هذه الفكرة تتناول التأثير الذي تمارسه التحديات الاقتصادية والاجتماعية على القرارات السياسية ودور القوى العسكرية في هذا السياق

كتاب جيوش تتحكّم ولا تحكُم: التحديات الاقتصادية والاجتماعية (3)

 

جيوش تحكم ولا تتحكم

نتناول في هذه السلسلة الأفكار التي ألقى الضوء عليها الباحث الأمريكي "ستيفن أ. كوك" في كتابه حول الأنظمة التى تتسلط ولا تحكم فى مصر والجزائر وتركيا.

في الحلقتين السابقتين تناولنا موضوع النظام العسكري والسلطة السياسية، كما تناولنا فكرة الاستقرار مقابل الديموقراطية..

هنا سنتحدث عن الموضوع الثالث في الكتاب الشهير:

 "Ruling but not Governing: The Military and Political Development in Egypt, Algeria, and Turkey"،

 

الفكرة الثالثة: التحديات الاقتصادية والاجتماعية

هذه الفكرة تتناول التأثير الذي تمارسه التحديات الاقتصادية والاجتماعية على القرارات السياسية ودور القوى العسكرية في هذا السياق. يعكس هذا الفكر مدى تأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية على الدور الذي تلعبه القوات المسلحة في السياسة. إليك تفاصيل أدق:

 

الاستقرار الاقتصادي

يعتبر الجيش في بعض الحالات منفذًا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. قد تشهد البلدان تحديات اقتصادية مثل البطالة العالية وتدهور معيشي، وفي هذه الحالات يمكن للجيش أن يتدخل من خلال تقديم خدمات اقتصادية ومشاريع تنموية للحد من التوترات.

 

الحماية من الاضطرابات

غلاف الكتاب

تسعى القوات المسلحة إلى تحقيق الاستقرار ومنع الاضطرابات الاجتماعية، وهذا يمكن أن يتضمن تطبيق إجراءات أمنية صارمة. يروج الجيش في هذه الحالات لفكرة أنه يحمي المواطنين من أي تهديدات داخلية تنجم عن التحديات الاجتماعية.

 

التدخل في الشؤون الاقتصادية

يمكن للقوات المسلحة أن تتدخل في الاقتصاد من خلال الاستثمارات والمشاريع التنموية. قد تمتلك الجيوش مؤسسات اقتصادية كبيرة وقوية، والتي يمكن أن تلعب دورًا في توجيه السياسة الاقتصادية.

 

حماية مصالحها الاقتصادية

يمكن للقوات المسلحة أن تعتمد على النفوذ الاقتصادي للحفاظ على مصالحها. قد تمتلك مصانع أو شركات في قطاعات معينة مثل الإنتاج العسكري أو الصناعات الاستراتيجية، وهذا يجعلها تملك مصلحة قوية في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

 

الحفاظ على الانتماء الوطني

في بعض الحالات، تستخدم القوات المسلحة الدعاية والتوجيه لتعزيز الانتماء الوطني والتضامن. يُمكن لهذا التركيز على الانتماء أن يساهم في تقديم نفسها كقوة حامية للمصالح الوطنية.

تسوق من بين مئات عطور المحاكاة في مصر

بالمجموع، هذه الفكرة تبين كيف أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن تكون محفزًا للقوى العسكرية للتدخل في السياسة وللحفاظ على نفوذها. يمكن للقوى العسكرية أن تستخدم تلك التحديات لتبرير تدخلها في الشؤون المدنية وتعزيز دورها في توجيه السياسة العامة.

اقرأ أيضا

برنارد لويس والشرق الأوسط: البداية والتحولات والمواقف