نفذت القوى الإسلامية، ممثلة في المقاومة الفلسطينية، الهجوم الاستباقي الوحيد ضد المخطط الغربي الرامي لتعزيز قوة إسرائيل وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط
تأثير الاستراتيجيات الغربية على استقرار الشرق الأوسط: فحص دور المقاومة الفلسطينية
![]() |
السابع من أكتوبر |
مضى مئة
وستة وخمسون يومًا على اندلاع الحرب، حيث نفذت القوى الإسلامية، ممثلة في المقاومة
الفلسطينية، الهجوم الاستباقي الوحيد ضد المخطط الغربي الرامي لتعزيز قوة إسرائيل
وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط. هذا المخطط، الذي تم تشكيله بصورته الحالية في
عام 1996، جاء نتيجة لاستراتيجية أمريكية صاغها عدد من السياسيين والنخب، أبرزهم
ريتشارد بيرلي ودافيد وميراف وورمسر ودوجلاس فيث، وهم يهود أمريكيون.
الاستراتيجية
المقدمة، التي حملت عنوان "نقطة تحول: استراتيجية جديدة لأمن المنطقة"،
قُدمت إلى بنيامين نتنياهو، الذي بدوره أحالها إلى الكونجرس الأمريكي للعمل بها.
تهدف هذه
الخطة إلى تقسيم الشرق الأوسط لضمان أمن الدولة الصهيونية، وقد خرجت من الكونجرس
تحت شعار "التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط"، مُوكلةً إلى إسرائيل
مهمة الإشراف على هذا التحول من خلال تفكيك الشرق الأوسط نيابةً عن الولايات
المتحدة والعالم الغربي، بشرط الحفاظ على القيم الغربية. بالطبع، يُعتبر هذا
تحركًا ظاهريًا لضمان عدم اعتراض المواطنين الغربيين.
يُفهم من
ذلك أن جميع الجرائم والمؤامرات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة تتم بطريقة لا
تفضح الحكومات الغربية أمام شعوبها لأسباب سياسية واضحة. لذلك، كان من الضروري
استدعاء إسرائيل لروسيا للمشاركة في تثبيت نظام الأسد "العميل" وقمع
الثورة السورية، لإكمال هذا المشروع. تفكيك الشرق الأوسط، من وجهة نظر غربية، هو
بالأساس تفكيك اجتماعي يستهدف هدم قيم وثوابت وعادات وعقائد المجتمعات المسلمة،
لتسهيل السيطرة عليها.
لذا، ليس مستغربًا
ما نشهده ونسمعه ونقرأه تحت عنوان "تجديد الخطاب الديني"، مثلاً. فعلية
7 أكتوبر كانت ردًا على هذا المسار، حيث أعاقت مشروع هيمنة إسرائيل على المنطقة،
وكشفت الثغرات في منظومتها الأمنية، وهددت استكمال اتفاقيات التطبيع، مسلطة الضوء
مجددًا على القضية الفلسطينية.
لهذا
السبب، رأينا الغرب يظهر شراسته بوضوح تام، متخليًا عن كل قيمه المزعومة. تأثير
حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر كان أكبر بكثير مما يُعلن، فهو تأثير يتجاوز حدود
القطاع الصغير ليحدث تغييرًا جذريًا على مستوى الشرق الأوسط بأسره.
لذا ندعو الله أن ينصر إخواننا في هذه الحرب.
COMMENTS