الزواج رباط مقدس ليس بين شخصين فقط؛ ولكن أسرتين وعائلتين لابد أن يكون بينهما توافق فكري واجتماعى ومادي؛ حتى لا يشعر طرف من الأطراف بالدونية أو الطبقية
صراعات الحياة الزوجية | ونسيت أني امرأة
صراعات الحياة الزوجية |
الزواج رباط مقدس ليس بين شخصين فقط؛ ولكن أسرتين وعائلتين لابد أن يكون بينهما توافق فكري واجتماعى ومادي
الرباط المقدس
رواية
(ونسيت أني امرأة) للعبقري "إحسان عبد القدوس" هي ترجمة واقعية لمُصطلح (Strong
Independent Woman).. قليل
من النساء ينخرطن بشدة في العمل من أجل تحقيق ذواتهن، للوصول إلى أرفع المناصب
لإشباع رغباتهن العملية دون أن يشبعن، ويؤثر ذلك على حياتهن الخاصة إذا كُنَّ من
الأمهات والمتزوجات.
المرأة
العاملة الغير متزوجة وليست أم لها كامل الحق في تحقيق ذاتها بالطريقة التي تراها
مناسبة؛ فهي ليست مرتبطة بوعود ولا عهود ولا التزامات..
الزواج
رباط مقدس بين شخصين "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها
وجعل بينكم مودة ورحمة" صدق الله العظيم..
الزواج
رباط مقدس ليس بين شخصين فقط؛ ولكن أسرتين وعائلتين لابد أن يكون بينهما توافق فكري
واجتماعى ومادي؛ حتى لا يشعر طرف من الأطراف بالدونية أو الطبقية، فينتج عن هذا
الزواج مشاكل لا حصر لها تنتهي أحيانا بالطلاق، وأحيان أخرى تستمر لأَجَل، من أَجْل
عدم تشتُّت الأبناء.. وفي الحالتين النتيجة واحدة؛ معاناة الزوجين ومعاناة العائلة
الكبيرة؛ والأهم من ذلك نفسية الأبناء المُدَمَّرة الغير سوية.
طالما يعيش الزوج كخيال المآتة، فلا رأي له، وبالتالي لا قرار
أحوال مقلوبة
انقلبنا
على الشرع، وتمسَّكنا بالعُرف مع المناداة بخروج المرأة للعمل؛ فأصبحت المرأة
تمتلك ما يغنيها عن الرجل (زوجها)، وأصبحت تستطيع أن تتكفَّل باحتياجاتها الخاصة
البعيدة تماما عن مصاريف البيت والأبناء؛
بل
بعد ذلك تطور الوضع إلى المشاركة في مصاريف البيت والأبناء، بجانب تكفلها باحتياجاتها
إلى أن أصبحت ملتزمة تماماً باحتياجاتها الشخصية، ومصروفات البيت والأبناء.. ونتج
عن ذلك فقدان الرجل لقوامته، فمن لا يصرِف لا يحكُم، وطالما يعيش الزوج كخيال
المآتة، فلا رأي له، وبالتالي لا قرار.
وأصبح
مِن حق الزوجة والأم أن لا تتفرغ لبيتها وزوجها وأبنائها، وأن تُكمِل مسيرتها وتبني
مستقبلها وتحقق ذاتها عملياً، دون النظر إلى الأبناء الذين يحتاجونها.. وعهدت
لتربيتهم إلى الجدة أو المربية أو إلى دور الحضانة، واعتبر هذا النوع مغلوبا على
أمره، مضطرا لعدم توافر قوامة الزوج.
هناك
نوع آخر من النساء؛ وهؤلاء في الأساس مع استقلال المرأة مادياً وسعيها لتحقيق ذاتها؛
حتى لو توافر لديها زوج يرغب في تلبية احتياجاتها وتوفير سُبُل الحياة الكريمة،
ولكن هؤلاء يشعُرْن بعقدة نقص رهيبة، من الممكن أن ترجع إلى التربية الخاطئة، أو
تعرُّضهن لصدمة أدت إلى هذا الوضع الفكري.
الأبناء ليسوا أغبياء؛ بل وفي كثير من الأحيان يستخدمون الحِنكة والحِكمة في التعامل مع الطرف البغيض
أبناء ولكن
من
الأنانية أن يفكر هؤلاء في الإنجاب، لأن تربية الأبناء تحتاج إلى وقت أساسي متسع،
وليس وقت فراغ لمداعبتهم فقط.. الإنجاب مسئولية عظيمة؛ فكثيرون ينجبون، فقط حتى لا
يُقال عليه عقيم أو يتهموها بأنها عاقر، ولا يعتبرون الأبناء كقطع من الحلي يجب أن
يتحلوا بهم أمام المجتمع كبيراً كان أم صغيرا.
دائماً
أقول أن الطفل الأول غلطة غير محسوب حسابها، لأنه فى بداية الزواج لم يستقر
الزوجان بعد، ولم يعاشرا بعض معاشرة يستطيعان من خلالها أن يتنبآ إذا كان سيستمر
هذا الزواج أم لا.. ولكن هناك أزواج - بعد أن يتأكدوا أن الحياة بينهم مستحيلة -
يكررون عملية الإنجاب لمرتين أو ثلاثة!!
هؤلاء
لا يتبعون منهج خسارة قريبة أفضل من مكسب بعيد، ولكنهم يخسرون قريباً وبعيداً،
ويخسرون أبناءهم أيضاً، أو في أفضل الأحوال طرف من أطراف العلاقة المقدسة يخسر
تعاطف الأبناء، وأحياناً احتقارهم.
الأبناء
ليسوا أغبياء؛ بل وفي كثير من الأحيان يستخدمون الحِنكة والحِكمة في التعامل مع
الطرف البغيض؛ فيقومون بمهادنته وتصدير الاهتمام به، ويمثِّلون عليه الحب لأنه
الطرف الأقوى في المعادلة الاقتصادية؛ فهو الطرف المموِّل لكل أو لأغلب احتياجاتهم.
من تمام الوعي أن يتم العتاب بأسلوب محترم بين الطرفين، بدون وجود أحد، ومن ثم محاولة كل طرف احتواء الآخر واستيعابه حتى يستطيعا ألا تخرج الأمور عن نطاقها
مودة ورحمة
الزواج
قديماً كان سكنا ومودة ورحمة، ولكنه الآن أصبح صراعا محتدما بين طرفيْن، وأحياناً
عائلتين يحاول أن يفرض كلٍ منهما سيطرته على الآخر ليعلن أنه الأقوى، رغم أن
الأقوى هو الذكي الذى يستطيع أن يسيطر على دفة العلاقة بالحب والاهتمام والاحتواء،
وبالتالي يستطيع أن يوجهها إلى الوجهة التي يرغب بها.. فالعناد هادم لأي علاقة،
حتى لو بدأت بهوَس مُتبادل بين الطرفين مع محاولات بائسة لفرض سيطرة هذا الطرف أو
ذاك على الآخر محاولا إذلاله أمام الناس، والسعي إلى إحراجه على الملأ، وهذا
الأسلوب كفيل بإنهاء العلاقة إلى الأبد.
من
تمام الوعي أن يتم العتاب بأسلوب محترم بين الطرفين، بدون وجود أحد، ومن ثم محاولة
كل طرف احتواء الآخر واستيعابه حتى يستطيعا ألا تخرج الأمور عن نطاقها.
وفي
النهاية؛ فالطرف الضعيف هو الطرف العنيد والمتعالي دوما، أما الطرف الأقوى هو من
يبادر بالإصلاح، وهو من يستطيع أن يقود دفَّة الحياة الزوجية بحكمته وحنكته إلى بر
الأمان.
COMMENTS