قلوبنا عطشى للفرح، للنصر، للحرية، مهما كبرت أم صغرت الأسباب، نحتاج لتلك الجرعة الخفية، لتشعرنا بالسعادة كما لو كانت جرعة مخدرة..
عطش القلوب
(ميساء الخطيب)
منتخب المغرب |
سمِّها ما شئْت
عزيزي القارئ؛ ولكن ليس لها معنى غير ذلك..
قلوبنا عطشى
للفرح، للنصر، للحرية، مهما كبرت أم صغرت الأسباب، نحتاج لتلك الجرعة الخفية،
لتشعرنا بالسعادة كما لو كانت جرعة مخدرة..
نعم.. تخدرنا
تلك الكرة التي فاز بها فريقٌ عربي أيًّا كانت قوميته.
يأتي متحذلق
ليخبرنا أنهم لم يستعيدوا الأندلس، ولم يحرروا فلسطين.. نحن نعرف ذلك حق المعرفة،
ولكن من قال لك أنها شيء تافه، أن نرى العرب مجتمعين على الأفراح والأحزان، ألا
تذكر قصة ريّان؛ ذلك الصبي الذي سقط في البئر، إنه بئر خزينا، لأننا ظننا يومًا أن
للثعلب دينًا، اتبعنا رؤساء وحكّام وطواغيت، ونسينا أننا نتكلم بلسانٍ واحد
ومعظمنا له دينٌ واحد، وألمنا ومصابنا واحد، فلِمَ لا يكون فرحنا واحد؟!!!
نريد كلمةً
تجمعنا، ولا نريد حروب ونزاعات تفرقنا، نحن مجتمعون ولم تفرقنا سوى حدود سايكس
بيكو، وحكامها الإداريين، ألا لعنة الله على السياسة، كُتِبت ببلاد الغرب لتكون
سكينًا يذبحنا من الوريد إلى الوريد، ليقدمنا قربانًا للصهيوني الذي لا يشبع.
وعليه وجب تذكير
الأمة من المحيط إلى الخليج، لا تستمعوا لأصوات النشاز، أصوات الحمير، أبواق
الإعلام المسموم، وبعض من التافهين عبدة الغرب، يظنون أنفسهم عصافير تغرد في
المنصات الإلكترونية، وما هم إلا بعض من صراصير الليل -وإن ظلمت الصراصير- استمعوا
إلى صوت ضمائركم وإنسانيتكم، بالثبات على مواقف الحق، لا التلون على كل موجة، حيث
مال الهوى نميل، لا تكونوا كالإمعة فيسخروا منكم، بل وينالوا منكم مرادهم،
وينتصرون.
ابقوا كما أنتم
تفرحوا لفرح أخيكم وتحزنوا لمصابه، لقد عشنا زمنًا طويلًا من الانهزامات والحروب
والفواجع، والنكسات والخيبات والنكبات.
عطشى؟!
نعم عطشى.. تواقين لفرحة، وإن كانت على مباراة كرة قدم، نحن نعلم جيدًا ما هي إلا لعبة، ولكننا كما الأطفال الآن تفرحنا لعبة.
فالكم الفوز يا مغرب، فالكم الفوز يا عرب.
اقرأ أيضا
العاشقان.. تاريخ لعبة السلطة والجماهير | حكايات من دفتر الوطن
COMMENTS