في هذه السلسلة سنلقي نظرات متفرقة على كتاب ستيفن أ. كوك الصادر فى 2007 حول الأنظمة التى تتسلط ولا تحكم فى مصر والجزائر وتركيا
كتاب جيوش تتحكّم ولا تحكُم: النظام العسكري والسلطة السياسية (1)
جيوش تتحكم ولا تحكم |
في هذه السلسلة سنلقي نظرات متفرقة على كتاب ستيفن أ. كوك الصادر فى 2007 حول الأنظمة التى تتسلط ولا تحكم فى
مصر والجزائر وتركيا.
النظام العسكري والسلطة السياسية
القوات المسلحة في مصر والجزائر وتركيا لها تأثير كبير على السياسة
على الرغم من عدم توليها مباشرة للحكم.
تمتلك القوات المسلحة نفوذًا عسكريًا ومؤسساتيًا قويًا، وهي تتدخل في
صنع السياسة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل مثل تأمين الانتخابات والرقابة على
المؤسسات الحكومية. يعزى هذا التأثير جزئيًا إلى وجود ثقافة عسكرية تعزز الوحدة
والتضامن داخل الجيش وتسهم في تعزيز دورها في السياسة.
الاستقرار مقابل الديمقراطية
يسعى القادة العسكريون إلى تبرير دورهم في السياسة من خلال الاستقرار
والحفاظ على وحدة الدولة. في العديد من الحالات، ادّعى الجيش أن تحقيق الاستقرار
يتطلب قوة سياسية واستبعاد العناصر المعادية للحكومة. يمكن لهذه الجوانب أن تتعارض
مع تقدم الديمقراطية، حيث يمكن للقوى العسكرية أن تستخدم الحكم العسكري لإعاقة
تطور المؤسسات المدنية والحقوق الإنسانية.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية
غلاف الكتاب |
تشير الدراسة إلى أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن تزيد من
دور القوات المسلحة. عندما تواجه البلدان صعوبات اقتصادية مثل البطالة وارتفاع
أسعار المعيشة، يمكن للجيوش أن تتدخل للحفاظ على الاستقرار ومنع الاحتجاجات.
تستخدم أيضًا المؤسسات الاقتصادية لتحقيق مكاسب مالية والحفاظ على مصالحها.
التأثير الإقليمي والدولي
العوامل الإقليمية والدولية تلعب دورًا هامًا في تشكيل الديناميات
السياسية. القوى الكبرى قد تسعى للتأثير على السياسة في هذه البلدان من خلال دعم
القوى العسكرية أو المدنية. تستجيب القوى العسكرية أحيانًا للضغوط الدولية لتنفيذ
إصلاحات أو لتطبيق تغييرات في السياسة. قد تساهم التدخلات الإقليمية أيضًا في
تأجيج التوترات السياسية وزيادة دور الجيوش.
هذا الفهم الأعمق للفكر المرتبط بالقوى العسكرية والسلطة السياسية في
هذه البلدان يساعد في رسم صورة أوضح للتفاعلات المعقدة التي تؤثر على تطور النظم
السياسية والاقتصادية في هذه البلدان.
سأقدم تفاصيل أكثر عن الفكرة الأولى "النظام العسكري والسلطة
السياسية":
القوات المسلحة في مصر والجزائر وتركيا لها تأثير كبير على السياسة
دون أن تتولى مباشرة الحكم. يمتلك الجيش نفوذًا كبيرًا لأنه يمثل مؤسسة قوية
وتنظيمية ذات هيكلية محكمة، وهو يتدخل بشكل مباشر في صنع السياسة وتوجيه القرارات.
هناك عدة جوانب تتعلق بهذه الفكرة:
1 - التأثير على القرارات الحكومية:
يتدخل الجيش في عملية صنع القرار الحكومي من خلال التأثير على
السياسات الرئيسية واتخاذ القرارات الحساسة. قد يكون ذلك عبر تقديم توصيات للقيادة
السياسية أو عبر تأمين موافقة الجيش على قرارات مهمة.
2 - التدخل في السياسة الداخلية:
يساهم الجيش في التحكم في السياسة الداخلية من خلال التأثير على
الانتخابات والترشيحات والتشريعات. يمكن أن يكون لديه تأثير كبير في اختيار
الزعماء السياسيين أو حتى في تقديم المشورة لهم بشأن قراراتهم.
3 - التواجد في المؤسسات الحكومية:
يمكن للقوات المسلحة أن تتواجد في مؤسسات الدولة والحكومة، سواء عبر
تعيين ضباط في مناصب حكومية أو عبر المشاركة المباشرة في أعمال الإدارة والرقابة.
4 - الثقافة العسكرية والوحدة:
يلعب الجيش دورًا كبيرًا في تشكيل الثقافة الوطنية والوحدة. عندما
يشعر الشعب بأن القوات المسلحة هي مؤسسة تحمي الأمن والسيادة الوطنية، قد يكون
لديها مزيد من التأثير في الشؤون السياسية.
5 - التحكم في الإعلام والاتصالات:
يمكن للقوات المسلحة أن تستخدم وسائل الإعلام والاتصالات لتشكيل الرأي
العام وتأثيره على السياسة. قد تقوم بنشر معلومات
معينة أو تشجيع توجهات معينة لدعم أجندتها.
باختصار، الفكرة الأولى تسلط الضوء على كيفية أن القوات المسلحة في تلك البلدان تحتفظ بتأثير هام على السياسة والحكم، وذلك من خلال تفاعلات معقدة مع مؤسسات الحكومة والمجتمع المدني والإعلام.
اقرأ أيضا
صناعة الأعداء والحروب الكبرى: كيف تم تصعيد هتلر إلى السلطة؟!
COMMENTS