العالم العربي سيشهد أحداث كبيرة جديدة عنيفة خلال فترة صغيرة من انتهاء الحرب في (فلسطين)، التغيير قادم وبشدة في الأنظمة
استراتيجية الماتادور
تقوم استراتيجية الماتادور على إنهاك
الثور بالإستفزاز والحركة المستمرة حوله، ثم توجيه طعنات خفيفة مستمرة زيادة في الإنهاك
لحين توجيه الضربة القاتلة في القلب، وهو مستسلم تمام الاستسلام ذليل خانع أمام
قاتله.
التحالف الدولي في (سوريا)، يُدخل
كميات أسلحة و معدات جديدة ضخمة جدًا إلى قواعده في (سوريا)، يتزامن ذلك مع حضور
واحدة من أكبر حاملات الطائرات في العالم وهي اليزابيث كوين البريطانية إلى منطقة
الشرق الأوسط لمحاربة تنظيم داعش في (سوريا والعراق)
!! عودة مسمار جحا للحياة مرة أخرى.
لكن الهدف الحقيقي خلف كل تلك التجهيزات ليس مسمار جحا (داعش) وإنما الضغط بشدة على (روسيا) في (سوريا) والضغط لإسقاط بشار الأسد ونظامه، أيضًا الضغط على (إيران) وميليشياتها في (سوريا والعراق)، وهذا لعدة أسباب سواء (روسيا) أو (إيران).
بالنسبة لـ (روسيا) والضغط عليها في (سوريا)، هو جزء من استراتيجية (أمريكا) والغرب المُعلنة والتي يتم تنفيذها الآن، وهي تتلخص في عدم المواجهة المباشرة مع (روسيا) وإنما المواجهة غير المباشرة باستخدام طرف ثالث أو على أرض معركة خارج حدود (روسيا) كمرحلة أولية.
وهذه الاستراتيجية متوسعة في كل أماكن تواجد روسيا (سوريا، ليبيا) بالنسبة للشرق الأوسط وستكون شديدة جدًا على (روسيا) في تلك الدول الأمر الذي يدفع (روسيا) القيام بمغامرة كانت شرعت فيها ولكن تم تأجيلها وهي مغامرة (أوكرانيا) وهذا لتخفيف الضغط عليها بإحداث أكبر فوضى ممكنة في أحد حلفاء الغرب و(أمريكا) وأيضًا في أراضي أوروبية، لتنقل الصراع من الشرق الأوسط إلى أوروبا أو بالتماس مع الحدود الأوروبية ومع دولة حليف غربي، لذلك قبل أحداث (فلسطين) الأخيرة، وأثنائها كان يتم تمرير دخول (أوكرانيا) رسميًا إلى الناتو لتأمين دفاع شرعي دولي عنها في حال التدخل الروسي الذي كان وشيكا ومازال حتَّى الأن وشيك وسوف يتم تفعيله في حال تم الضغط على (روسيا) في (سوريا) و(ليبيا)، أيضًا جبهة (أذربيجان أرمينيا) عادت مرة أخرى لواجهة الأحداث في الأيام القليلة الأخيرة مع دخول القوات الآذرية إلى الأراضي الأرمينية لتأمين طرق توصل بين إقليم (كراباخ) المحرر وباقي الأراضي الأذربيجانية، ولكن مع انشغال العالم بما يجري في (فلسطين)، فكل تلك الأخبار تكاد تكون غير مشاهدة أو لا يتم متابعتها بشكل كبير مستمر.
الخلاصة أن جبهات عديدة سواء خارجية
أو حدودية بيتم فتحها مرة أخرى على (روسيا) لممارسة سياسة الضغط القصوى عليها.
الأمر الذي يدفع الروس لارتكاب كوارث
هي بالأساس مطلوبة من الغرب و(أمريكا) لاستكمال الاستراتيجية الغربية الأمريكية في
الانقضاض على (روسيا) وتحييدها تمامًا وربما القضاء عليها وإعادتها إلى الأيام
الأولى من سقوط الاتحاد السوفيتي (مجرد دولة بلا أي قيمة دولية أو سيطرة).
اقرأ أيضًا: الحرب | استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة روسيا والصين
والهدف الأساسي من وراء كل ذلك ليست (روسيا)
بالأخص أو تحديدًا هي منفردة وإنما الصيد السمين هو (الصين)، السؤال الأن هل ما
سوف يحدث ل(روسيا) من سياسة الضغط القصوى سواء عسكريًا على حدودها أو في أمكان
تواجدها خارج حدودها على هذا سيضطر (روسيا) لإعلان تحالف رسمي دولي مع (الصين) لمجابهة
تلك الاستراتيجية؟! يبقى الإحتمال الأقرب للإجابة بنعم..
صورة سابقة من مفاوضات فيينا |
نعود ونستكمل باقي السيناريو الذي يتم تحضيره والطرف الآخر المستهدف من السيناريو وهو (إيران)، من المعلوم بالضرورة أنَّ مفاوضات (فيينا) والعودة للإتفاق النووي التي يتم تداول الحديث عنها والتي تجري فاعليتها الأن ومنذ فترة، ما هي (لا شيء) ولن تثمر عن شيء ولا تقود إلى عودة إلى الاتفاق النووي مرة أخرى فالذي أنهى الاتفاق (أمريكا) ما كانت لتعود له مرة أخرى والسبب أن قرارت الإدارة الأمريكية التي اتخذها "ترامب" (كواجهة) إنما هي قرارات مسبقة مرسومة بدقة، تتعاقب على تنفيذها الإدارات الأمريكية المختلفة، ففي السياسة الأمريكية لن يُسمح بامتلاك أي دولة على وجه الأرض وتحديدًا في الشرق الأوسط لأي سلاح نووي مهما كانت تلك الدولة حليفة للغرب ولأمريكا وحتَّى لو عضو ناتو والبلد بالكامل تحت سيطرة الغرب ف والله لن يُسمح لها بذلك طالما وُجدت (إسرائيل) في المنطقة، لأنَّه وبلا أدنى شك أو حتَّى مجرد تفكير، فأمن (إسرائيل) هو محور حركة الغرب كله ليس فقط (أمريكا) بل الغرب بل العالم أغلبه، ومن ضمن شروط أمان (إسرائيل) ألَّا يوجد من حولها من هو أطول ذراعًا منها عسكريًا أو يتملك من المقومات العسكرية ما يجلب له تفوق على (إسرائيل) انسوا الفكرة دي نهائيًا، لذلك فمفوضات (فيينا) ما هي إلَّا عبث وتضييع وقت بهدف إعادة ترتيب الأوراق مرة أخرى بعدما كانت مبعثرة خلال فترة "ترامب"، و(إيران) تعلم ذلك جيدًا والغرب يعلم ذلك جيدًا، فقط (أمريكا) والغرب يظهرون رغبة في التفاوض والعودة للإتفاق النووي وإحلال السلام، كل هذا لإقامة الحجة على (إيران) لا أكثر، فدور (ايران) في المنطقة العربية قد انتهى تمامًا بعدما دمرت ما أراد الغرب من تدميره من عواصم ودول عربية هي بالأساس حزام (إسرائيل) وقولت وأقول أنَّ تواجد (اسرائيل) في المنطقة العربية يقضي بعدة أمور:
1-
ألَّا
توجد قوة أكبر منها
2-
ألَّا توجد دول كبرى حولها بل دول مقطعة ممزقة إلى
دويلات عرقية وطائفية يسهل السيطرة عليها وهذه استراتيجية وخطة قديمة تم تنفيذها
على مدار عقود منذ تولي (أمريكا) أمر إدارة العالم كقوة عظمى منفردة..
لذلك من العبث التصديق أنَّ مازال
هناك دور آخر لإيران وأنَّ الغرب و(أمريكا) يسعوا للعودة إلى الاتفاق النووي، وأنَّ
دور (إيران) مستمر وهيمنتها على الدول التي تم تمزيقها سوف يستمر إلى مدد أخرى،
انتهت قصة (إيران) وتم إنهاكها على كل الأصعدة اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، إمَّا
بالحصار الاقتصادي المضروب عليها أو بما سوف يتم خلال الفترة المقبلة من إطلاق
النار عليها عن طريق عدة أطراف منها (داعش) ومنها سنة (العراق) أو حتَّى شيعتها
وهذا واضح جدًا مما يجري من أحداث في (العراق) وفوران الشارع العراقي على الحكومات
الموالية لـ(إيران)..
وهنا يتكرر نفس سيناريو (روسيا) مع (إيران)
كهدف للغرب لكن الصيد السمين من وراء (إيران) أيضًا هو (الصين) كما هو الحال مع (روسيا)،
كل ذلك أمور متوقعة ومشاهدة نتيجة التحرك الغربي في الفترة التي بدأت مع قدوم "بايدن"
إلى الحكومة أو بعبارة أشد توضيح عودة البروفيسور "أوباما" إلى حكم (أمريكا)..
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو |
لذلك ما فعله "نتنياهو" قد
عطل تنفيذ الاستراتيجية هذه، لكن تم تدارك الأمر سريعًا والحرب التي قام بها باتت
على وشك الانتهاء وشاهدنا ما لم نشاهده من قبل وهو تعاطف دولي كبير، دعم لـ(فلسطين)
غير مسبوق من دول ومشاهير وإعلام غربي وعربي، حتَّى شاهدنا هجوم من الإعلام العبري
على دولته وهو أمر غريب، وضغط حتَّى من داخل (إسرائيل) لإنهاء الحرب لدرجة تسمع
أصوات تقر بالهزيمة وهو أمر غير متعارف عليه داخل الكيان الغاصب، عمومًا هي أقدار
الله في إنهاء تلك الحرب وأسباب سببها رحمة بعباده..
يبقى الأن علينا متابعة ومشاهدة
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة وتنفيذها على أرض الواقع، العالم العربي سيشهد أحداث
كبيرة جديدة عنيفة خلال فترة صغيرة من انتهاء الحرب في (فلسطين)، التغيير قادم
وبشدة في الأنظمة.. الفوضى الكبيرة داخل الدول .. إعادة إنتاج نموذج الربيع العربي
الأول بشكل جديد مختلف وبدول جديدة لما يسبق أن مسها غباره، ودول أخرى قد استعادت
السيطرة من بعد الربيع، لكنَّها كانت سيطرة وهمية بل زودت أسباب اشتعال الربيع
العربي مرة أخري بعنف أكثر.. فلنستمتع جميعًا
COMMENTS