لا شك أن هناك مصالح أمريكية خالصة، ومصالح إسرائيلية خالصة، ومصالح مُشتَركة، وأخرى متقاطعة..

أمريكا وإسرائيل: مصالح متقاطعة مشتركة

(بقلم: مولانا العارف)

أمريكا وإسرائيل

هل تختلف، تتقاطع، أم تتفق المصالح الأمريكية الإسرائيلية في الشرق الأوسط؟!

مما لا شك فيه، ويعلمه القاصي والداني من أصحاب العقول التي تربّت على الوحي (كتاب وسُنَّة)، وتفكَّرت وتدبَّرت ما جاء في وحي الله لهم، و صَقَلت هذا بالبحث والقراءة في كُتُب التاريخ والسياسة، أن المصالح الأمريكية الإسرائيلية لها عدة حالات، وليست على حالة واحدة في كل القضايا التي تهمهم وتخص الشرق الأوسط.

لا شك أن هناك مصالح أمريكية خالصة، ومصالح إسرائيلية خالصة، ومصالح مُشتَركة، وأخرى متقاطعة..

لكن في النهاية كل هذه المصالح تصب في اتجاه واحد وهدف واحد.. قد لا يظهر للكثير من البشر، لكنه حقيقي لأهل العلم..

أما الهدف الواحد فهو هو إقامة دولة إسرائيل وبناء الهيكل على أنقاض الأقصى المُبارَك، وهذا أمر لا افتراء ولا كذب فيه، بل هو مُعلَن وراسخ في المعتقد الديني المسيحي البروتستانتي الذي تدين به أمريكا ودول الأنجلوساكسون تحت ما يُسمى عقيدة الألفية السعيدة ورجعة المسيح.

 

مختصر هذه العقيدة أن المسيح يعود ليحكم الأرض مدى ألف سنة، وشرط عودته هو عودة اليهود إلى أرض الموعد فلسطين، وبناء الهيكل.. أيضا في المعتقد اليهودي التوراتي وهو بناء الهيكل فوق الاقصى كشرط لقدوم ملك من نسل داوود يحكُم الأرض من موقعه.. هذا هو المعتقد الديني لكلا الطرفين اللذان اتفقا على:

1 عودة اليهود إلى أرض الموعد

2 بناء الهيكل فوق الأقصى

و أما المختلف فهو أن كل فريق يهيئ الأرض إما للمسيح كما في البروتستانتية، أو من أجل الملك من نسل داوود.

اقرأ مقال: عودة المسيح: هر مجدون ونهاية التاريخ

هذا الخلاف لا يطفو و لن يطفو الآن على السطح بل عندما يتحقق الحلم بعودة اليهود وبناء الهيكل الذي لن يتحقق بإذن الله.

ما تم الإشارة إليه هو الهدف المشترك والغاية النهائية المتفق عليها عقائديا، وهى التي توضح لك ما هو سر حماية أمريكا لإسرائيل، وسر الدعم اللامحدود لها.. فالمصلحة المشتركة أولا وأخيرا هي عقائدية، ولا يوجد على مر التاريخ الإنساني مصلحة مشتركة قوية تجمع أشخاص أو دول بينها وبين بعض أقوى من العقيدة.

أما المُختلَف عليه هو أساليب التنفيذ؛ فإسرائيل تعلنها صراحة أنها حرب عقائدية من أجل إسرائيل الكُبرَى والهيكل، وأمريكا لا تعلنها، بل تجعلها مخفية.. وهدفها هو شرق أوسط جديد كليا تقوم فيه دول الحرية والديمقراطية المبنية على تجمعات عرقية وإثنية، وأن هدفها هو حقوق الإنسان والحريات، ونقل نموذجها الديموقراطي إلى العالم العربي الإسلامي، وهذا إن ظهر أنه ذو أهداف سامية مختلفة، إلا أن أيضا في النهاية هذه الأهداف غايتها واحدة هو تغيير  ديموغرافية وجيوسياسية الشرق الأوسط، لكن تحت مسميات مختلفة.

اقرأ أيضا

القبلة الأولى: المسجد الأقصى - الحقيقة والتاريخ