دكتور "جونسون" الذي اعتبر نفسه فردا فاعلا بالحرب الباردة؛ كان مستشارا لوكالة الاستخبارات المركزية لسنوات عديدة
مُترجَم | تشالمرز جونسون - الرجل الذي انتقد دور الولايات المتحدة في العالم
تشارلز جونسون |
(1)
"تشالمرز جونسون" هو أستاذ
الدراسات الآسيوية الذي أثار الجدل بمؤلفاته التي أكّد فيها المحاولات الحثيثة
للولايات المتحدة لتكوين إمبراطورية كونية وتتكبد في سبيل ذلك أثمان باهظة.. مات
في نوفمبر ٢٠١٠ بمنزله في كارديف عن عمر يناهز ٧٩ عاما.
سبب الوفاة حسبما صرَّحت زوجته شيلا هو التهاب المفاصل الريثاني.
(2)
دكتور "جونسون" الذي اعتبر
نفسه فردا فاعلا بالحرب الباردة؛ كان مستشارا لوكالة الاستخبارات المركزية لسنوات
عديدة، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي أصبح معنيَّا باستخدام الولايات المتحدة
المتسارع لهيمنتها العسكرية، وذلك لاكتساب المزيد من القوة على حساب الاقتصاد
العالمي.
في كتابه (الارتداد: نفقات وتبعات
الإمبراطورية الأمريكية) في عام ٢٠٠٠، تساءل "جونسون" عن سبب الإنفاق
العسكري الأمريكي المتزايد بعد انتهاء الحرب الباردة، وأشار إلى أنه وعبر أكثر من
٧٠٠ قاعدة استراتيجية حول العالم، قد سلكت سبيلها إلى خلق هيمنة كونية، وأبدى قلقه
حول تبعات ذلك الأمر على الديموقراطية الأمريكية.
لقد نقده هذا منهجا امتد به عبر ثلاث
كتب متتالية؛ (أحزان الإمبراطورية – ٢٠٠٤) و (انتقام – ٢٠٠٦) و (تفكيك
الإمبراطورية – ٢٠١٠)، وقد لخَّص هذه السلسلة فى كتابه (تفكيك الإمبراطورية).
قال "جونسون" أن كتابه (الارتداد)
لا يعني فقط رِدَّة فعل سلبية؛ بل أحيانا عنيفة ضد سياسة الولايات المتحدة، وكتب:
"إن ذلك يعني الانتقام بالمثل
للعديد من العمليات غير الشرعية التي تمت خارج البلاد وظلَّت طي الكتمان والسرية
بعيدا عن الرأي العام الأمريكي".
وكتب أيضا:
"وذلك يعني أنه عند وقوع هذا
الثأر، كما حدث بشكل صادم في أحداث سبتمبر ٢٠٠١، لم يكن الشعب الأمريكي قادرا على
فهم الأحداث في سياقها، لذلك اتجهوا إلى دعم التحركات المراد بها مهاجمة مرتكبي
هذا الحادث، وهو ما هيَّأ المناخ بشكل واسع لدائرة جديدة من انعكاس الآثار علينا"
وللحفاظ على هذه الإمبراطورية؛ قال "جونسون"
أن الولايات المتحدة ستقوم حتما بصبغ الديموقراطية الداخلية بالوهن والضعف.
(3)
وفي مراجعته لكتاب (أحزان الإمبراطورية)
في جريدة النيويورك تايمز؛ قال "رونالد أزموس" النائب المساعد في إدارة
بيل كلينتون أن هذا الكتاب "صرخة من أعماق رجل ذكي يخشى أن تكون المبادئ العُليا
للبلاد في خطر"، وأضاف أن ذلك "ينُم عن إحساس بهلاك وشيك عبر اعتقاد
راسخ بأن الولايات المتحدة قد أصبحت في حالة حرب أدبية تستنزف اقتصادنا وتُدَمِّر
حرياتنا الدستورية".
أشار
البروفيسور بجامعة كامبريدج "إ.ب. كيين" في إحدى مقابلاته؛ أن جونسون "لم
يكن ذو منهج ثابت في أعماله".
وأشار كيين "لو أن البيانات
التي كان يوردها أدت إلى حالة من عدم الارتياح لدى الناس، وهو واحد منهم؛ فإنه لم
يكن ليشعر بالخجل حيال ذلك".
وأضاف كيين أن الأمر لم يكن صائبا
حيال كتاب (الارتداد) فقط؛ بل أيضا دراساته حول الشيوعية الصينية ودور الحكومة
اليابانية في اقتصادها.
في كتابه (وزارة التجارة والصناعة
الدولية والمعجزة اليابانية) الصادر سنة ١٩٨٢؛ تحدَّى جونسون الاعتقاد السائد بكل
افتراضيته بأن اليابان كانت دولة رأسمالية تقدمية جمعت بين السياسة الصناعية
الحكومية وبين قوة السوق الحر.
لقد عارض بأفكاره أولئك الاقتصاديين
الذين أصرُّوا على أن النهضة الاقتصادية لليابان كانت قائمة في أغلبها على الأسوق
الحرة.. إن
النموذج الاقتصادي الذي شرحه جونسون، يمكن أن تراه الآن في كل من كوريا الجنوبية،
تايوان، سنغافورة والصين.. وأضاف كيين أيضا: "هكذا هو التناقض الصارخ بين أن
تكون الدولة التي تُعَد آخر القُوى الشيوعية الباقية، هي أيضا نموذج لأعظم نجاح
رأسمالي صاعد".
(4)
وُلد "تشالمرز جونسون" سنة
١٩٣١ مع طفلين؛ "كاثرين" و"دافيد جونسون".. بعد التخرج من
جامعة كاليفورنيا، بيركيلي سنة ١٩٥٣ بتخصص الاقتصاد، التحق ليؤدي الخدمة بالقوات
البحرية في الحرب الكورية؛ وقد كان ذلك بداية قصة افتتانه بقارة آسيا.
تقول زوجته:
" كانت زوارق الهجوم التي كان
يعمل عليها تُجري أعمال الصيانة باستمرار في يوكوهاما، ومن هنا بدأ دراسة اليابانية".
بعد الحصول علي درجة الماجيستير في
١٩٥٧ والدكتوراه في ١٩٦١، و كليهما من بيركيلي، انضم لكلية العلوم السياسية
بالجامعة، و ترأَّس المركز الصيني بالجامعة من ١٩٦٧ حتى ١٩٧٢ ثم أصبح رئيسا لقسم
العلوم السياسية منذ ١٩٧٦ حتى ١٩٨٠.
في ١٩٨٨ انتقل إلى جامعة كاليفورنيا،
سان دييجو للتدريس في مدرسة العلاقات الدولية ودراسات المحيط الهادئ، وتقاعد عام
١٩٩2.
عاش "جونسون" مع زوجته
السابقة "شيلا كانيبشيير" وأخته "باربرا جونسون".
اقرأ أيضا: ترجمات علمية | النظرية
COMMENTS