كنت أعتقد أن الكتابة عن الممثلة الراحلة رجاء حسين، ستكون سهلة عن واحدة من رائدات المسرح المصري
رجاء حسين وتراثنا المسرحي الضائع
بقلم: صفية عامر
رجاء حسين - فيلم العصفور ليوسف شاهين |
كنت أعتقد أن
الكتابة عن الممثلة الراحلة رجاء حسين، ستكون سهلة عن واحدة من رائدات المسرح
المصري، ولكن الشبكة العنكبوتية خذلتني، بحثت كثيرا ولم أجد إلا القليل تتناقله كل
المواقع الإخبارية أو الفنية المتخصصة عن بعضها البعض، وركز أغلبها على حياتها
الشخصية وزواجها من الممثل سيف عبد الرحمن، والطلاق بعد زواج دام لنصف قرن، ووفاة
ولدها كريم.
لم أجد توثيقا يشمل أعمالها وتاريخها سواء المسرحي، أو التليفزيوني، أو السينمائي.
الموضوع أكبر من
رجاء حسين، لأننا ومع الأسف ليس لدينا أرشيف لتاريخ الفن المصري، سواء مسرحي أو
سينمائي. فنحن لا نملك معلومة موثقة عن بداية فن المسرح في مصر، أو أسماء
المسرحيات التي أضاءت خشبته منذ بدأ، كل ما نملكه هو أسماء لرواد المسرح القديم
أمثال عزيزة أمير، فاطمة رشدي، على الكسار، جورج أبيض، الريحاني ويوسف وهبي وغيرهم.
فكرة تصوير
المسرحيات لم تكن واردة على الإطلاق، وعندما ظهرت السينما، اتجه إليها عمالقة
المسرح إليها، ذهب "علي الكسار" بشخصية "عثمان عبدالباسط"،
لكن غير مؤكد هل أفلامه اعتمدت على نصوص مسرحياته أم لا، كذلك أعاد يوسف وهبي
تقديم عدد من مسرحياته كأفلام مثل "أولاد الشوارع"، "بيومي
أفندي"، نفس الشئ مع تراث "نجيب
الريحاني" المسرحي، لكن حظنا منه كان وافرا، حيث أعيد تقديم مسرحياته على شكل
أفلام، قام ببطولتها "إسماعيل يس" ، "فريد شوقي" ، وكان لفؤاد
المهندس النصيب الأكبر، حيث أعاد تقديم العديد من مسرحياته لكن بأسماء مختلفة مثل
مثل مسرحية "البرنسيسة"، التي قدمها بإسم" سيدتي الجميلة"،
مسرحية "الجنيه المصري"، التي قدمها باسم "السكرتير الفني"،
هذا غير قيام "عادل خيري" ابن توأمه الفني "بديع خيري" بإعادة
تقديم بعض مسرحياته.. صحيح افتقدنا الريحاني نفسه، لكن تراثه موجود بشكل أو بآخر.
في ستينات القرن
الماضي بدأ مسرح التليفزيون، حيث تأسست 10 فرق مسرحية انضم إليها كبار النجوم هذا
الوقت، واستمر في تقديم عروضه بنجاح، قبل أن تطاله يد الإهمال وتخفيض ميزانيته،
المؤسف أن القليل منه هو ما تبقى، وما تم تصويره إما تعرض للتلف بسبب عدم الصيانة
والنقل إلى أشرطة حديثة، أو تم تسجيل برامج أخرى وكذلك جلسات مجلس الشعب!!
لدينا قمم
مسرحية قدمت أعمال قوية مثل "كرم مطاوع"، "محمود الحديني"،
"سعد أردش" وغيرهم، ذهبت هباء
في جريمة لم ولن يحاسب مرتكبها.
COMMENTS