بدأت قصة الأندلس بالقائد الفذ "طارق بن زياد" رحمه الله، وهو يعبر بجيشه المكوَّن من بضعة آلاف من المسلمين العرب والبربر رقيقي الحال
طليطلة وانفراط المسبحة | سقوط متكرر عبر الزمان
الفتح المبين
قصة قصيرة طويلة
حزينة عمرها ثمانية قرون، وعنوانها الاستهانة بالخصم والاستهتار بقوة الفكرة
وأصحابها..
بدأت قصة
الأندلس بالقائد الفذ "طارق بن زياد" رحمه الله، وهو يعبر بجيشه المكوَّن
من بضعة آلاف من المسلمين العرب والبربر رقيقي الحال، الذين لا يملكون من حطام
الدنيا سوى القليل من العتاد والكثير من الإيمان بعقيدتهم وفكرتهم، وبحملة عسكرية
أقرب للانتحار بمقاييس العسكرية حتى في ذلك الزمن..
حتى إن جيش
القوط المؤلف من عشرات الآلاف من المقاتلين الأشداء المُتَمَرِّسين بطبعهم (كما أثبتت
المواقع الحربية بعد ذلك)، وفي أول حملة لمواجهة المسلمين والعرب الفاتحين
استقبلوهم بعربات تحمل الكثير من الحبال كي يُقيِّدوهم
بها (استهانة بقوتهم وبقدرهم).. وما هي إلا سنوات معدودة وقد ركب المسلمون ظهور
جبال البرانس وهددوا فرنسا ومِن خلفها أوروبا كلها..
طليطلة وبداية السقوط
مرت عدة قرون
قبل أن يلجأ "ألفونسو السادس" إلى ملك طليطلة المسلم وأحد أشهر ملوك
الطوائف "يحيى بن ذي النون"، مُطارَدا من قومه.. يستضيفه "ابن ذي
النون" كلاجئ سياسي، فيعرف هذا المُطارَد العبقري مداخل طليطلة ومخارجها،
ويذهب لقومه ثم يعود على رأس جيش لجب، فيغزو طليطلة ويخرِّبها، وتبدأ المسبحة في
الانفراط..
يُطلق "ابن
العسّال" شاعر الأندلس نبوءته المُخيفة قبل زمن طويل من تلك النهاية المُفجعة
التي حلَّت بحاضرة الإسلام الأوروبية الأشهر والأعظم قائلا:
"الثَّوب ينسلُّ من
أطرافه".
وأنا أرى ثوبَ
الجزيرة مُنسلَّاً من الوسطِ.
اقرأ أيضا: عبد الله بن ياسين | نظرة على قيام دولة المرابطين العظيمة
COMMENTS