ومن الجدير بالذكر أن السادي كذلك قد يكون قد أُصيب بالمرض دون التعرض لصدمات تُذكر، وهذا وارد، ولكن المؤكد أن هذا مرض وله علاج حسب ما يقول الأطباء

 الشخصية السادية | مرض نفسي أم مرض قلبي؟!

بقلم (ميساء الخطيب)

 

الشخصية السادية

هل شاهدت مُسبقًا فيلم الجوكر أو أي فيلم بطله كان ساديًّا؟!

أو هل قرأتم رواية تحدثت عن نفس الموضوع؟!

في كل الأحوال قام الكاتب بطريقة مُبدِعة لجعل القارئ يتعاطف مع المريض المجرم، بل ودافَع عن أعماله الإجرامية بشكل أو بآخر.

ولكن إن كان ذلك واقعًا؛ فهل ستتعاطف معه؟!

ماذا لو أوقعك القدر لتكون ضحية هذا المجرم.. فما هي ردة فعلك؟!

هل ستتعاطف معه أيضًا؟!

وفي حال كنت مازوخيا وتفضل أن تكون ضحية، أو قد تصيبك متلازمة ستوكهولم وتتعاطف معه - على الرغم من أن هذه المتلازمة تصيب من يقع بالخطف ومن ثم يتعاطف مع خاطفه - ولكن في بعض الأحوال قد يكون الضحية مخطوفًا لدى شخص سادي.

 

بالتأكيد وبعيدًا عن الدراما والروايات، لن يتعاطف ضحية أو ذوي الضحية مع مجرم قتل ابنتهم - وعلى الأغلب تكون فتاة لأن أغلب المرضى ذكور ولم يعرف حتى الآن السبب الجيني المسؤول عن ذلك - إذ قد يكون ذلك عائدًا إلى الفرق في القوة البنيوية بين الذكر والأنثى..

وقد ظهرت العديد من الحوادث التي تثبت ذلك وقد طالب أهل الضحية بإيقاع أشد العقوبات على الجاني.

قد يلجأ بعض المحامين من أجل تبرئة الجاني أو على الأقل تخفيف حكم الإعدام، إلى شماعة المرض النفسي وعرض الجاني باعتباره مريض على الطبيب النفسي ليقرر ما إن كان قد ارتكب جرمه تحت تأثير المرض على عقله، وهنا تكمن المفاجأة إذ أن بعض الأمراض النفسية ذات تأثير على العقل إذ تجعل الإنسان يرتكب أفظع الجرائم دون وعي أو إدراك، فما هي الأسباب التي دفعته إلى ذلك؟!

في العودة إلى الطب النفسي، والذي صنَّف هذا المرض كواحد من أمراض الثالوث المظلم [السادية، والنرجسية، والميكافيلية]، سنجد أن العديد من المرضى سبق وأن تعرض إلى صدمة نفسية عنيفة أثرت على نفسه؛ مثل أن يقتل أحد أمامه وخاصة أحد والديه، أو التعرض للاغتصاب في سن صغيرة، أو رؤية أهوال الحرب، وغيرها من مصائب قد تلم بالإنسان، ولكن ليس بالضرورة أن يخرج من الصدمة تلك شخص مريض بالسادية، إذ هناك عوامل أخرى تدفعه لذلك وأهمها أنه يبقى تحت تأثير الصدمة؛ مثل أن يستمر في التعرُّض للعنف والاغتصاب، وأن لا يُعرَض على طبيب ولا يتم علاجه، وهذه أيضًا تعتبر عوامل ليس بالضرورة أن تكون نتيجتها الحتمية ظهور أعراض المرض..

ومن الجدير بالذكر أن السادي كذلك قد يكون قد أُصيب بالمرض دون التعرض لصدمات تُذكر، وهذا وارد، ولكن المؤكد أن هذا مرض وله علاج حسب ما يقول الأطباء.

كما أن الأطباء قد أوردوا في تقارير طبية أنه من الممكن معاقبة المريض على ارتكابه الجرم وذلك حسب درجة المرض وتأثيره المباشر على الدماغ، ورَفَض المريض العلاج فيما سبق وكذلك تعاطي المخدرات والكحول، لذلك فإن الحكم لا يكون بالمُطلَق على جميع المرضى، ولكن يجب عرض المريض على لجنة طبية تابعة لجهة حكومية - على أساس أنها لا تبيع ذمتها - ومن ثمّ يتم عرض كافة الأوراق والأحكام على القاضي الذي له الكلمة الأخيرة ومستشاريه، وتتراوح النتيجة بين الحكم بالإعدام إلى وضع المريض في المصحة للعلاج.

في النهاية الأمر كله عائد إلى القاعدة الأساسية في كل هذا العالم منذ بدء الخليقة، وهي التربية الإسلامية الصحيحة في كل بيت، حيث نجد أن مثل هذه الأمراض تنتشر في المجتمعات المنحلة أخلاقيًا وبعيدة كل البعد عن الحياة السوية التي كرمنا بها الإسلام، وكذلك مهما بلغنا من العلم فإننا لن نصل إلى كل شيء ونبقى في حيرة من أمرنا؛ ففوق كل ذي علمٍ عليم.

اقرأ أيضا:

التحرش.. لا شيء على الهامش