هذه الفكرة تركز على التوازن الهش بين السعي للحفاظ على الاستقرار والتمسك بالقوى العسكرية، مقابل التطلع نحو أنظمة ديمقراطية تسمح بمشاركة المواطنين
كتاب جيوش تتحكّم ولا تحكُم: الاستقرار مقابل الديموقراطية (2)
الاستقرار مقابل الديموقراطية |
نتناول في هذه السلسلة الأفكار التي ألقى
الضوء عليها الباحث الأمريكي "ستيفن أ. كوك" في كتابه حول الأنظمة التى
تتسلط ولا تحكم فى مصر والجزائر وتركيا.
في الحلقة الأولى تناولنا موضوع النظام
العسكري والسلطة السياسية، وهنا سنتحدث عن الموضوع الثاني في الكتاب الشهير:
"Ruling but not Governing: The Military and Political Development in
Egypt, Algeria, and Turkey"،
الفكرة الثانية: الاستقرار مقابل الديمقراطية
هذه الفكرة تركز على التوازن الهش بين السعي للحفاظ على الاستقرار
والتمسك بالقوى العسكرية، مقابل التطلع نحو أنظمة ديمقراطية تسمح بمشاركة
المواطنين في صنع القرارات. بمعنى آخر، القوى العسكرية قد تدعي أن تحقيق الاستقرار
يعني أنها تقدم نفسها كحارس للأمن الوطني، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تجاوز
الحدود المطلوبة للحفاظ على النظام.
1 - الحفاظ على الاستقرار:
يروّج الجيش في العديد من الحالات لفكرة أنه يمكنه الحفاظ على
الاستقرار بفعالية أكبر من الحكومات المدنية، وذلك من خلال قوته العسكرية وقدرته
على القمع المحتمل للتمردات والاحتجاجات. يستند هذا الحجج إلى تجربة الجيش في
التصدي للتهديدات الأمنية.
2 - الحكم العسكري كوسيلة للحفاظ على الوحدة:
غلاف الكتاب |
يعتبر الجيش في بعض الحالات أنه يمكنه الحفاظ على وحدة الدولة
والمجتمع، خصوصًا في المجتمعات المتعددة القوميات أو التي تعاني من صراعات طائفية.
يُقدم الجيش نفسه كوسيط بين مختلف المجموعات لتجنب الاشتباكات والتمزق.
3 - التهديدات الداخلية والخارجية:
يعتبر القائمون على الجيش أن التهديدات الداخلية والخارجية يمكن أن
تبرر تواجدهم في السياسة. يُجادلون بأن الحكومات المدنية قد تكون غير كفؤة لمواجهة
تلك التهديدات وقد تحتاج إلى دعم وتوجيه من القوى العسكرية.
4 - التركيز على الاستقرار الاقتصادي:
5 - تبرير التدخل في الديمقراطية:
يعتبر القائمون على الجيش في بعض الحالات أن تقديم الديمقراطية قد
يؤدي إلى عدم الاستقرار والتخريب، حيث يمكن للتنافس السياسي الحاد أن يؤدي إلى
تمزيق النسيج الاجتماعي. يروّجون لفكرة أنهم يحمون المجتمع من
"الاضطرابات" من خلال الحفاظ على النظام القائم.
هذه الفكرة تسلط الضوء على الصراع الدائم بين الحاجة إلى الاستقرار وبين الحقوق الديمقراطية والحكم المشارك. الجوانب المختلفة لهذا التوازن تظهر كيف يمكن للقوى العسكرية أن تستخدم التهديدات المحتملة للأمن لتبرير التدخل في الحكم، مما قد يؤثر على تقدم الديمقراطية والمشاركة السياسية.
اقرأ أيضا
نهاية التاريخ والإنسان الأخير: تحليل لفوز النظام الديموقراطي، وتحديات ما بعد التاريخ
COMMENTS