العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني

SHARE:

برعت العصابات اليهودية عبر التاريخ في التحرك تحت جنح الظلام لتدبير المكائد وتنفيذها، وإشعال الفتن ضمن المجتمعات التي تعيش بين ظهرانيها

العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني

الدكتور جبر الهلّول

العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني
صورة أرشيفية لأفراد من عصابة هاشومير الصهيونية - العصابات الصهيونية


لقد برعت العصابات اليهودية عبر التاريخ في التحرك تحت جنح الظلام لتدبير المكائد وتنفيذها، وإشعال الفتن ضمن المجتمعات التي تعيش بين ظهرانيها، وحققت نجاحات كبيرة في هذا الأسلوب، بالإضافة إلى ذلك، كانت ترتد عليها عواقب وخيمة عندما كان يكشف أمرها. وقد تبنت الحركة الصهيونية الأسلوب نفسه منذ وطئت أقدامها أرض فلسطين، حيث لم تجد غير أسلوب العصابات لاختراق النسيج المجتمعي للمنطقة وزرع المشروع الصهيوني فيها.

صورة موقع ColoniaEG

العصابات الصهيونية في فلسطين

من المعلوم أن العصابات الصهيونية التي تشكلت في تلك الفترة عبارة عن عصابات متفرقة في الحركة متحدة في الهدف الذي رسمته الحركة الصهيونية والذي يتمثل بإقامة "دولة لليهود" على "أرض إسرائيل التاريخية". ومما لاشك فيه أن القرار الذي عبر عنه "هرتسل" مؤسس المشروع الصهيوني بشأن إقامة دولة اليهود في فلسطين، وإخراج أهلها وطردهم عن طريق ممارسة العنف والإرهاب شكل القاعدة التي بني عليها العمل العسكري الصهيوني الذي التزمت به عصابات الحركات الصهيونية. ومن المعلوم من خلال كتابات الصهيونيين أن العقيدة الصهيونية العسكرية بنيت على الإيمان بالقوة إيمانًا مطلقًا، وعلى تسويغ وتبرير استخدام أي وسيلة لبلوغ الهدف الذي تكونت لأجله، وقد بات القتل والإبادة والتخريب والطرد والنفي والاستيلاء على الأرض في فلسطين ولسكانها العرب من وقائع الحياة اليومية العادية الذي مارسته تلك العصابات الصهيونية في تلك المرحلة ثم انتقلت المنهجية بعد إعلان قيام "دولة إسرائيل" إلى الجيش الإسرائيلي" الذي انصهرت فيه تلك التنظيمات. ([1])

فالحركة الصهيونية عملت منذ بداية تحركها العملي على أرض فلسطين على تشكيل العصابات الصهيونية وإخراج العمل الإرهابي الصهيوني من نطاقه الفردي إلى نطاقه الجماعي والعمل المنظم والمنسق، ومن ثم اتساع مهامه ورقعة انتشاره من العمل على حراسة المستعمرات والدفاع عنها إلى الهجوم وممارسة العنف والإرهاب ضد سكان فلسطين العرب وممتلكاتهم والعمل على الاستيلاء على أكبر مساحة من أرضهم من أجل بناء مستعمرات جديدة للمهاجرين اليهود الجدد. وقد «تجلى ذلك في تأسيس عصابة "هاشومير"(الحارس) عام (1907)، وكان هدفها الرئيس الدفاع عن المستعمرات اليهودية في فلسطين، وكان شعارها: "لقد سقطت يهوذا بالدم والنار وستنهض بالطريقة نفسها".

وخلال الفترة بين (1918-1920) شكلت "المنظمة الصهيونية العالمية" عصابة عسكرية هي "الهاجاناه" على أنقاض "هاشومير"، وأخذت "الهاجاناه" على عاتقها مهمة ممارسة الإرهاب ضد العرب، وأصبحت الذراع العسكرية للوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية، وحين انشق "جابوتنسكي" عن المنظمة الصهيونية، قام بتشكيل عصابة "بيتار" سنة (1935) التي عرفت فيما بعد باسم "الأرغون" وكان يرأسها "مناحيم بيغن"، ثم عصابة "شتيرن" التي انشقت عن الأرغون" عام (1939). لقد سعت هذه العصابات منذ البداية لتشكيل المقاتل الإرهابي الذي لا خيار...وقد مارست تلك العصابات الصهيونية: "الأرغون، الهاجاناه، شتيرن، البالماح" شتى أنواع الإرهاب المنظم ضد السكان العرب، خاصة بعد الحصول على موافقة القيادة البريطانية على تشكيل الفرق الليلية الصهيونية التي كان هدفها هجوميًا لا دفاعيًا، فقد قال "دايان": «إن الهاجاناه والبالماح كانتا تشنان الغارات الليلية خلال عام (1948) وكان أفرادها يضعون المتفجرات حول البيوت ويرشون الأبواب والنوافذ بالبنزين، وما إن يبدأ إطلاق النار ويبدأ "الديناميت بالانفجار حتى يحترق السكان وهم نائمون»([2]).

صورة موقع ColoniaEG

فالعصابات الصهيونية العسكرية اتبعت منهجية العصابات المنظمة في عمليات القتل والتخريب وممارسة كل أنواع العنف والإرهاب ضد أهل فلسطين من العرب، وعملت على إثبات وجودها والبرهنة على سيطرتها من خلال سعيها الدؤوب إلى امتلاك القوة العسكرية واستخدامها بشكل مباشر في حياتهم اليومية. ولعل سجل عملياتهم الإرهابية الذي يصعب حصره يمكن أن يوضح دور هذه العصابات في بناء المشروع الصهيوني. وكان من أشهر تلك العصابات عصابة "الهاجاناه" (الدفاع الذاتي)، وهي اسم مختصر لعصابة عسكرية صهيونية سرية، أسست عام (1921) «...نتيجة تعرض المستعمرات والتجمعات الصهيونية في فلسطين للهجمات العربية، وتزايد الإحساس لدى مختلف الفئات والأحزاب اليهودية والصهيونية بضرورة إيجاد منظمة موحدة للدفاع عن "اليشوف" تتولى شؤون الدفاع..عن كافة المستوطنين اليهود في فلسطين بحيث تخضع لقيادة واحدة ولتدريب واحد»([3]).

وكانت عصابة "الهاجاناه" بالرغم من طابعها السري الحركي والتنظيمي وارتباطها بنقابة العمال العامة "الهستدروت"، فإنها فتحت المجال أمام كل يهودي يريد الانضمام إليها. وبخاصة أنها كانت بشكلها العام منظمة متطوعين يتدرب أعضاؤها الشباب بين الحين والآخر أثناء الليل وأيام السبت، بحيث يكونون مستعدين للقيام بأي عمل يطلب منهم. ولم يبرز دور عصابة "الهاجاناه" إلا بعد أحداث عام (1929)، وإن كان ذكرها كان موجودًا على لسان كل فلسطيني منذ عام (1921) الذي ظهرت فيه في القدس واكتشاف أمر تسلحها عن طريق تهريب السلاح إليها من بيروت. فالفترة التي سبقت أحداث عام (1929) كانت فترة استعداد للمرحلة المقبلة، في الوقت الذي كانت غالبية القيادة الصهيونية تعتمد على حلفائها البريطانيين وتحتمي تحت عباءتهم لتحقيق المشروع الصهيوني. ([4]) 

العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني
العصابات الصهيونية - النكبة


إن الأحداث التي بدأت في (24) أيلول عام (1929) والتي أطلق عليها اسم "ثورة البراق" نسبة إلى "حائط البراق" الذي تصدى سكان فلسطين من المسلمين للدفاع عنه في وجه محاولة مئات من اليهود السيطرة عليه والتظاهر بقربه بدعم وحماية "الهاجاناه". وهكذا انطلقت المواجهة من القدس لتنتشر في العديد من مدن فلسطين، حيث قتل ما يزيد عن (130) من اليهود وجرح (339) منهم، واستشهاد (116) فلسطيني وجرح (232). وقد كانت تلك الأحداث وفق التصور الصهيوني اعتداء مدبر تتحمل مسؤوليته حكومة الانتداب البريطاني، وأن "الهاجاناه" لم تكن قادرة على التصدي لتلك الهجمات المدبرة، إلا أنها قامت بدور حاسم في الدفاع عن الاستيطان وصد المهاجمين العرب. ([5])

 لقد استغلت الهاجاناه تلك الأحداث التي كان له نصيب أكبر في افتعالها في القيام بالمزيد من العمليات الإرهابية في القدس وحيفا ويافا والخليل، وقاموا بسلب الأمتعة والممتلكات واعتدوا على القرى ووسائل المواصلات، بدعم ومساندة البريطانيين العسكرية وغض الطرف عنهم. ([6])

صورة موقع ColoniaEG

كما إن الهاجاناه قامت بدور بارز في مواجهة الثورة الفلسطينية الكبرى التي امتدت من (1936-1939)، حيث عملت في عام (1936) على إيقاف هروب اليهود من الأحياء المجاورة للأحياء العربية، كما أعطت قيادتها الأوامر على إلقاء القنابل اليدوية على بعض البيوت العربية في يافا، ومهاجمة بعض القرى العربية، مما أدى إلى مقتل وجرح الكثير من العرب فيها. أما في العام (1937) بدأ يزداد عدد اليهود المنضمين إليها، وبدأ الاهتمام بتنظيم الهاجاناه عسكريًا وتوسيع حركتها ميدانيًا، وتأمين الأموال عن طريق جباية التبرعات من السكان اليهود. ([7])

 إن منظمة "الهاجاناه" خلال الثورة الفلسطينية (1936-1939) تعاونت تعاونًا كبيرًا مع قوات الاحتلال البريطاني، وبرز التعاون بخاصة مع تعيين "تشارلز وينجيت" ضابط للمخابرات البريطانية في فلسطين عام (1936)، حيث أشرف على تكوين الفرق الليلية الخاصة والسرايا المتحركة التابعة وتنسيق الأنشطة بين المخابرات البريطانية وقسم المخابرات بالهاجاناه والمعروف باسم "الشاي" وفي الوقت نفسه، تعاونت القوات البريطانية والهاجاناه في تشكيل شرطة حراسة المستوطنات اليهودية و"النوطريم"، وكان معظم أفرادها من أعضاء الهاجاناه.  

ووقفت الهاجاناه إلى جانب بريطانيا والحلفاء وانضم كثير من أعضائها إلى اللواء اليهودي للقتال في صفوف  القوات البريطانية، وتصدت بشدة للجماعات الصهيونية الأخرى التي طالبت آنذاك بالانضمام إلى النازي في مقدمتها منظمة "ليحي"، بل أمدت السلطات البريطانية بما تحتاجه من معلومات لتعقب عناصر تلك المنظمة واعتقالها، وفي المقابل ساعدت بريطانيا في إنشاء وتدريب القوة الضاربة للهاجاناه المسماة "البالماح".

وقبل إعلان قيام دولة إسرائيل، كان عدد أعضاء الهاجاناه يبلغ نحو (36000) بالإضافة إلى (3000) من البالماح، كما اكتمل بناؤها التنظيمي، الأمر الذي سهل عملية تحويلها إلى جيش موحد ومحترف للدولة الصهيونية، حيث أصدر "بن جوريون" في (31) أيار عام (1948) قرارًا بحل الإطار التنظيمي للهاجاناه وتحويلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.

أما بالنسبة إلى عصابة "إيتسل" أو "الأرغون" الصهيونية فقد تأسست في فلسطين عام (1937) من اتحاد أعضاء انشقوا عن "الهاجاناه" وأعضاء من حركة "بيتار" التي أسسها "جابوتنسكي". وقد تبنت هذه العصابة أفكاره فيما يتعلق بضرورة القوة اليهودية المسلحة لإقامة الدولة اليهودية، ومن حق كل يهودي دخول فلسطين والاستيطان فيها. ورفعت عصابة "إتسل" شعارًا كان عبارة عن يد تمسك بندقية، وقد كتب تحتها "هكذا فقط".

نفذ عناصر عصابة "إتسل" سلسلة من النشاطات ضد العرب في أماكن مختلفة من فلسطين، وبعد صدور "الكتاب الأبيض" الذي نص على تشديد مراقبة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتقيديها زادت عصابة "إتسل من نشاطها، وبخاصة ضد حكومة الانتداب البريطاني، وعملت على تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين بشكل أوسع، لكن بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية ومع دخول بريطانيا الحرب ضد النازيين أوقفت عصابة "إتسل" ممارساتها ضدها. إلا أن الصدام سرعان ما تكرر من جديد عقب انتهاء الحرب،حيث تزايد التنسيق بين "إتسل" والهاجاناه" "وليحي" لضرب المنشآت البريطانية في فلسطين ضمن ما أطلق عليه "حركة المقاومة العبرية".

وكان للعمليات الإرهابية التي قامت بها "إتسل" ضد المزارعين الفلسطينيين دور كبير في إرغام بعض هؤلاء المزارعين على مغادرة البلاد، كما لجأت المنظمة إلى هجوم على السيارات العربية المدنية، ونفذت بالتعاون مع "ليحي" وتأييد "الهاجاناه" مذبحة دير ياسين الشهيرة في (9 نيسان عام1948)، وقد أعلنت عصابة "إتسل" عن سياستها تجاه العرب بقولها: «لقد أبلغنا العرب أنه ليست لنا الرغبة في محاربتهم أو إلحاق الأذى بهم، وإننا حريصون على أن نراهم مواطنين مسالمين في الدولة اليهودية...ولكن إذا وقفوا في طريقنا وعارضوا، ولو جزئيًا، تحقيق أهدافنا، فإننا سنواجههم بكل ما عندنا من بطش وقوة»([8]). وبعد إعلان قيام إسرائيل عام (1948) اندمجت عصابة "إتسل" مع عصابة "الهاجاناه" ومن ثم بقوات "جيش الدفاع الإسرائيلي".

أما بالنسبة إلى عصابة "ليحي" أو "شتيرن" التي  أسسها "أبراهام شتيرن"عام (1940) بعد انشقاقه مع بعض أنصاره عن عصابة "إتسل"، وقد أطلقوا على أنفسهم في البداية اسم "ليحي" أي "المحاربون من أجل حرية إسرائيل"، ثم تغير اسمها إلى اسم "شتيرن" نسبة إلى مؤسسها، وذلك بعد مقتله على يد القوات البريطانية في فلسطين.

وقد نفذت عصابة "ليحي" بعض العمليات التخريبية ضد المنشآت البريطانية، بالإضافة إلى عمليات السلب، كما حدث عملية السطو على البنك البريطاني الفلسطيني في أيلول (1940) ووصل هذا النشاط إلى ذروته باغتيال اللورد "موين" المفوض البريطاني بالقاهرة في عام (1942)، وقد أدى هذا إلى صدامات بين "ليحي" و"إتسل" من ناحية، وبين "الهاجاناه" من ناحية أخرى التي تعاونت مع السلطات البريطانية في مطاردة أعضاء "ليحي" واعتقالهم.

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، شاركت "ليحي" مع كل من "الهاجاناه" وإتسل في العمليات المضادة للسلطات البريطانية ضمن ما يسمى "حركة المقاومة العبرية"، واستمر نشاط "ليحي" حتى بعد توقف الحركة عام (1946)، كما شاركت في الهجوم على القرى والممتلكات العربية، ونفذت مع "إتسل" مذبحة "دير ياسين" في نيسان عام (1948).

وقد كانت تتلخص مبادئ "ليحي" في أن: «اليهود هم شعب الله المختار، ووطنهم هو أرض إسرائيل بحدودها التاريخية المنصوص عليها في التوراة... من نهر مصر حتى النهر الكبير نهر الفرات...وحقوقهم في ذلك الوطن مطلقة، إذ أنها لم تنته ولا يمكن أن تنتهي إلى الأبد، أما أهداف المنظمة، فهي تجديد السيادة اليهودية على الوطن المحرر، وإقامة مملكة إسرائيل الثالثة، وجمع شتات اليهود بأسرهم فيها. وذلك بعد أن يتم حل مشكلة "السكان" الأجانب بوساطة تبادل السكان» ([9]).

صورة موقع ColoniaEG

ومع إعلان قيام إسرائيل حلت "ليحي" مع غيرها من العصابات العسكرية وأدمجت في "جيش الدفاع الإسرائيلي.

أما بالنسبة إلى البالماح التي هي اختصار للعبارة العبرية "بلوجوت ما حتس" التي تعني "سرايا الصاعقة، كانت تشكل القوات الضاربة "للهاجاناه" التي شكلت عام (1941) لتعمل كوحدات متقدمة وقادرة على القيام بالمهام الخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك بالإضافة إلى إمداد "الهاجاناه" باحتياطي دائم من المقاتلين المدربين جيدًا.

وقد اتصف أفراد هذه عصابة بدرجة عالية من التثقيف السياسي الذي يركز على مبادئ الصهيونية، كما تلقوا تدريبًا مناسبًا في مجالات الطيران والبحرية واستخدام الرادار وأعمال المخابرات. وقد شكلت البالماح عدة وحدات لتقسيم العمل داخلها، ومن أبرز تلك الوحدات: "دائرة الجوالين" التي تولت بالتعاون مع مصلحة المعلومات إعداد ملفات تتضمن معلومات تفصيلية عن القرى الفلسطينية، و"الدائرة الغربية" التي شاركت في الحملة البريطانية في سوريا ولبنان، و"الدائرة البلقانية" التي تكونت من بعض اليهود المهاجرين من دول البلقان للقيام بأعمال التجسس داخل هذه البلدان، و"الدائرة الألمانية" التي ضمت عددًا كبيرًا من اليهود الذين تم تدريبهم ليكتسبوا النمط الألماني في السلوك بالإضافة إلى إجادة اللغة الألمانية، وذلك للتسلل إلى معسكرات الألمان من أجل الحصول منهم على معلومات. ومن أهم وحدات "البالماح" "وحدة المستعربين" التي ضمت عناصر تجيد اللغة العربية ولديها إلمام بالعادات والتقاليد العربية، وذلك للتغلغل في أوساط الفلسطينيين والحصول على معلومات تتصل بأوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقيام بعمليات اغتيال منظمة ضدهم.

شاركت عصابة "البالماح" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بالتعاون مع عصابة "إتسل" وعصابة "ليحي" في أعمال عسكرية منظمة ضد القوات البريطانية. وفي عام (1948)، كانت "البالماح" القوة الرئيسة التي تصدت للجيوش العربية في الجليل الأعلى والنقب وسيناء والقدس. وعقب إعلان قيام إسرائيل قام "بن جوريون" بحلها وضمها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي حيث شكلت قوامه الأساسي، وظهر منها أبرز القادة العسكريين الإسرائيليين أمثال "إيجال آلون" و"إسحاق رابين" و"موشي دايان".

العصابات الصهيونية خارج فلسطين

إن نشاط العصابات الصهيونية امتد إلى خارج فلسطين لأن المشروع الصهيوني لا يتوقف عند السيطرة والاستيلاء على فلسطين وحسب، وإنما استهدف مناطق أخرى واسعة تضمن له التوسع والحركة والموارد التي يحتاج إليها. وإذا كان التغيير السكاني لفلسطين الهدف الرئيس للعصابات الصهيونية من خلال تهجير الفلسطينيين وتحقيق غالبية يهودية تمكن إقامة كيان يهودي، فإن عمل العصابات الصهيونية الذي امتد خارج فلسطين كان الهدف الرئيس منه ترسيخ المشروع الصهيوني في المنطقة عن طريق العمل المباشر وعن طريق زرع الفرقة والاختلافات الداخلية في البلدان لاسيما المجاورة لفلسطين. فقد ضربت تلك العصابات في تونس، واغتالت شخصيات فلسطينية بارزة فيها، كذلك تحركت بشكل واسع في لبنان لفترة طويلة من الزمن، حيث مارست الاغتيال المنظم، وارتكبت المجازر الجماعية كمجزرة "صبرا وشاتيلا"، مستغلة الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين اللبنانيين.

العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني
العصابات الصهيونية - الهاجاناه


 وإذا ذكرنا لمحة موجزة عن تاريخ العصابات الصهيونية التي انصهرت فيما بعد في الجيش الذي اتخذ على عاتقه ممارسة الدور نفسه في داخل فلسطين وخارجها، حيث عمل العصابات جزء أساسي من استراتيجيته في الحركة على الأرض، لاسيما خارج فلسطين، وبخاصة في تلك الأماكن التي تعاني عدم الاستقرار والمشكلات الداخلية نتيجة الاحتلال والتدخلات الخارجية فيه كالعراق الذي يبدو أرضًا خصبة للعصابات الصهيونية. فقد ذكر روجيه جارودي في كتابه (محاكمة الصهيونية الإسرائيلية) خطة إسرائيلية نشرت في نشرة كيفونيم (توجهات) التي تصدر في القدس عن المنظمة اليهودية العالمية وذلك في العدد (14)، شباط 1982. تحت عنوان:"خطط إسرائيل الاستراتيجية، حيث تطالب بتفتيت كل الدول المجاورة لإسرائيل، من النيل إلى الفرات. وفيما يلي الفقرات المهمة من هذه الخطة نقلاً عن كتاب جارودي:«… وبالرغم مما يبدو في الظاهر، فإن المشكلات في الجبهة الغربية أقل من مثيلتها في الجبهة الشرقية. وتعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات. بمثابة نموذج لما سيحدث في العالم العربي بأسره. وينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على أساس عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد، والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هي تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين.

فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضة للتفكك، مما قد يؤدي إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، بالإضافة إلى كيان درزي قد ينشأ في الجولان الخاضعة لنا، وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة، ولن يكون ذلك على أية حال إلا إذا انضمت إليه منطقة حوران وشمالي الأردن. ويمكن لمثل هذه الدولة، على المدى البعيد، أن تكون ضماناً للسلام والأمن في المنطقة. وتحقيق هذا الهدف في متناول يدنا. أما العراق، ذلك البلد الغني بموارده النفطية والذي تتنازعه الصراعات الداخلية، فهو على خط المواجهة مع إسرائيل. ويعد تفكيكه أمراً مهماً. بالنسبة لإسرائيل، بل إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا، لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل»([10]).

صورة موقع ColoniaEG

ولنا أن نتساءل الآن ماذا طبق من هذه الخطة وهل يمكن تطبيقها كلياً أم جزئيًا؟ وبخاصة أن ما يجري في العراق الذي أعطته الخطة الإسرائيلية الأولوية قد بات أقرب ما يكون متطابقًا مع ما رسم له فيها!.

فالعراق بلد احتل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لإسرائيل لابد أن يحسب لها نصيبها فيه، ولا بد لها من مشاركة فعلية تخدم مصالحها وأهدافها الاستعمارية على المدى البعيد، وبخاصة أن أرض العراق لها في الذاكرة اليهودية موقع لا يمكن نسيانه فهي أرض السبي وفيها كتب التوراة وكثير من أسفارهم الدينية وبها خط تلمودهم الذي يعبر عن شخصيتهم الدموية في علاقتها مع الآخر. فالحقد اليهودي قد تجذر في عقولهم وقلوبهم من أرض العراق، ولابد أن روح الانتقام المعششة في كينونتهم تتحين الفرصة للتعبير عن ذلك.

ولعل نظرة فاحصة في الواقع العراقي منذ احتلاله من قبل القوات الأمريكية 2003 وإلى غاية اليوم حيث القتل اليومي الذي يطال عراقيين مدنيين، بهدف إشعال فتنة داخلية مذهبية عرقية طائفية تهدد أرض العراق بالتقسيم، تذكرنا بالمرحلة التي سبقت تقسيم فلسطين عام 1947، حيث عملت العصابات الصهيونية على ارتكاب أفظع المجازر الجماعية والوحشية بحق الفلسطينيين، من أجل تغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين لصالح اليهود ومشروعهم الاستعماري فيها. وإذا كان عمل العصابات الصهيونية قد نجح في فلسطين، فإنه يبدو أن هناك عملًا مشابهًا يجري في العراق قد يؤدي إلى التقسيم الذي يخدم المشروع الصهيوني في مجالات عدة. وكما قال الدكتور "كمال رشيد" في مقال له تحت عنوان (يهود في العراق) نشر في صحيفة "الدستور" الأردنية: ما كان يمكن للساحة العراقية أن تخلو من اليهود أو الإسرائيليين ذلك لأن الإسرائيليين أو اليهود أصحاب سوابق في هذا المجال.

  بلاد فيها انقسامات وخلافات ومقاومة وثارات، بلاد فيها قتال واحتلال وفلتان أمني ونهب وسلب، واختلاط أوراق، فهي إذن تربة خصيبة للعبث والإفساد والتخريب، وفي مثل هذه الظروف تنشط العصابات الصهيونية.

بلاد كانت ذات يوم صاحبة قوة تهدد، وتشكل خطرًا على إسرائيل، وهي جوار لبلد يهدد إسرائيل، كما تزعم الأخيرة، إذن فهذه فرصة ذهبية لليهود للانتقام وكسر الجناح.

بلد كهذا لا يمكن أن يتركه الإسرائيليون من غير إن يشاركوا في إفساده وتخريبه وإشعال الفتنة فيه، وقتل من يمكن قتله من أهله. ولعل القتل المنظم لعلماء عراقيين في مجالات علمية متخصصة يضع علامة استفهام عن المستفيد من وراء ذلك، وبخاصة أن للإسرائيليين سوابق موثقة في قتل العديد من العلماء وعلى رأسهم العالم النووي العراقي "يحي المشد".

وإذا كان الوضع العراقي لم يسمح بتوثيق المعلومات عن دور العصابات الصهيونية، إلا أن الكثير من المؤشرات تشير إلى ذلك. كما إن الصحف الإسرائيلية عملت على كشف الدور الإسرائيلي في العراق، حيث نشرت صحيفة "معاريف" تحت عنوان "قواتنا في العراق" بقلم الكاتب الإسرائيلي "بوعز غاوون" الذي قال: «إن إسرائيل دخلت إلى العراق لتأخذ حصتها»!. كما إن صحيفة هآرتس في 21/11/2004 نسبت إلى أحد الحاخامات اليهود في القوات الأمريكية ويدعى "آرفننج آلسون" وهو برتبة رائد  قوله: "إن هناك العديد من اليهود قتلوا في المعارك الأخيرة في الفلوجة، ومنهم المقدم (آندي شتيرن ) ويعمل في سلاح المدفعية، وجرى دفنه في المقبرة العسكرية الأمريكية في "آرلينغتون" في أمريكا، و"ماك إفين" قناص يهودي وهو حفيد أحد الحاخامات الكبار في أمريكا، وكشف الحاخام في كلمته التي نشرتها صحيفة "هآرتس" عن وجود عدد كبير من الجنود اليهود في الجيش الأمريكي معظمهم يعملون في القنص وتتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً منهم مجندات يهوديات، ودعا الحاخام عائلات الشباب اليهودي الأمريكي إلى إرسال أبنائهم للعراق للحرب ضد من أسماهم بأعداء الدين اليهودي، معتبراً أن القتال ومساعدة الأمريكان في العراق أفضل كثيراً من العمل الديني في المعابد اليهودية وكشف الحاخام "أرفيننج" عن عدد الجنود اليهود في العراق قائلاً إنهم حوالي 1000 جندي منهم بعض الضباط العاملين في الجيش الأمريكي".

صورة موقع ColoniaEG

إذًا لم يكن بمستغرب وجود جنود يهود في الجيش الأمريكي، كذلك ولم يكن بمستغرب وجود مشاركة عسكرية إسرائيلية ضمن الجيش الأمريكي، وبخاصة أن التنسيق الأمريكي الصهيوني تجاوز سقف التشاور إلى المشاركة الفعلية لجنود إسرائيليين في الحرب على العراق. حيث أتت المشاركة ضمن الواجب الديني الذي يفرض على اليهود، وذلك على اعتبار أن العراق وفق فتوى أحد الحاخامات التي أصدرت في الأسبوع الأول في الحرب على العراق "جزءًا من أرض إسرائيل الكبرى" كما أفتى عدد من الحاخامات، لكل من يشاهد 'بابل' أن يتلو صلاة تقول "مبارك أنتَ ربُنا ملك العالم لأنك دمرتَ بابل المجرمة".[11].

  لكن النشاط الإسرائيلي في العراق لم يبدأ مع احتلال القوات الأمريكية للعراق، وإنما بدأ منذ عام 1941م في ممارسة أنشطتها الصهيونية بشكل سري، وكانت العصابات الصهيونية الرئيسة بالعراق هي "الهاجاناه" و"البالماح" ، وعملت هذه العصابات على مساعدة الشباب على الانضمام إلى العصابات الصهيونية السرية والهجرة إلى فلسطين[12]. إذ في أعقاب الثورة التي قادها "رشيد عالي الكيلاني" والاضطرابات التي حدثت في تلك الفترة، وما رافقها من عمليات عنف وقتل ضد اليهود، فقد أمر "بن جوريون" بإرسال "شاؤول أفيجور" عضو منظمة "الهاجاناه"، ورئيس مؤسسة "الهجرة إلى العراق" لدراسة الوضع هناك عن كثب، وقد نجح "أفيجور" في ا لوصول إلى العراق في آذار عام (1943) وهو يرتدي الزي العسكري البريطاني، وقد طلب منه "موشي شاريت" بأن يتصل مع "مويس يتاح" رئيس لجنة مدارس الأليانس في العراق، كما لحقه "أنزو سيرني" أحد المخابرات الإسرائيلية الذي اتخذ صفة ممثل لمؤسسة للإنشاء هي "سوليل بوني" تعمل لحساب الجيش البريطاني، وقد عمل "سيرني" مع "مئير مردور" أحد أعضاء شبكة الموساد في بغداد الذي كانت مهمته إنشاء وحدات لعصابة "الهاجاناه" في الأحياء اليهودية، بهدف تدريب الشباب اليهودي على الأعمال القتالية. وزار تلك الوحدات في تلك الفترة "موشي دايان" مرتديًا الزي العسكري البريطاني للإشراف على عملية تنظيمها وتدريبها[13].  

فمن خلال ما جرى في ا لعراق من عمليات قتل وتخريب واغتيال واعتداء على بيوت العبادة، باستثناء ما هو موجه ضد قوات الاحتلال وعملائها، عادت العصابات الصهيونية لتمارس دورها التخريبي فيه بما يخدم المشروع الصهيوني، وبخاصة أن هناك الكثير من المؤشرات والمعلومات تدل على ذلك؟  فقد كشف جنرال فرنسي متقاعد أثناء الاحتلال للعراق عن وجود 150 من وحدات الكوماندوز الصهيونية داخل العراق؛ لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم في قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين!!.. وقال الجنرال الفرنسي المتقاعد في تصريحات لقناة التلفزة الفرنسية الخامسة يوم 8 أبريل 2004 إن أكثر من 150 جندياً صهيونياً من وحدات الكوماندوز دخلوا الأراضي العراقية في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين، الذين كانوا وراء برامج التسلح العراقية، وقدمت أسماؤهم إلى لجنة مفتشي الأسلحة الدولية برئاسة (هانز بليكس).

وقال الجنرال الفرنسي: "إن مخطط الاغتيال هذا تم وضعه من قبل مسؤولين أمريكيين وصهاينة، وأن لديه معلومات دقيقة بوجود الكوماندوز الصهاينة داخل العراق حالياً، بهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا نواة برامج التسلح الصاروخي والنووي والكيماوي العراقي، وعددهم حسب الجنرال الفرنسي قرابة ثلاثة آلاف و500 عالم عراقي عالي المستوى، من بينهم نخبة تتكون من 500 عالم عملوا في تطوير مختلف الأسلحة، وهذه النخبة هي المستهدفة من العمليات الصهيونية بالدرجة الأولى[14].

فالعصابات الصهيونية جزء بنوي من تكوين المشروع  الصهيوني الذي يقتضي جوهره تفريغ فلسطين من سكناها بشكل تدريجي لكي يحل محلهم يهود مهاجرون إليها لكي يقيموا دولتهم اليهودية، وفق رؤى الفكر الديني الذي تبنته الصهيونية في أيديولوجيتها وممارساتها على الأرض. وكان يقع على عاتق العصابات الصهيونية تحويل الهدف الصهيوني من حلم إلى واقع، وقد عملت وفق ذلك بشكل دقيق ومنظم، ومن يراجع تاريخ تلك العصابات يجد أن برنامجها اليومي يعتمد على ممارسة العنف والقتل المستمر بحق سكان فلسطين، حيث لا يمكن تفريغ فلسطين من سكانها وإيجاد مكان لليهود محلهم، والتوسع المستمر الذي يتناسب مع الهجرات اليهودية الاستعمارية إلا عن طريق تلك الوسيلة الدموية الوحيدة التي لا خيار لهم عن ممارستها من أجل إثبات الوجود اليهودي على الأرض. ([15]) ولا يمكن أن تتوقف تلك العصابات الصهيونية عن ممارسة نشاطها خارج فلسطين لأنها تدرك أن المشروع الصهيوني الذي زرع بشكل غريب في منطقة لا يمكن أن تقبله مهما طال الزمن، ولكي تضمن إلى حين من الزمن بقاؤه فيها، لابد لها من العمل على تثبيط أي شكل من أشكال التوحد وبناء القوة فيها،!. وليس أفضل عندها من استغلال الخلافات المذهبية والطائفية والعرقية التي تذكي نارها من أجل انشغال كل بلد إسلامي بمشكلاته الداخلية وتهديده بالانقسام والتجزئة، حتى ينصرف عن الإعداد للمواجهة الحقيقة مع المشروع الصهيوني.

وإذا كانت العصابات الصهيونية قد فتكت بفلسطين وأهلها وغيرت تكوينها الديموغرافي، ونشطت في لبنان خلال فترة حرب أهلية طويلة دمرته، ووجدت فرصتها في العراق ودمرته، والآن سوريا حيث البيئة تسمح لها بحرية الحركة وتمارس دورها فيه لخدمة مشروعها في المنطقة وما مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي هندس مخططه شمعون بيرس إلا جزء من مشروعها الكبير الذي لا يقوم إلا على تفتيت المنطقة إلى كيانات جديدة على أسس مذهبية دينية وعرقية وإعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة على أنقاض خريطة (سايكس بيكو). والسؤال هل هناك من يأخذ دور العصابات الصهيونية في ما يجري في الآن في سوريا والعراق بالحسبان وفي مواقع أخرى ويدرك خطرها قبل فوات الأوان؟!.

رابط المقال الأصلي على مدونة د. جبر الهلّول - اضغط هنا

اقرأ أيضا

نيلسون مانديلا وفلسطين: تلاق بين النضالين من أجل العدالة والحرية

[1]) مجلة القدس: العدد (18) حزيران، 2000. هيثم الكيلاني, "مستقبل القوة العسكرية الإسرائيلية"، ص22.

[2]) السيد ياسين وآخرون: صراع القرن، الصراع العربي الصهيوني، وإسرائيل عبر مائة عام، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، 1999.ص 71-72.

[3])) حمدان بدر: دور منظمة الهاجاناه في إنشاء إسرائيل، ط1، دار الجليل، عمان، 1985، ص15.

[4])أفرايم ومناحم تلمي: معجم المصطلحات الصهيونية، ترجمة أحمد بركات، ط1، دار الجليل عمان، 1988. ص 112_113. 

([5]) حمدان بدر: المرجع السابق، 17-18.

[6])) غازي السعدي: مجازر وممارسات، (1936-1983) ط1، دار الجليل، الأردن، 1985. ص305.

[7])) حمدان بدر: المرجع السابق، ص 20.

[8])) إبراهيم العابد: العنف والسلام، دراسة في الاستراتيجية الصهيونية، دراسات فلسطينية العدد(10) منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، آذار، 1967. ص21.

[9])) حمدان بدر: المرجع السابق، ص 50.

([10])  روجيه جارودي: محاكمة الصهيونية الإسرائيلية، ط1، دار الشروق ، القاهرة، 1999. ص 183-184.

([11]) مجلة العصر: 11/11/ 2003 .

 ([12]) مجلة البيان العدد (203) آب 2004. عبده عياش: هل حققت الصهيونية آمالها باحتلال العراق؟

([13]حمدان بدر: المرجع السابق ص 243-244.

([14]) مجلة المجتمع العدد 1698/ 22/4/ 2006 أكرم المشهداني: اليهود زحفوا إلى بغداد!

[15])إسماعيل ياغي: الإرهاب والعنف في الفكر الصهيوني، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 2003. ص153.

 

COMMENTS

الاسم

اتجاهات وأفكار,8,أحداث من التاريخ,4,أخبارعلمية,1,أسرار تاريخية,12,أعمال مترجمة,3,اقتصاد,8,اقتصاد عالمي,7,الشرق الأوسط,12,أمام العدسة,11,تاريخ,24,تحليلات إخبارية,18,ترجمات علمية,2,ثقافة وأدب,38,حكايات أدبية,4,دراسات ثقافية وأدبية,6,دراماتيك,11,روايات وكتب,12,رياضة,9,سياسة,47,سينما,13,شؤون مصرية,3,شخصيات تاريخية,7,شعر ونثر,17,علوم وتكنولوجيا,11,فلك وفضاء,3,فنون وسينما,32,قضايا معاصرة,19,كرة قدم,9,كمبيوتر وإنترنت,3,مسارات مختلفة,3,مساهمات القراء,39,مقالات وتحليلات,53,ملفات سياسية,42,
rtl
item
صفحة أخيرة: العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني
العصابات الصهيونية ودورها في بناء المشروع الصهيوني
برعت العصابات اليهودية عبر التاريخ في التحرك تحت جنح الظلام لتدبير المكائد وتنفيذها، وإشعال الفتن ضمن المجتمعات التي تعيش بين ظهرانيها
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPPYMUoQk8qv1Ob4KZPXEn4qZXN4qUTzhY9qLllX8kNHz1yxlRlwDnceU_tZ1YVjaDphXNt6y-_unLRVrLLqhsBSl9T9vjAvgeZ91uVDBWzqkqCWJBvtoJvcKhBJqJWLUjPX38Zx06y9nKkSoyaEMjMsoiLaP9oI9ptwfZnJRPcIqmlrR6Rr9_ReTZgAU/w640-h384/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A91.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiPPYMUoQk8qv1Ob4KZPXEn4qZXN4qUTzhY9qLllX8kNHz1yxlRlwDnceU_tZ1YVjaDphXNt6y-_unLRVrLLqhsBSl9T9vjAvgeZ91uVDBWzqkqCWJBvtoJvcKhBJqJWLUjPX38Zx06y9nKkSoyaEMjMsoiLaP9oI9ptwfZnJRPcIqmlrR6Rr9_ReTZgAU/s72-w640-c-h384/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A91.jpg
صفحة أخيرة
https://www.saf7a-a5era.com/2024/03/Zionist-gangs.html
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/
https://www.saf7a-a5era.com/2024/03/Zionist-gangs.html
true
4387532385212111926
UTF-8
Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content