عندما يكون هناك مريضٌ يستطيع هو أو مَن حوله توفير أموال وأساليب العلاج؛ تجد كل من حوله حزنهم صافٍ وهمُّهم الأكبر هو تعافيه
للحزن أيضًا
رفاهية | بقلم:
"منى فضل الله"
للحزن أيضا رفاهية |
نعم للحزن أيضًا رفاهية..
يتعرَّض الكل منَّا لأحداث محزنة، قليلون فقط من يستطيعون الاندماج في الحُزن
وأخْذ الوقت الكافي للخروج منه، والتعافي بصورة كاملة إلا من بعض الذكريات التي
تأتي بين الحين والآخر، والتي يتسبب بها الحنين.. أما الجزء الأكبر منا الذي يقع
على عاتقه مسئولية ما؛ لا يستطيع التعافي بسهولة ويستمر ألم الحزن معه فترة طويلة
وأحيانًا للقبر.
نعم للحزن أيضًا رفاهية..
عندما يكون هناك مريضٌ يستطيع هو أو مَن حوله توفير أموال وأساليب العلاج؛
تجد كل من حوله حزنهم صافٍ وهمُّهم الأكبر هو تعافيه.. على عكس مريض آخر لا يملك
هو ومن حوله أموال العلاج.. تجد أن المقربين منه همهم الأكبر السعي لتوفير طرق
العلاج بالإضافة إلى تعافيه حتى لا يتَّهمون أنفسهم بالتقصير في حق مريضهم.
نعم للحزن أيضًا رفاهية..
عندما تمتلك الأرملة مقوِّمات الحياة المستقرة؛ نجد أن الحزن لا غبار
يشوبه على الفقدان، على عكس من مات وترك من خلفه ذرية ضعفاء ودخل بسيط وأحيانًا
بلا دخل فتجد الزوجة تنعي حظها أكثر مما تنعى زوجها.
هناك مسئوليات
كثيرة تقع على عاتقنا؛ ولكنني استعنت بنموذجين دارجين في الحياة هما المرض
والوفاة، ولكن هناك نماذج أخرى للحزن، ونماذج أخرى من تَحَمُّل المسئولية في الأوقات
المُحزنة.. أحيانًا لا يرتبط حزن ما بتحمل مسئولية ما ولكننا نحملهم معًا.
نعم للحزن أيضًا رفاهية..
عندما نجد أنفسنا نتحمل المسئولية - أية مسئولية - بجانب الفقدان، وقتها
تغطى المسئولية على الفقدان وحينها يكاد التعافي أن يكون مستحيلا.
COMMENTS