أبحث عن وجودي علَّ عيوني المسافرة.. تصدف فى كذبة طريق.. نصفي الآخر.. البعيد.
نصفي الآخر | بقلم حمزة مطر
نصفي الآخر |
ملاكي
ظالِمَتي رفقا.. لم أتقاعس
فتَّشت عن طَيْفكِ في كل الدروب أُلاحق
قطيرات الندى..
علَّني أجد ملامحكِ..
جُبْتُ بعيني كل أثر للجمال على وجه
الأرض.. أو حتى في السماء
وأنتِ ملاكي تأبين مغادرة مخدعكِ
السماوي..
وتُفَضِّلين صَرحَكِ العاجي
لستِ وحدكِ
ارتحلتُ على مراسي الهوى..
حاملاً قلبي المجنون أطارد الأفق
البعيد..
مُعتِّقاً لأجلكِ رعشات دفئي، ورشفات
عشق جَفَّت على ثغر أضناه اللهاث..
رشفات عشق لا يجريها إلا كأس من ريق
شفتيك..
عاهدتني في حلمي أن ترويني إياه؛ هكذا
عِشتُ خادماً للحب..
بلهفة مشتاق.. تحدوني لقدكِ المياس..
وأنفاس هي الترياق..
أعزف ألحان أحلام اللقاء..
أشدو فى زورق الأيام بعذب المعاني، كعصفور
حالم استهواه التنقل بين الأغصان..
علَّ عش يطيب لي فيه المقام.. فأترك
لك آثاري..
علَّكِ تتَّبعيها فأهدي لعينيكِ على
هاك غصن..
رموشُ أمل، وبذياك غصن أتدثَّر..
مُنتظراً وحيَك يُعَلِّمني.. كيف العشق يُطوِّق خاصرة
البراءة؟! وآخر أنقش عليه بريشات نبضي؟!
سمرائي..
لستِ وحدكِ ساكني..
كُلُّكِ يملؤني..
لو أنى فداكِ ما وفيتك ضئيلة هي
أحبكِ إن كانت لكِ..
على عهدي
بُحَّت نداءاتي أتوسَّلُ مجيئكِ..
وشمعة العمر احترقت على أرصفة الأمل..
بينما أرقُبُ أحلاما حُبلَى بنوركِ كل
مساء..
وأصحو على نهار عاصف..
وأشرعة ممزقة تُبحر في غياهب سؤال..
لِمَ أطيافكِ كدوائر ماء.. سرعان ما
تنبثق.. فسريعا تتلاشى؟!
فكلما أحسست اقترابكِ.. احترفتِ
الهرب..
وأُبقى على عهدي - مُلهمتي - في مِحراب
العِشق أتلو صلواتي..
وأبقى..
معكِ.
السفر
وتمُر السنون تنخر قامتي.. ووحدتي
رفيقي، والحبيب..
وآهاتى تُشكِّل ملامح عُزلة.. عَصَف
بها الشَيْب..
وظِلِّي الهارب يتباعد، ونعيق الغِربان
يزف للكون حفلة وفاتي..
فتعج ساحة روحي برقصات من زَيْف مشاعر.. على أنغام تحتضر.. سامَرت
أصداء صفعات كف الزمن على
وجه أيامي الثكالى..
ويسخر القدر ليُطيل السفر..
وينتهي الزاد..
وبعد لم أصِلْ..
ولازلتِ..
لَمْ تأْتِ..
حُلمي الوليد
فنويتُ الرحيل..
يُقاسِمُني بدربي خريف..
يعزف بناي الكآبة..
على أضرحة أحلامي الموؤودة؛ فتتَّشِح
السماء شفقاً..
بلون ذكريات ألم..
لأوردة ذبيحة..
فأغدو بِهَامةٍ كسيحة..
وأحاسيس جريحة..
ألملم من بين رفات الأمل بقايا حلم..
مات ولم ينم..
ونُذُر السماء تشي بعودة مغيب..
وآهات رحيلي تنعي فراشاتي الراحلة..
وحلمي الوليد يصرخ صمتاً..
آه يا ألم.. أين الأمل؟!
تواسيه دموعٌ مزَّقت كاهل الأيام..
على زائر ليل نوى الرحيل.. بعدما كنت وكان.
النصف الآخر
وآخر المطاف..
بؤس وحرمان..
وأخاديد من شرخ شموخ ولا زلت..
أبحث عن وجودي علَّ عيوني المسافرة..
تصدف فى كذبة طريق..
نصفي الآخر..
البعيد.
COMMENTS