قال ترامب أن الوضع خطيرا جدا، وأن مصر لن تستطيع العيش بدون نهر النيل، وسينتهي الأمر بتفجير السد الجديد.. سد النهضة
تفجير سد النهضة!! | هل فقد "ترامب" صوابه؟!
ترامب وسد النهضة |
مصر لن تستطيع العيش بدون نهر النيل، وسينتهي الأمر بتفجير السد الجديد
ترامب وتفجير السد
مرة أخرى يفقد
الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" صوابه، ويتصرف بكارثية.
خرج علينا الوغد
البرتقالي بتصريح من خلال مكالمة هاتفية مع "عبد الله الحمدوك" رئيس
المجلس الانتقالي السوداني.. وكانت المكالمة مصورة تليفزيونيا، وجاء فيها أن الإثيوبيين توصلوا إلى اتفاق حول سد النهضة، لكنهم حرقوا الاتفاق
ولا يمكنهم أن يفعلوا ذلك..
وأضاف أن الوضع
خطيرا جدا، وأن مصر لن تستطيع العيش بدون نهر النيل، وسينتهي الأمر بتفجير السد الجديد.
يعتقد المستمع لتلك التصريحات أن "ترامب" يحاول كسب تأييد مصر له في الانتخابات المُقبلة في غضون أيام
أمريكا تضغط على إثيوبيا
وأوضح "ترامب"
أن أمريكا أوقفت مساعدات مالية عن إثيوبيا؛ وذلك بسبب تخلفها عن توقيع الاتفاق
النهائي الذي توصلت إليه مع مصر والسودان في واشنطن، و برعاية أمريكية.. وقد أوقفت
أمريكا ما يُقَدَّر بـ ١٣٠ مليون دولار كانت قد وعدت بها إثيوبيا.
إلى هنا تسير
الأمور بشكل جيد؛ حيث يعتقد المستمع لتلك التصريحات أن "ترامب" يحاول
كسب تأييد مصر له في الانتخابات المُقبلة في غضون أيام.. لكن هذا غير صحيح تماما؛ فمصر لا تملك من القوة أو النفوذ داخل أروقة واشنطن
أو في السياسة الخارجية العالمية أي حيلة أو قوة، بل على المستوى الإقليمي الإفريقي
وحتى العربي، فقد فقدت مصر أي ثقل أو وزن لها منذ العام ٢٠١١م.
إذن؛ ماذا يريد "ترامب"
بتلك التصريحات؟!
وما الرسالة الغير
مُعلَنة فيها؟!
قد يصلون إلى تشجيع مصر على تنفيذ عمل عسكري ضد السد يتسبب في تعطيله، أو إلحاق الضرر به
إسرائيل ومستقبل ترامب
للإجابة على
هاذين السؤالين؛ لابد من ربط التصريحات بالمرحلة الحالية.. فهذه التصريحات لا تليق بالمرحلة، وتحديدا العمر المُتَبقِّي في صراع الانتخابات..
فلا وزن لإثيوبيا ولا لمصر ولا حتى سد النهضة، ولا يوجد أدنى قيمة أو فائدة لهم في
الصراع الانتخابي الدائر..
حسنا؛ فما دور
هذا التصريح الخاص بسد النهضة في سباق الانتخابات الحالية؟!
الضغط والتهديد
لإسرائيل، وطلب من اليهود أن يدعموا الرئيس الأمريكي الحالي في السباق الانتخابي،
وإلا فإنه ويمينه الجمهوري سوف يدعمون موقف مصر في أزمة سد النهضة، وقد
يصلون إلى تشجيع مصر على تنفيذ عمل عسكري ضد السد يتسبب في تعطيله، أو إلحاق الضرر
به.
من المعروف أن
سد النهضة بالنسبة لإسرائيل واليهود هو مفتاح وأداة ضغط تستخدمها إسرائيل ضد مصر والسودان
في تنفيذ رغبات خاصة بها؛ منها - كما قيل - إيصال مياه النيل إلى الأراضي المحتلة عبر
سحارات سرابيوم.
ومنها أيضا
استخدام السد كورقة ضغط قوية جدا على مصر من أجل استخدامها وقت الحاجة في الملف
الخاص بغزة، فتقوم مصر بتضييق الخناق أكثر وأكثر على القطاع، في مقابل حل - ولو
جزئي - لأزمة المياه التي سيتسبب فيها اكتمال امتلاء خزان السد.
لا أحد يهدد أو يضغط على اليهود بهذا الأسلوب وبتلك الطريقة لكسب دعمهم؛ فهم من يضعون رئيس أمريكا على الكُرسي، وهم من يُطيحون به
أوراق الضغط
فتهديد "ترامب"
يقصد به الضغط المباشر على إسرائيل واليهود، حيث أنه سيتسبب في سحب تلك الورقة
السحرية من أيديهم في حال استمرارهم في عدم دعمه في السباق.
يُعَد هذا خطأ
كارثي منه في آخر أمتار السباق، وقد يتسبب في هزيمته، بل قد يصل إلى ما هو أبعد من
ذلك.
فلا أحد يهدد أو
يضغط على اليهود بهذا الأسلوب وبتلك الطريقة لكسب دعمهم؛ فهم من يضعون رئيس أمريكا
على الكُرسي، وهم من يُطيحون به..
لضا؛ فتعدِّي "ترامب"
لهذه الخطوط، وكسره لتلك الحواجز، أراه خطأ كارثيا منه.
وهكذا؛ تتعدد
أخطاء "ترامب" الكارثية قبل الأمتار الأخيرة من السباق؛ فما إن انتهى من
الخروج من خطئه الفادح بإعلان إصابته بـ كورونا وشفائه منها سريعا، حتى دخل على خط
التهديد المباشر لليهود وإسرائيل بإعلانه سحب ورقة ضغط هامة ومصيرية يمتلكونها في أيديهم.
فهل يستمر "ترامب" في هذا المسار الذي سيعجل بخسارته السباق؟!
COMMENTS