إلى أن يقوم
بحملة شرسة ضد الفساد في الإتحاد الأفريقي وعلى رأسه "أحمد أحمد"!
تقدم "عمرو
فهمي" بعدة شكاوي إلى أكثر من جهة منها الإتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، أدت تلك الشكاوي إلى توقيف "أحمد أحمد"
في (فرنسا) العام الماضي وخضوعه للتحقيق، لكن الأمر أيضا أدى إلى إقالة "عمرو
فهمي" العام الماضي بسبب تلك الشكاوى!
أعلن بعدها "عمرو فهمي" ترشّحه لرئاسة الإتحاد الأفريقي في الإنتخابات المقبلة ضد "أحمد أحمد" الذي كان قد اعتزم نفس الأمر! وقد اختار "عمرو" لحملته شعار:" من أجل افريقيا وضد الفساد".
اقرأ أيضا: تحت راية الصعاليك | المقدمة
الإعلام الرياضي المصري.. صفر على الشمال.
على الرغم من
وضوح فساد "أحمد أحمد" داخل الإتحاد الأفريقي والذي لا يخفى على متابع،
و انظر إن أردت إلى ملابسات أخر نهائيين لدوري أبطال أفريقيا والأحداث الغريبة التي
اكتنفت كل مباراة لتدرك أن في الأمر شئ ما!
لكن الإعلام
الرياضي المصري قرر -كعادته- اختيار الرهان الخاسر.
بمجرد أن قرر "أحمد
أحمد" القدوم إلى (مصر)، حتَّى قرر الإعلام دعمه وتلميعه في حربه ضد المصري "عمرو
فهمي"! فتجد لقاءات صحفية وتلفزيونية لإلقاء الضوء على إنجازات الرجل! و تجد "هاني
أبو ريده" وأحلافه الإعلامية يتحدون من أجل دعم الرجل، فتارة "شوبير"
في برنامجه وتارة "أحمد حسام ميدو" الذي غرّد خصيصًا موجهًا التحية
والثناء للرجل! وتارة يخرج "أمير مرتضي منصور" المشرف العام على الفريق
الأول لكرة القدم بنادي الزمالك ليهاجم "عمرو فهمي"؛ مطالبا بإدخاله
السجن بدلا من الكاف! بل ووصل الأمر إلى أن تبنّى "مرتضى منصور" الدفاع
عن "أحمد أحمد" في القضايا المرفوعة ضده.
وأزيدك من البيت شعراً! فأحد الصحفيين الرياضيين (أ.ح) والمقربين من "هاني أبو ريده" والذي عَمل على تلميع "أحمد" والذي سيكون له ظهور مؤثر رفقة "إسلام الشاطر" على شاشة قناة النادي الأهلي بعد نهائي دوري الأبطال؛ تجاهل أي ذكر لعمرو فهمي وقت الأزمة أو حتَّى بعد صدور قرار توقيف "أحمد أحمد"! وهو الأمر المثير للأسى من صحفي يظن فيه الكثيرون تعصّبه للأهلي وحزنه من الظلم الذي تعرّض له النادي! لكن يبدو أن الحرص على صداقة "أبو ريده" أهم من التحلي بالمهنية.
احفظوا إرث عمرو.. لعمرو
هاني أبو ريدة |
منذ يومين
تقريباً، أصدرت الغرفة القضائية للجنة الأخلاقيات بالفيفا قرارا بتوقيف "أحمد
أحمد" رئيس الكاف الحالي عن ممارسة أي نشاط رياضي محلياً وقارياً ودولياً على
خلفية قضايا فساد وعرض وقبول هدايا وإساءة استخدام المنصب، وذلك بعد التحقيقات التي
بدأت العام الماضي بعد توقيف "أحمد أحمد" في يونيو 2019 في (باريس)
وخضوعه للتحقيقات بعد شكاوي "عمرو فهمي"!
منذ يومين وحتَّى
الآن، لم نسمع في إعلامنا أي بادرة احترام أو تقدير لجهود الراحل "عمرو فهمي"
والتي أدت لتجميد رأس الفساد في الكاف! مع مرور سريع على خبر الإيقاف والذي يبدو
أنَّ ذلك المرور السريع مراعاة لخاطر السيد "هاني أبو ريده".
بل والعجب كل
العجب أن تجد "خالد الغندور" الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يخرج فى
برنامج زملكاوي على قناة النادي مزيّفا التاريخ بشكل فجّ قائلا أنَّ "عمرو
فهمي" لم يبدأ الشكاوي ضد الإتحاد الأفريقي إلا بعد إقالته، ولم يضع "الغندور"
في حسبانه أنَّ كل الأخبار التي تناولت تلك الفترة موجودة ويمكن الرجوع إليها!
ولم يقف الأمر عن ذلك الحد، بل وصل الأمر بـ"أحمد حسام ميدو" أن يخرج في برنامجه "أوضة اللبس" الذي يذاع على قناة النهار ليقول بأن "عمرو فهمي" تواصل معه و أراد أن يضمّه إلى جبهته في حربه على الفساد ضد "أحمد أحمد"! في محاولة لتجميل الصورة والذي أرجو أن يجيب عن سؤالي: لماذا لم تنضم إلى "عمرو فهمي" فعلاً في صراعه مع الفساد بدلا من الثناء على الفاسد! وبدلاً من القفز على جهود "عمرو فهمي" والتي خاضها وحيداً حسبما صرّح السكرتير المالي السابق للإتحاد الأفريقي!
السلام لروح "عمرو
فهمي"، والخزي والعار لكل من يحاول سرقة جهده ميتا، بعدما طعنوه حيا!
COMMENTS