حالياً العلاقات السعودية التركية متوترة؛ فأصدرت حكومة المملكة قرار بمقاطعة البضائع التركية، وقطع حركة التجارة بسبب المصالح المتعارضة
الرسومات الساخرة | هل مقاطعة البضائع الفرنسية حلاً؟!
(بقلم / ملك ال٣ عجلات)
الرئيس الفرنسي ماكرون |
نظرة على الماضي
سأروي لكم قصة صغيرة، في (غزوة أُحُد) كان الصحابي "سعد بن الربيع"، وكان هو سيد (الخزرج)، وهو الذي آخى النبي بينه وبين سيدنا "عبد الرحمن بن عوف"، وعندما أراد أن يقسم بينه وبين "عبد الرحمن بن عوف" أمواله ، وقال له بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق..
"سعد بن الربيع" كان رجلا شجاع، ومن شهداء غزوة أُحُد،
وعندما انتهت المعركه قال النبي -صلَّ الله عليه وسلم- للصحابة من رجل منكم ينظر لي مافعل "سعد
بن الربيع"؟! (ركز في كلمة رجل).
فقام رجل من الأنصار، وقال أنا يا رسول الله، حتَّى طاف في أرض المعركة فوجد
"سعد بن الربيع" جريحاً في آخر رمق رضي الله عنه.
قال له: يا سعد رسول الله يُقرؤك السلام ويقول لك كيف تجدك؟ يعني كيف
حالك؟!.. قال سعد: أبلغ رسول الله مني السلام جزاك الله عني خير ما جزى نبياً عن
قومه.. وقل لقومي من المسلمين: (والله لا عُذر لكم إن خُلِص إلى رسول الله وفيكم
عين تطرف).
بمعنى ليس لكم عذر إذا تعرَّض النبي لأذى وفيكم أحد لايزال يحيا على وجه الأرض.
سيدنا "حمزة بن عبد المطلب" أسد وسيد الشهداء؛ ذهب لأبي جهل وضربه بقوسه وشج رأسه لما سمع أنه سب النبي -صلَّ الله عليه وسلم- ولم يكن أسلم وقال له: أتسب محمداً وأنا على دينه وأقول مايقول؟! وقام بضربه بالقوس، وقال ردها علي إن استطعت!
ما أريد قوله هنا، أنني لا أتحدث عن السيرة لكن أتحدث بالتاريخ، عندما كان يُسب النبي ماذا
كان يفعل الصحابة حينها؟! كانوا يقتلون من يسبه.. نعم (بيقتلوه) ولم يكن أحد فيهم
يقول ديننا دين الرحمة والتسامح.
قامت غزوة بنو قينقاع (قبيلة يهود في المدينة)، بسبب أن يهودي في السوق كشف عورة امرأة مسلمة، وربط طرف ثيابها بخيط لتتكشف، فقالت ومحمداه وإسلاماه؛ فأتى صحابي فقام بقتل اليهودي في الحال؛ فقتله اليهود فحرك النبي جيش كامل انتقاماً لهم (للمرأة والصحابي).
النبي -صلَّ الله عليه وسلم- كان يجلس مع الصحابة فقال لهم: من لكعب بن الأشرف (كافر سب النبي) فقام مجموعة من المسلمين قالوا أتحب أن نقتله يارسول الله؟! قال نعم.. فقتلوه.
الشاهد.. سيدنا محمد تعرض للأذى والإهانة.. مقاطعتك في ظل دولة ذليلة ضعيفه ليس لها قرار لن تفيد! (مش شوية الجبنة اللي مش هتشتريهم هيفقروا فرنسا).
الشهيد محمد الدرة |
تاريخ المقاطعات في المنطقة العربية
في سنة ٢٠٠٠ كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي بدأت شرارتها بمقتل
الطفل الشهيد "محمد الدرة"، ومن بعدها غزو واحتلال العراق في ٢٠٠٣.
أعتقد أن ما تبقى من نخوه وكرامة في المسلمين حينها؛ دفع الناس لعمل دعوات مقاطعة لكل البضائع الأمريكية، ودعوات للتظاهر، وبعض الشباب هاجموا بعض المحلات التابعة لبراندات أمريكية وبريطانية مثل ماكدونالدز، وكنتاكي، وسينسبري ماركت .
الشاهد.. أنا لا أحبطكم ولا أزرع فيكم اليأس، لكنها محاولة مني لفهم الأشياء.
فالشركات الرأسمالية مازالت كما هي وموجودة من بعد المقاطعات لم تتغير
سياساتها، بالعكس أرباحها تزيد لوجود فساد يحميها وينميها على أراضيه.
ماكدونالدز موجود، وأمريكا مازالت كما هي لم يحدث شيء، وإسرائيل بالعكس كبرت
ونمت وسيطرت وأصبحت القبلات والأحضان معاها علني وعيني عينك.
اقرأ أيضا: طفل الإليزيه | ماكرون والإسلام والنفوذ الفرنسي الضائع
حالياً العلاقات السعودية التركية متوترة؛ فأصدرت حكومة المملكة قرار بمقاطعة البضائع التركية، وقطع حركة التجارة بسبب المصالح المتعارضة، ولم ينتبهوا إلى أنَّ الأثنين مسلمين، لكن عندما سُب النبي لم يُتخذ أي إجراء جدي على مستوى الحكومات.. ومن يذهب لشراء الطائرات الرافال لكسب شرعية؛ لن يتصدى للهجمة الشرسة على الرسول، وكذلك من حضنوا "ماكرون" في لبنان وطالبوه بإحتلالها مرة أخرى؛ لن يتصدوا لإهانة وسب الرسول صلَّ الله عليه وسلم.
شعار مطاعم ماكدونالدرز الشهيرة |
لذا نحن لا نفعل شيء إلَّا إفراغ طاقتنا عالسوشيال ميديا، ونكتب (إلَّا رسول
الله) ونغير صورة البروفايل ودعوات مقاطعة لن تثمر عن شيء كالعادة ثم نعيش الحياة
بشكل طبيعي.
وإخواتنا وحبايبنا الشيوخ من يقولون أنَّ محبة النبي باتباع
سنته.. بس كدة ؟! الجهاد كان من سنن النبي؟! بل الجهاد فرض وليس سُنة !
أخبرونا بالحق وأن هذا هو الحق ولن نفعله حالياً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
الحق الذي أعرفه واحد.. قاتلوهم (مش قاطعوهم) يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم
وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين.. محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار
رحماء فيما بينهم وليس العكس كما يحدث الأن.
"هذه المساهمة رؤية خالصة لكاتبها، وقد لا تعبر بأي حال عن وجهة نظرنا في صفحة أخيرة"
COMMENTS