تاريخيًا ارتكبت الصين جرائم تطهير وإبادة عرقية بحق الأقلية الإيجورية المسلمة في إقليم (تركستان الشرقية) وذلك بداية من سنة 1949 بداية الاحتلال الدموي
تركيا.. الصين | مذبحة بارين
(بقلم/ مولانا العارف)
الانتهاكات في حق مسلمي الإيجور |
شد وجذب
شد وجذب يحدث منذ أيام بين المعارضة
التركية والحكومة التركية من ناحية، والحكومة الصينية من ناحية أخرى؛ وذلك على إثر
قيام المعارضة التركية بنشر تغريدات على موقع التواصل "تويتر" تُحيي
فيها الذكرى الواحدة والثلاثون لمجزرة بارين ضد الإيجور سنة ١٩٩٠ والتي تعتبر
بداية الإبادة الجماعية الممنهجة التي تقوم بها (الصين) ضد الإيجور في (تركستان
الشرقية)..
حتَّى وصل الأمر أن قامت (تركيا)
باستدعاء السفير الصيني في (أنقرة) لمناقشة رد السفارة الصينية على تغريدات
المعارضة التركية، والرد الذي جاء عنجهيًا بشدة، وقامت بلدية (أنقرة) بقطع المياة
عن السفارة الصينية بحجة القيام بأعمال الصيانة نتيجة تسرب مياة..
بدأت القصة بتغريداتين من "منصور
يافاش" رئيس بلدية (أنقرة) و"ميرال أكشنار" زعيمة حزب الخير على
تويتر..
حيث قال على الرغم من مرور 31 عامًا،
ما زلنا نشعر بألم المذبحة في (تركستان الشرقية) كأنها اليوم. أذكر شهدائنا
بالرحمة.
أمَّا "ميرال" فقد قالت أن
الشعب التركي لن ينسى إخوته في الأسر، ولن يسكت على اضطهاد (الصين) للأويغور،
مشيرة إلى أنَّ (تركستان الشرقية) ستصبح مستقلة يومًا ما، وجاء رد السفارة الصينية
في (أنقرة) يعارض الجانب الصيني ويدين بشدة أي تحدٍ من جانب أي شخص أو سلطة لسيادة
الصين ووحدتها. ونحتفظ بالحق في الرد على ذلك بشكل صحيح وعادل.
وعلى اثر هذا الرد استدعت الخارجية التركية
السفير الصيني لإبلاغه اعتراض (تركيا) على منشور السفارة.. الأمر الذي لم يلاقي
استحسان (الصين) بل ورد الخارجية الصينية وعلي لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية
الصينية، ليجيان زاو، إنهم يدعمون التغريدة التي نشرتها السفارة الصينية في (أنقرة)
بشأن "أكشنار ويفاش". وقال في بيان صحفي: «نرى أن التغريدة التي نشرتها
سفارتنا معقولة ولا يمكن انتقادها..
هذا على مستوى الساسة والمستوى
السياسي أمَّا على المستوى الشعبي فقد تعالت أصوات الكثير من الأتراك مطالبة بطرد
السفير الصيني وقطع العلاقات مع (الصين)..
بعض المحللين السياسيين قالوا أنَّ
ما حدث من المعارضة التركية هو عملية جر رجل الحكومة التركية في الدخول إلى صراع
مع (الصين)، وهو رأي ذو وجاهة، وحتَّى لا ننسى أنَّ الإيجور هم من ضمن الأعراق
التركية المنتشرة حول العالم وتحديدًا في أسيا، وأيضًا حتَّى لا ننسى أنَّ (تركيا)
والأتراك يسعون بشكل كبير إلى التركيز على قضايا العرقية التركية ومشاكلها، إذ أنَّ
الأمر ليس دينيًا بحتًا ولكنه بالأساس قومي يخص القومية التركية، لن نتوقف كثيرًا
عند الدوافع التي قادت رئيس بلدية (أنقرة) ورئيسة حزب الخير إلى التغريد وإثارة
القضية مرة.. ولننتقل لشيء أخر..
اقرأ أيضًا: بحر الصين الجنوبي | بحر الظلمات
تركستان الشرقية |
جرائم الصين ضد الايجوار (الأتراك)
تاريخيًا ارتكبت الصين جرائم تطهير
وإبادة عرقية بحق الأقلية الإيجورية المسلمة في إقليم (تركستان الشرقية) وذلك
بداية من سنة 1949 بداية الاحتلال الدموي الصيني لمنطقة (تركستان)، والتي تتكون من
أغلبية مسلمة تركية (الإيجور)، وبحسب التوثيق قامت (الصين) بعدة مجازر بالمعني
الحرفي لكلمة مجزرة ضد الأقلية الايجورية
وكانت 1949 هي السنة التي ارتكب فيها أول مذبحة في حق الإيجور وراح ضحيتها
مليون مسلم، وأعدم عشرة آلاف مسلم دفعة واحدة، وفي عام 1966 ارتكبت (الصين) مجزرة
قبيل شهر رمضان المبارك قتلت فيها أكثر من سبعين ألف من المسلمين في (كاشغر)، ففي
عام 1952 تم إعدام 120 ألف شخص معظمهم من علماء الدين الإسلامي.
وفي عام 2013 حصلت مذبحة مسجد خان
أريق بمدينة (خوتان) يوم 28 يونيو، وقتل فيها 200 مسلم من الإيجور.
وفي عام 2014، وقعت مجزرة خوتن ناحية
وقتل فيها أكثر من 5500 مسلم، ولم يتوقف الأمر عند تلك المجازر البشعة، وإنما تتهم
المنظمات العلمية والحقوقية الحكومة الصينية بعمل تجارب نووية في المنطقة الشمالية
مما يتسبب في إصابة الآلاف بالإشعاعات النووية، غير تلوث التربة والهواء.
أمَّا في الفترة من 1949 وحتَّى
1979، فقد تم هدم 29 ألف مسجد في تركستان الشرقية، وتم إرسال 54 ألف موظَّف ديني
للعمل في معسكرات الأشغال الشاقة، وتم إضرام النيران في 370 ألف مركز لتعليم
القرآن الكريم في العاصمة (أورموتشي) وحدها، ومن عام 1997 حتَّى الآن تم إغلاق
1200 مسجد، وتحويلهم إلى مقرات للحزب الشيوعي أو مكاتب، أو حتَّى مجازر للحوم في
منطقة (هوتن) وحدها، وتم منع خطبة الجمعة في (هوتن) مثلما تمَّ مَنعُها في بعض
المناطق الأخرى.
اقرأ أيضًا: تركيا حصان الرقعة | أهمية تركيا للنظام العالمي
كان هذا سرد لبعض جرائم (الصين) ضد
الايجور الأقلية المسلمة التركية في (الصين)، وتعمدت ذكر هذا السرد للرد على الرأي
ذو الوجاهة الذي قاله بعض المحللين عن أنَّ المعارضة تجر الدولة التركية للدخول في
معترك سياسي مع (الصين) من أجل مصلحة المعارضة فمهما قيل من دوافع إلَّا أنَّ أمر
الإيجور والمجازر التي ترتكبها (الصين) في حقهم هو أمر يجب الوقوف أمامه طويلًا وقبول
أي دعوة مهما كانت من أي فرد أو أي جهة مهما كانت نواياها في الدفاع عن الإيجور
فلا يعنينا ماذا أراد هذا أو ذاك من وراء دعوته لرفع الظلم عن الإيجور بقدر ما
يعنينا الاهتمام بقضيتهم وطرحها للناس وتسليط الضوء عليها بأي شكل، المهم هو بذل
أي مجهود لدفع الظلم عن أناس أكبر ذنبهم أنهم مسلمين.
COMMENTS