ما الشعر صنعة عابثٍ بين الورى نثر الكلام قصائدا بتوهّمِ أصوات دائرة الخليل لها صدى قد أوْغَلتْ بالنفس قبل الأعظُم
أشرف النعماني | رسائل
اقرأ أيضًا: رسائل مسافرة | شعر (أشرف النعماني)
ياأيها الشعر المُعتّق في دمي
ماذا يفيد الحرفُ بعد تهدّمِ؟
ماذا تقول إذا غزتك قصائدٌ؟
فتَبدّلت ألحانُها بتلعثمِ
يا سعد من كان الخليلُ إمامهُ
فعَلا بنظمٍ فوق كل مُقدّمِ
عُدْ يا زمان بما تراهُ من الحُلى
إنّي اكتفيتُ من الكلام المُبهمِ
أتُرى كلام الشعر يهدي حائرًا؟
إنْ ضلّ من بعد البيان بأعْجَمِ
اللاهثون إلى الحروف كما ترى
مترنّمون بغير قول ترنّمِ
لا تسْتقيم قصائدي إن رُمتهَا
سجعا بسجعٍ في سياق أجذمِ
فدعِ التكلّف ياصديقي إنّهُ
سفه الكلام حصادُ حرفٍ مُعدمِ
ما الشعر صنعة عابثٍ بين الورى
نثر الكلام قصائدا بتوهّمِ
أصوات دائرة الخليل لها صدى
قد أوْغَلتْ بالنفس قبل الأعظُم
يا كاتب النثر المقفّى فاحترسْ
إن القصيدَ مرصّعٌ بتنغّمِ
إن رُمْتَ شعرا في الكلام فجُدْ بهِ
قولا خفيفا غير ذاك المُرغمِ
جُدْ بالشعور وللشعور فإنّما
نثرُ القصيدِ مقالة المُتهكّمِ
وإذا حُرمتَ من الحروف جمالها
فارفقْ بنفسك أن تقول فتنْدمِ
الشعر مملكة الحياة بقرْضِهِ
يُروى الظماء ويستضاءُ بأنْجمِ
فمن السخافة أن تعيب المنتقى
وتقول زيفٌ عن كلامٍ مُحْكمِ
COMMENTS