في عالمٍ يملأه الخداع والكذب، لا ينفك يرمي كلٌّ الآخر بِتُهم، ويكيل له بالشتم والعداوة، ولكن ألم يسأل أحد نفسه هذا السؤال: لماذا وُجِدَت العداوة؟؟!
هل نخدع أنفسنا؟
(ميساء الخطيب)
في عالمٍ يملأه الخداع والكذب، لا ينفك يرمي
كلٌّ الآخر بِتُهم، ويكيل له بالشتم والعداوة، ولكن ألم يسأل أحد نفسه هذا السؤال:
لماذا وُجِدَت العداوة؟؟!
أعلم أنني بدأت
بموضوع الكذب، ومن ثَمَّ تساءلتُ عن العداوة..
ليست خطأ
إملائيًا، ولا هفوة، أو ترهات كاتب يريد أن يصف العالم بالكذب، وكأنه بمنأى عن
ذلك..
ولكن في واقع
الأمر، هناك ارتباط بين الكذب والعداوة، وأظن أن السبب هو النقائض المُجتمِعة؛ أي
أن الصفات العكسية تكون في دائرة مختلفة عن الصفة الأخرى، بمعنى أن يكون الحب
والصدق والوفاء والإخلاص في دائرة، بينما الدائرة المجاورة تحتوي على الصفات
النقيضة لها؛ مثل الكراهية أو العداوة والكذب والخيانة، وهاتان الدائرتان تحاولان
الاقتراب من بعضهما البعض، علّ واحدة منهما تطغى على الأخرى، تمامًا كما تفعل
الدول حينما تحاول السيطرة على دول أخرى.
والأمثلة عديدة لفكرة
التجاذب والتنافر في هذه الحياة، وذلك لأن السالب والموجب يتجاذبان بينما قوى
التنافر تحصل بين كل من الشحنات المتشابهة، كما تعلمنا في علوم الطبيعة، والتي لا
تنطبق على المغناطيس وحده، إنما الطبيعة ككل؛ ونحن جزءٌ من تلك الطبيعة.
قد نسلك قليلًا
الطريق ما بين العلوم والفلسفة، في ذلك المضمار، ولكن هذا هو الواقع، لا أريد أن
ابتعد عن الفكرة الرئيسية، أو أشتت تفكيركم، ولكن بعض الأمور في حياتنا تحتاج إلى
تفسير فنلجأ إلى العلوم لتُفسرها لنا، وقبل أن نصل للحقيقة نجد أنفسنا نبحث عن
المزيد والمزيد من الأسئلة، التي تدور في فلك ذلك الدماغ، الذي خلقه الله ليتفكرِ.
نعود للعداوة التي نشأت مع الإنسان والذي بدأها الشيطان بغيرته، فوسوس بها للإنسان، وسببها عادة ما يكون الغيرة، والغيرة منشأها هو الاعتقاد بالأفضلية على الآخرين وأنه أحق منهم بالنعم، من هنا يظهر الكذب وخداع النفس بأن تعيش في وهم من نسج الخيال، فكيف يعرف المرء أنه أحق من غيره بأي شيء؟ وكيف يظن أنه من يستحق النعم وينقم عمَّن كسبها؟ بل ويتهم غيره بأبشع الصفات، لكي تكتمل لديه النقاط السلبية المجتمعة بالدائرة السيئة، فمن يريد أن يخرج من هذه الدائرة عليه أن يتخلص من كل تلك النقاط كاملة، فهي لا تأتي فرادة بل تكون على هيئة (باكدج) متكامل، إما من الدائرة الأولى أو الثانية، أنت من تختار.
COMMENTS