بناي بريث لا تتحكم فقط في القرار السياسي الأمريكي الخارجي (مع اللوبي الصهيوني)، بل إنَّها أيضاً تتدخل في القرار الداخلي من حيث التركيبة السكانية!
بناي بريث | أخطر الجمعيات الصهيونية في التاريخ وأكثرها شراسة
شعار بناي بريث |
تدمير الكنيسة الكاثوليكية
كالمعتاد تبدأ أي
مقدمة لبحث عن جماعة أو جمعية بذكر بياناتها، التأسيس، النشأة والأعضاء.
لكن في بحثنا
هذا سنبدأ بشكل مغاير تماماً، حيث سنبدأ بأقوال الجماعة التي سيدور حولها موضوع
البحث، وذلك حتَّى تتضح فكرة الجماعة وماهيتها، بدون سرد تفاصيل تقليدية، فكما يقولون
تكلم حتى أعرفك، ونحن هنا سننقل كلامهم حتَّى نعرفهم.
جماعتنا اليوم
هي أخطر منظمة يهودية على وجه الأرض وتحمل اسم بناي برث (أبناء العهد)، ولنبدأ بأقوالها
ثم بعد ذلك نستعرض النشأة والتاريخ والأعمال..
"والآن
دعونا نوضح لكم كيف مضينا في سبيل الاسراع بقصم ظهر الكنيسة الكاثوليكية، فاستطعنا
التسرب إلى داخائلها الخصوصية وأغوينا البعض من رعيتها (كهنتها الداخليين) ليكونوا
رواداً في حركتنا ويعملون من أجلنا.
-أمرنا عدداً من
أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية، مع تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق والنشاط
الكفيل بتخريب الكنيسة من قلبها، عن طريق اختلاق فضائح داخلية ونكون بذلك قد عملنا
بنصيحة أمير اليهود الذي أوصانا بحمكة بالغة: دعوا بعض أبنائكم يكونون كهنة ورعاة ابرشيات
فيهدمون كنائسهم، ومع الأسف الشديد لم يبرهن جميع اليهود من أبناء العهد على إخلاصهم
للمهمة الموكَّلة إليهم؛ فخان كثيرون العهد لكن آخرين حافظوا على عهدهم ونفذوا
مهتهم بشرف وأمانة.
نحن أبناء جميع
الثورات التي قامت في العالم حتَّى تلك التي انقلبت علينا أحياناً، ونحن سادة الحرب
والسلام بدون منازع ونستطيع التصريح اليوم بأننا نحن الذين خلقنا حركة الاصلاح
الديني للمسيحية، فـ"كالفين" كان واحداً من أبنائنا يهودي الأصل؛ أُمر
بحمل الأمانة بتشجيع المسؤولين اليهود ودعم المال اليهودي؛ فنفذ مخطط الإصلاح
الديني، كما أذعن "مارتن لوثر" لإيحاءات أصدقائه اليهود وتمويلهم.
ونحن نشكر
البروتستنانت على إخلاصهم لرغبتنا برغم أنَّ معظمهم لا يعون مدى إخلاصهم لنا، إنَّنا
جد ممتنون للعون الكبير الذي قدموه لنا في حربنا ضد معاقل المدنية المسيحية؛
استعداداً لبلوغ موقع السيطرة على العالم؛ حتَّى تمكنَّا من قلب الأنظمة القائمة
في معظم ممالك أوروبا والبقية آتية لا ريب؛ فـ(روسيا) شرعت في تمهيد الطريق
لمسيرتنا، (فرنسا) بحكوماتها الماسونية تحت إصبعنا، (إنجلترا) باعتمادها على
تمويلنا تحت قدمنا ولكونها بروتستانتية فهي معولنا في القضاء على الكنيسة
الكاثوليكية، أمَّا (إسبانيا) و(المكسيك) فهما دميتان بأيدينا وثمة دول عديدة
علاوة على (الولايات المتحدة الأمريكية) واقعة في شراكنا.
إنَّ معظم صحف
العالم تعمل تحت سيطرتنا؛ فلنغذ عن طريقها بقوة وفعالية أكثر الحقد على الكنيسة
الكاثوليكية.
لنمضي لدعم
وتقوية مخططاتنا بتسميم أخلاق الأغيار، ننشر روح الثورة بين الجماهير، نشجعها على
احتقار الوطنية وازدراء وحدة العائلة والارتباط بمحبتها، واعتبار أي دين هراء
ومضيعة للوقت وقضية سبقها العصر ولم تعد تتماشى مع متطلباته.
ثم أخيرا لنتذكر
دائماً أنَّ ملك اليهود المُنتظر لن يرضى بحكم العالم قبل خلع البابا عن كرسيه في (روما)
والإطاحة بجميع ملوك العالم."
(من خطابات
مؤتمر بناي بريث باريس نقلاً عن مجلة كاثوليك جازيت عدد فبراير 1936)
بناي بريث موقعها
الرسمي علي شبكة الانترنت هو:
https://www.bnaibrith.org/about-us.html
التأسيس والأهداف
سنة 1943 على يد إثنا عشر يهودياً يرأسهم "هنري جونز"، وحصلوا على أول رخصة للجمعية الخيرية.
هدفها الأساسي كما
هو معلن على موقعها:
-تحسين نوعية
الحياة للناس في جميع أنحاء العالم.
-جعل العالم
مكان أكثر أمانًا وتسامحًا.
-تحسين
المجتمعات ومساعدتها في الأزمات.
-رعاية كبار
السن من ذوي الدخل المنخفض.
-افتتاح بيوت
للشباب. (ركز قوي قوي قوي على دي)
-منع إهانة
اليهود.
-تطوير التبادل
الثقافي.. من أعمال البر والإحسان وحب الخير للإنسان.
الفرع الرئيسي والفروع
مدينة )نيويورك( مقراً لها ومنها انتشرت
وتأسست فروع أخرى في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
(أمريكا) و(أوروبا)
بالكامل و(أستراليا) و(أفريقيا) وبعض دول (آسيا)، كما أن لها نوادي في بعض البلدان
الإسلامية (الأردن، سوريا، لبنان، البحرين، المغرب، تونس، العراق، مصر، السودان).
تتفرع عنها
(رابطة الدفاع اليهودية لمكافحة العنصرية واللاسامية)، ومؤسسة (هيلل) لمساعدة
الطلبة ومنظمات الشبيبة، و(مؤسسة العمل والتوجية المهني) لتوفير فرص العمل لليهود.
اقرأ أيضا: تحت راية الصعاليك (الحلقة الأول) | المقدمة
الأعضاء وعددهم
تتألف هذه
الجمعية من أكثر من خمسمائة ألف عضو من الرجال والنساء والشباب، يمثلون أربعة آلاف
وحدة محلية في 43 بلدًا و 1700 محفل.
وتوجد ضمن هذه المنظمة مجموعة خاصة بالنساء،
منظمة منفصلة لها مراكزها الخاصة بها وتخدم 135,000 امرأة.
الشعار
وشعارها (المينورا)
الشمعدان وهو شعار يهودي ديني، وبالمناسبة فهو شعار (إسرائيل) والذي اتخذه "حاييم
وايزمان" شعار لـ(إسرائيل) بعد توليه الرئاسة كأول رئيس لـ(إسرائيل) تقديراً
لـ(بناي بريث).
أشهر الأعضاء في
تاريخها:
"سيجموند
فرويد" عالم النفس الشهير.
"ناحوم
سوكولوف" رئيس الاتحاد الصهيوني العالمي 1932 : 1935
"دزنكوف" أول رئيس لبلدية لـ(تل أبيب).
"حاييم نخمان" الشاعر المركزي الأول
في الأدب العبري الحديث.
"مائير
برلين" زعيم صهيوني ورئيس حركة همزراحي في الولايات الأمريكية المتحدة.
"حاييم وايزمن" أول رئيس لـ(إسرائيل).
الأهداف الحقيقة لبناي بريث
تقول (بناي بريث)
على موقعها الرسمي أنها أنشأت مركز (بناي بريث) في (القدس) ويعتبر محور حركتها
تجاه دعم (إسرائيل)، وننقل لكم ترجمة نصية من موقعها الرسمي عن مركز القدس، والذي
يُظهر الأهداف الرئيسية لـ(بناي بريث) وليس كام صدرت في التعريف بنفسها.
مركز )بناي بريث( العالمي في )القدس( هو محور أنشطة (بناي بريث) الدولية في (إسرائيل).
يعمل المركز كحلقة وصل رئيسية بين (إسرائيل) وأعضاء وأنصار (بناي بريث)
حول العالم، من خلال البرامج التعليمية والعلاقات الراسخة مع القادة السياسيين من
جميع الأحزاب، والسلك الدبلوماسي، والمؤسسات الأكاديمية الرائدة، يعمل المركز
العالمي على تعزيز العلاقات بين (إسرائيل) والشتات وتفسير التطورات المتعلقة
بالدولة اليهودية لأعضائنا وداعمينا حول العالم.
كان إنشاء المركز العالمي بمثابة رد
من (بناي بريث) على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 478 والذي دعا في
أغسطس 1980 جميع الدول الأعضاء إلى إزالة
بعثاتها الدبلوماسية من (القدس).
أنشئت في نفس
الصيف، المركز العالمي للتعبير المستمر للإلتزام (بناي بريث) النشط لدولة (إسرائيل).
أجندة المركز
الترويج لأجندة
الشؤون العامة لـ(بناي بريث) الدولية من خلال الاتصالات مع الممثلين الإسرائيليين
المنتخبين والمسؤولين الحكوميين والسلك الدبلوماسي الأجنبي في (إسرائيل).
تعزيز مكافحة
معاداة السامية من خلال توفير نظرة ثاقبة للاتجاهات والأخطار.
يساهم في تقوية
العلاقات بين (إسرائيل) والشتات من خلال البرامج التعليمية والجوائز والندوات
والبعثات، ومن خلال الإبلاغ عن التطورات والاتجاهات في (إسرائيل).
تنفيذ برامج
تهدف إلى تعزيز سيادة (إسرائيل) في (القدس).
التعاون مع
المنظمات الأكاديمية والمدنية المحلية في مختلف المشاريع.
تعزيز صورة (إسرائيل) باستضافة فنانين وخبراء وشخصيات من الخارج.
مما سبق من تعريف (بناي بريث) لمركزها في (القدس) نبدأ بالتعريف الحقيقي بـ(بناي بريث) وأهدافها ونفوذها التي قامت بها.
في دراسة أعدها
مركز التأصيل للدراسات والبحوث، المنظمة، أكد فيها أن أهم أهدافها غير المعلنة إخضاع
كل قائد أو سياسي أو زعيم أو شخصية عامة غير يهودية؛ لدراسة نفسية عميقة ومتخصصة
لمحاولة السيطرة البعيدة عليه، من خلال الاستفادة من نقاط ضعف شخصيته أو من طبيعة
ردود أفعاله، فيتم توجيهه حتَّى لو كان معاديا لهم أو غير متعاون معهم.
وأكد المركز أن
من أهدافهم أيضا محاولة التغلغل في كل الأجهزة الحكومية في البلاد التي يعيشون
فيها باستخدام كل الوسائل الممكنة من الجنس والمخدرات والمال والفضائح والإعلام؛
لضمان السيطرة على السياسيين وخاصة في (أمريكا) و(بريطانيا) للتحكم في سياسات
الحكومات وتوجيهها عن طريق شبكة من العملاء السريين، وأيضاً هذا يفسر بشكل كبير
الانحياز الدائم لليهود على القضايا العربية والإسلامية من جانب كلتا الدولتين
الرئيسيتين في دعم (إسرائيل) الدائم.
ثيودور هرتزل |
ونضيف أنَّها منظمة صهيونية قبل الصهيونية بعشرات السنين، فتاريخ انشائها يسبق "هرتزل" ويسبق مؤتمر (بازل) الأول للصهيونية 1897 بل هي من دعمته ونظمته وأنفقت عليه مما جمعته من رأسمال منذ تاريخ انشائها 1843 وحتَّى بداية الصهيونية العالمية في الظهور، كما أنَّها كانت المؤثر الأول والأساسي في تحديد الهجرة اليهودية إلى (فلسطين) العربية، إذ أنَّ زعماءها دفعوا "تيودور هرتزل" إلى إلغاء اختياراته المشتتة حول مفهوم (الوطن القومي لليهود)، فقد كان "هرتزل" يطرح عدة خيارات، منها (أوغندا) أو (الأرجنتين) أو (فلسطين).
اقرأ أيضا: صناعة الأعداء والحروب الكبرى (1) | كيف تم تصعيد هتلر إلى السلطة
قوة النفوذ
وعن قوة نفوذها
في القرار الأمريكي تقول عن نفسها: تعود مشاركة (بناي بريث) في الشؤون الدولية إلى
سبعينيات القرن التاسع عشر عندما وصلت معاداة السامية إلى مستويات جديدة في (رومانيا)
من خلال نفوذ (بناي بريث)، أنشأت الحكومة الأمريكية قنصلية هناك، وتم تعيين رئيس (بناي
بريث) السابق ، "بنيامين بيكسوتو" القنصل الأول.. لاحظ قوة النفوذ في
تملك رقبة الإدارة الأمريكية، أن تقوم بإنشاء قنصلية وتعيين من أمرها بذلك قنصلها
الأول.
إنَّ "فيليب
كلوزنيك" رئيس (بناي بريث) عُيِّن في عهد الرئيس "أيزنهاور" رئيساً
للوفد الأمريكي لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتقول عن دورها
في تأسيس الأمم المتحدة:
كانت (بناي بريث)
حاضرة في تأسيس الأمم المتحدة في (سان فرانسيسكو)، وقد لعبت دورًا نشطًا منذ ذلك
الحين كمنظمة غير حكومية، تدافع عن (إسرائيل) وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة
والمنظمات الدولية الأخرى.
أمَّا عن ثناء
رؤوساء (أمريكا) عليها فإنها تقول على لسانها:
منذ تأسيسنا في
عام 1843، كانت (بناي بريث) رائدة في مجالات حقوق الإنسان وخدمة المجتمع والعمل
الخيري. إن عملنا الحيوي في جميع أنحاء العالم، الذي يمتد لثلاثة قرون، قد تم
الاعتراف به من قبل رؤساء الولايات المتحدة.
وقادة العالم
الآخرين. من "غلوفر كليفلاند" إلى "باراك أوباما"، اعترف
الرؤساء الأمريكيون بأن التزام (بناي بريث) بتعزيز برامج التسامح والتنوع، وتعزيز
التعاون بين جميع الأعراق والأديان، وخدمة المستضعفين والنهوض بحقوق الإنسان لم
تثري الشعب اليهودي فحسب، لكن كل الناس.
أمَّا عن قوة
نفوذ (بناي بريث) الغير معلنة منها أو من وسائل الإعلام،
يقول الكاتب
الفرنسي "إيمانويل راتييه" في كتابه (خفايا وأسرار بناي بريث):
أنَّ زعماء (بناي
بريث) هم الذين طلبوا من الإدارة الأميركية التلويح بحجب منح (الاتحاد السوفيتي)
السابق في عهد "ميخائيل غورباتشوف" المساعدات؛ إلا إذا أفسح المجال
لهجرة اليهود السوفيت إلى (فلسطين) العربية المحتلة، ولكن الذي صورته وسائل
الاعلام آنذاك أن حجب الحبوب عن (الاتحاد السوفيتي) موقف أميركي من الغزو السوفيتي
لـ(أفغانستان)، لكن أحد زعماء منظمة (بناي بريث) وهو "برو نغمان" يرى أنَّ
مسألة هجرة اليهود السوفيت أكثر أهمية من مصير (أفغانستان).
وكشف الكاتب
النقاب عن مذكرة وردت إلى مكتب زعماء المنظمة في العام 1994 توضح أنَّ أهم ما يمكن
أن تفعله الدعاية والإعلام آنذاك هو دفع (الاتحاد السوفيتي) إلى تسهيل الهجرة
اليهودية منه، وقد جاء فيها:
"إنَّ الموضوع الذي يمكن أن يصبح محط الأمل بالنسبة إلى حملات الدعاية الطويلة الأجل هو موضوع دعم يهود (الاتحاد السوفيتي)، إنَّ التجربة تدل على أنَّ مثل هذه الوضعية يمكن استثمارها في سبيل منع الاتفاقات التي يمكن أن توقعها (الولايات المتحدة) في مؤتمرات القمة، أو تأخيرها على الأقل، ليس هناك من رئيس لـ(لولايات المتحدة)، أو مرشح للرئاسة، يمكن ـن يسمح لنفسه بمعالجة مثل هذه المسألة بالاهتمام اللازم، ولهذا فإن الرأي العام في - المجلس الدولي لمنظمة (بناي بريث) - هو أن يزيد المكتب الموازنة المخصصة لهذا الملف."
ومن اللافت أن
طرح الرئيس السوفيتي السابق "ميخائيل غورباتشوف" لموضوع الاصلاحات
(البروسترويكا) لاقى كل الدعم من منظمة (بناي بريث) مقابل تسهيل الهجرة اليهودية.
وأشار أحد زعماء المنظمة إلى ذلك بقوله:
"يمكن
الاتساع بتطبيق -البروسترويكا- وعليه فإننا ندعو إلى فتح مزيد من الكنس اليهودية
تحيي مدارس التلمود والتوراة وتزدهر في ظلها المؤسسات اليهودية والمدارس التي تخرج
جيلاً جديداً من الحاخامات."
والواقع أنَّ
منظمة (بناي بريث) تمكنت خلال حقبة الحكم الشيوعي من أن تُثبت أقدامها في (الاتحاد
السوفياتي)، وفي هذا الظل تحركت المنظمة على أعلى المستويات، فقام بعض أعضائها
الفرنسيين بزيارات متعاقبة ومتكررة لـ(موسكو)، وجلبوا معهم الوثائق المتعلقة
بالمنظمة وأشرطة الكاسيت وخرائط لبناء كنس يهودية جديدة.
واستمر تحرك
(بناي بريث) منذ العام 1988 حتى سقوط (الاتحاد السوفياتي)، وتمكنت هذه المنظمة من
تحقيق حلم الحركة الصهيونية بجلب مئات الالوف من اليهود السوفيت ويهود (أوروبا
الشرقية) إلى (فلسطين) العربية المحتلة.
ويذكر الكاتب أيضاً أنَّ الوثائق تشير إلى أنَّ الرئيس الأمريكي "ترومان" عندما قام بتوقيع الوثائق المتعلقة بالاعتراف الرسمي بدولة (اسرائيل) يوم 31 يناير/ كانون الثاني 1949، كان المراقبون الوحيدون الذين حضروا عملية التوقيع من غير الحكومة الأمريكية هم ثلاثة أعضاء في (بناي بريث) وهم: "ايدي جاكوبسون" و"موريس بيسجاير" و"فرانك جولدمان"، ولهذا فإن زعماء الحركة الصهيونية منحوا أول جائزة إسرائيلية لمنظمة (بناي بريث).
يقول "ديفيد
ديوك" في كتابه (الصحوة النفوذ اليهودي في أمريكا)، عن (بناي بريث) وما وصلت
له من قوة وسيطرة في القرار الأمريكي؛ حركتها في تغيير التركيبة السكانية الأمريكية
بدفع الهجرة الخارجية لها من غير البيض:
"بما أنَّ اليهود أصبحوا أكثر وقاحة وصفاقة
في ممارستهم لقوتهم، فإنهم يتباهون اليوم بدورهم بطرد الأمريكيين الأوروبيين غير
اليهود من (أمريكا). يقول "إيرل راب" المدير التنفيذي الفخري لمعهد
(بيرلمتر) اليهودي للمحاماة، وزميل لعصبة مناهضة التشهير ـ (باعناي بيريت) والكاتب
الصحفي بجريدة سان فرانسيسكو اليهودية، في مقالة له: (لم يتغير قانون الهجرة
جذرياً لدرجة إلغاء مثل هذا التمييز، إلا بعد الحرب العالمية الثانية. ومن أولى
الدلائل على نضوجه سياسياً أن كان للجالية اليهودية دور ريادي في إحداث تلك
التغييرات). ويتابع "راب" مشيراً إلى ضرورة الاحتفال يومياً بتحول البيض
في (أمريكا) إلى أقلية. وعندما يحدث ذلك فإنه يتطلع إلى (قيود دستورية) (هل يعني
قيوداً على حرية الكلام ؟!).
ويكمل أنَّه
مازال يعمل النشطاء اليهود الصهاينة، الذين دعموا إقامة دولة يهودية حصراً، على
ازدهار الهجرة الجماعية اللاتقليدية إلى (أمريكا)، ويتطلعون إلى الوقت الذي تعكس
فيه نسبة المقترعين في (الولايات المتحدة) هذا التحول وينقل على لسانهم:
"مازلنا
نعمل على ازدهار المناخ الأمريكي المعارض للتعصب العرقي منذ حوالي نصف قرن، لم
يكتمل ذلك المناخ بعد، ولكن الطبيعة المتغايرة لسكان (أمريكا) تميل إلى جعل هذا
التوجه غير قابل للنكوص، وتجعل القيود الدستورية ضد التعصب عملية أكثر من أي وقت
مضى".
أي أنَّ "بناي
بريث" لا تتحكم فقط في القرار السياسي الأمريكي الخارجي (مع اللوبي الصهيوني)،
بل إنَّها أيضاً تتدخل في القرار الداخلي من حيث التركيبة السكانية!
كان هذا جزءاً
يسيراً مما استطعنا جمعه من معلومات عن هذا الكيان المرعب (بناي بريث-أبناء العهد)
ولنا عودة إن شاء الله مجدداً مع جماعات أخرى من اللوبي الصهيوني اليهودي، وأيضاً
اللوبي المسيحي الصهيوني ومدى قوتهما في التأثير على القرار الأمريكي الخارجي
والداخلي؛ الذي هدفه بالأساس (إسرائيل الكبرى).
والله من وراء
القصد.
COMMENTS